أداء إيجابي يغلق بورصة الدار البيضاء    تقرير أممي يؤكد رسميا حدوث المجاعة في غزة ويتوقع انتشارها    مداهمة منزل جون بولتون المستشار السابق لترامب الذي يشتغل مع الجزائر من طرف الFBI    حماس تطالب بوقف الحرب وفتح المعابر بعد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في غزة    باشا يتعرض للكريساج بمدينة طنجة        لاعب بفريق المغرب التطواني يتسلل سباحة إلى سبتة المحتلة        مباراة مصيرية.. القنوات الناقلة لمواجهة المغرب وتنزانيا اليوم الجمعة    بطولة إنجلترا .. مانشستر سيتي يجدد عقد مدافعه روبن دياز حتى صيف 2029    إجراءات استرجاع الدراجات المحجوزة    ريمة حسن تفكك أوهام الجزائر: سقوط دعاية ربع قرن حول فلسطين والصحراء    "تيكاد-9" يفضح محاولات انفصاليي "البوليساريو" ويؤكد دعم اليابان للحكم الذاتي المغربي        الكاف يعين حكاما من البنين لمواجهة المغرب وزامبيا    رسميا .. دخول العقوبات البديلة حيز التنفيذ لتخفيف الاكتظاظ السجني        فلاحو سهل صبرة بزايو يرفعون نداء استعجالي لإنقاذ محاصيلهم المهددة بالجفاف    السعودية تعزز خدمات العمرة: منصة إلكترونية متكاملة للمعتمرين دون الحاجة لوكالات أو وسطاء    نهاية مأساوية لاختفاء شاب بين شاطئي إزدي وصباديا بالحسيمة    المغربية لسوق الرساميل: نمو ب2,33% في أصول صناديق التوظيف الجماعي        النيجر توجه ضربة قاصمة لبوكو حرام وتعيد رسم ملامح المواجهة مع الإرهاب في الساحل    بمناسبة عيد الشباب.. فرقة "المسيرة الخضراء" تبهر الجمهور بعرض جوي مذهل فوق سماء المضيق ومرتيل    ضبط زورق محمل بطنين من الشيرا وتوقيف سبعة أشخاص    إجراءات ضريبية محفزة لمغاربة العالم لا يعرفها الكثيرون    طنجة.. مواطن يتعرض للتعنيف داخل مخفر الشرطة بسبب تمسكه بالحديث بالأمازيغية    الفرنسي كوندي يجدد عقده مع برشلونة حتى 2030    مأساة كروية في الأرجنتين.. 19 إصابة خطيرة و111 موقوفاً بعد أحداث عنف مروعة    مشروع قانون يُثير الجدل.. استحداث "مجلس أمناء" على رأس جامعات المغرب يفقدها آخر ما تبقى من استقلاليتها                بعد التدخل المفاجئ لأخنوش: من يحمي حياة المواطنين وسط تغوّل الحسابات السياسية والمالية؟    توقيف مختل متشرد أنهى حياة شرطي خلال عمله بإيموزار    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    الخنوس يقترب من فريق جديد    تركيا تستعد لإطلاق شبكة الجيل الخامس ابتداء من سنة 2026    الاصابة تبعد الهولندي فريمبونغ عن ليفربول ثلاثة أسابيع    المغرب يتصدر مستوردي الغاز الإسباني    مدينة يابانية توصي بحصر استخدام الهواتف الذكية في ساعتين يومياً    إعادة برمجة خلايا الدم إلى خلايا جذعية مستحثة متعددة القدرات يفتح آفاقا واسعة في مجال العلاج الشخصي والبحث العلمي (صابر بوطيب)    دراسة: عدم شرب كمية كافية من الماء يسبب استجابة أكبر للإجهاد    إسرائيل تتوعد بتدمير مدينة غزة    نادي سينما الريف يطلق العنان لإبداع الشباب السينمائي        أفلام مغربية تتألق في بانوراما تونس    وفاة القاضي الرحيم عن 88 عاما.. صوت العدالة الذي أنصف المهاجرين    انطلاق فعاليات مهرجان الرمى والطلبة والخيالة بمركز صخور الرحامنة مبادرات راائدة في التضامن الترابي (صور)    ابتكار جهاز من الماس يرصد انتشار السرطان دون مواد مشعة        اختتام فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفن المعاصر بمدينة ميدلت    المركز الفرنسي للسينما يكرّم المخرجة المغربية جنيني ضمن سلسلة "الرائدات"    "بعيونهم.. نفهم الظلم"    بطاقة «نسك» لمطاردة الحجاج غير الشرعيين وتنظيم الزيارات .. طريق الله الإلكترونية    هنا جبل أحد.. لولا هؤلاء المدفونون هنا في مقبرة مغبرة، لما كان هذا الدين    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ريمة حسن تفكك أوهام الجزائر: سقوط دعاية ربع قرن حول فلسطين والصحراء
نشر في الدار يوم 22 - 08 - 2025

لم يكن تصريح النائبة الفرنسية الأوروبية من أصول فلسطينية ريمة حسن حدثاً عادياً في المشهد السياسي والإعلامي. بكلمات قليلة، لكنها قاطعة، أكدت أن قضية فلسطين لا يمكن أن تُقارن بملف الصحراء المغربية، لتضع بذلك حداً لإحدى أبرز المغالطات التي غذّاها النظام الجزائري لعقود طويلة.
