الغلاء، الغلاء هو شعار وعنوان المواد الغذائية في السوق المغربية هذه الأيام، وهو غلاء مهما قيل عن أسبابه كون سوء الأحوال الجوية هو الذي يقف خلفه، أو الضرائب المتزايدة على المواد الاستهلاكية هي التي تُلهبه، أو ارتفاع سعر النفط الذي يدخل في عملية الانتاج أحيانا، وفي النقل دائما، هو ما يرفع أسعار هذه المواد، هذا الغلاء ورغم كل هذه الأسباب يظل نارا حارقة وساحقة ولا طاقة للغالبية العظمى للمغاربة به. فحينما يصل ثمن الكيلوغرام الواحد من الطماطم مثلا إلى 10 درهما، أي ما يفوق 3 دراهم للحبة الواحدة، يجب على الطماطم أن تخجل و«تضرب الطم» لأن في الأمر ما يشبه اشتعال الضوء الأحمر فوق سيارة إسعاف أو إطفاء يُنذر بالخطر. وحينما تشتعل وتلتهب كل أنواع الخضر، وتتكالب معها كل أنواع الفواكه على جيوب الفقراء المغاربة. دون أن نتحدث عما يُسمى بفواكه البحر - خوفا من الغرق بعد الحرق - فإن ذلك يعني أن الضربة تكاد تكون قاضية على جيوب باتت تشعر بقزميتها حد الحگرة إزاء تعملق مثل هذه الأسعار المسعورة.