غير أن أهمية هذا الموقف لا تكمن فقط في تفنيد خطاب قائم على الخلط والتضليل، بل أيضاً في ما قد يترتب عنه من تداعيات على صورة الجزائر وخطابها السياسي داخل أوروبا وإفريقيا على السواء.
فالجزائر اعتادت، منذ السبعينيات، أن تقدم نفسها ك"صوت للشعوب المقهورة"، مستخدمة القضية الفلسطينية كدرع أخلاقي يبرر سياستها الخارجية. لكن هذا الخطاب كان في جوهره انتقائياً؛ إذ ركّز على فلسطين من جهة، بينما تجاهل أوضاع حقوق الإنسان في الداخل الجزائري أو دعم أنظمة استبدادية في الخارج. اليوم، جاء تصريح ريمة حسن ليكشف هذا التناقض أمام جمهور أوروبي أكثر وعياً بخلفيات الدعاية السياسية، وهو ما قد يضعف من قدرة الجزائر على الاستمرار في تسويق صورتها القديمة داخل المؤسسات الأوروبية.
في القارة الإفريقية، حيث تسعى الجزائر منذ سنوات لفرض أطروحتها الانفصالية عبر بوابة الاتحاد الإفريقي، قد يشكل هذا التصريح مرجعاً جديداً يعزز الطرح المغربي. فالدول الإفريقية التي تتعامل بحذر مع خطاب الجزائر ستجد في كلمات ريمة حسن تأكيداً على أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تُستعمل غطاءً لتبرير نزاع إقليمي مصطنع. وهذا قد يسرّع من التحولات التي تشهدها القارة، حيث يتزايد عدد الدول التي تعلن بشكل واضح دعمها لمغربية الصحراء.
أما على المستوى الأوروبي، فإن وقع تصريحها سيكون مضاعفاً، لأنه صدر عن نائبة شابة تنتمي إلى جيل جديد من السياسيين الذين يعطون الأولوية للشفافية والوضوح في المواقف. فبينما يعتمد الخطاب الجزائري على شعارات أيديولوجية تعود إلى الحرب الباردة، جاء تصريح ريمة حسن ليعكس لغة سياسية جديدة أكثر التصاقاً بالواقع وأكثر قرباً من القيم التي تدافع عنها المؤسسات الأوروبية. وهذا قد يؤدي إلى تقليص المساحة التي كان النظام الجزائري يستغلها داخل البرلمان الأوروبي وفي المنتديات الحقوقية الدولية.
الجزائر، التي بنت جزءاً كبيراً من نفوذها الدبلوماسي على استثمار القضية الفلسطينية، تواجه اليوم خطر فقدان هذه الورقة بعد أن باتت مكشوفة. واللافت أن هذه الضربة لم تأتِ من خصم سياسي مباشر، بل من شخصية فلسطينية، وهو ما يضاعف من صعوبة الرد ويجعل أي محاولة للتشويه أقل تأثيراً.
المغرب، من جهته، وجد في هذا الموقف دعماً معنوياً وسياسياً إضافياً يعزز حضوره الدبلوماسي المتنامي في إفريقيا وأوروبا. فقد أظهر أن الرواية المغربية حول الصحراء تتماشى مع الحقائق التاريخية والقانونية، وأن محاولات التشويش عليها عبر الخلط مع قضايا أخرى لم تعد تقنع الرأي العام الدولي.
إن ما قالته ريمة حسن قد يشكل نقطة تحول في كيفية قراءة الخطاب الجزائري مستقبلاً. فبدلاً من أن يُنظر إليه كصوت داعم للتحرر، سيُعاد تقييمه كخطاب انتقائي قائم على المتاجرة بالشعارات. وهذا التغيير في الإدراك قد يترجم على المدى المتوسط إلى تراجع في النفوذ الجزائري داخل الساحة الأوروبية، مقابل تعزيز موقع المغرب كفاعل إقليمي يحظى بالمصداقية والاحترام.
بهذا المعنى، يمكن القول إن تصريحاً واحداً قصيراً فتح الباب أمام إعادة تشكيل النقاش حول الصحراء المغربية وفلسطين في آن واحد، وفضح في الوقت نفسه حدود الدبلوماسية الجزائرية التي لم تعد قادرة على الاستمرار بالأساليب القديمة. المستقبل قد يحمل للجزائر تحدياً أكبر: كيف تبني خطاباً جديداً في زمن لم يعد يقبل بالمتاجرة بالقضايا العادلة؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.