في كل سنة تصدر كتب تساهم في تأجيج جدل واسع وردود فعل عاصفة وقوية من طرف الشارع والقارئ والمهتمين. وفي هذا السياق، شهد السنة المنصرمة 2016 صدور مجموعة من الكتب التي أثارت جدلا واسعا عبر العالم. وهي كتب تعرضت لقضايا حساسة مثل داعش والإرهاب واللاجئين، وبعضها هاجم الرؤساء والمسؤولين، وكان كل من دونالد ترامب وهيلاري وساركوزي الأكثر انتقادا، بخلاف الأسرار والفضائح التي كشفتها تلك الكتب، وامتد الجدل إلى قضايا الملكية الفكرية والسرقات الأدبية ومناهج التعليم التي تحتوي على مغالطات تاريخية، ولا تزال قضية حرية التعبير تتأجج مع استمرار منع الكتب وحظرها . في البداية، أثارت رواية «رحلة الدم - القتلة الأوائل» للكاتب الصحفي والروائي إبراهيم عيسي الجدل لتعرضها للمسكوت عنه فى تاريخنا العربي الإسلامي، وهاجم مجمع البحوث الإسلامية الرواية لتعمدها كما يقول بناء صورة مشوهة للصحابة، قائلا إنها اعتمدت على أخبار كاذبة وضعيفة بعضها من مصادر شيعية، بهدف تصوير الصحابة الكرام بصورة تنزع عنهم الاحترام، فيما نفي عيسي اعتماده علي أي مصادر شيعية. جميع شخصيات هذه الرواية حقيقية، وكل أحداثها تستند إلى وقائع وردت فى المراجع التاريخية» على غير المألوف يبدأ إبراهيم عيسى روايته الجديدة «رحلة الدم.. القتلة الأوائل» الصادرة عن دار الكرمة، ذاكرا عددا لا بأس به من المصادر التى اعتمد عليها فى التوثيق للمعلومات، وقد فعل ذلك «عيسى» لأنه يعلم أن هناك قارئا لن يستطيع أن يدرك الفارق بين التاريخ والرواية وسيعتمد على أن كل ما يتعلق بالصحابة وزمنهم هو حقيقة واضحة. «الفتنة الكبرى» حكاية أساسية فى التاريخ الإسلامى، تناولها الكثير من المؤرخين والكتاب والشعراء لكن يظل ما قدمه الدكتور طه حسين المرجع الأساسى لكثير من القراء والباحثين والمتابعين وفى الفترة الأخيرة انشغلت الدراما أيضا بهذه المنطقة التاريخية الخطرة وظهرت مسلسلات مثل «الحسن والحسين» كما قدمتها الدراما الإيرانية فى أكثر من عمل، والرواية أيضا خاضت فى هذه المنطقة، وها هو الكاتب الصحفى والروائى إبراهيم عيسى يرصد الحكاية بتقنيات سردية جديدة. وبمقتل الإمام على بن أبى طالب تبدأ الرواية وتحكى كيف ترصد عبد الرحمن بن ملجم بأمير المؤمنين قبل صلاة الفجر وتكشف عن الفكر المسيطر على الخارجى الذى كان يعتقد بأن «عليا» رجل كافر خرج عن الدين، هذا قبل أن تعود بنا الرواية 20 عاما من الأحداث، والجيوش العربية تتوجه لفتح مصر. حكى الرواية التى يعود بها إبراهيم عيسى بعد أربع سنوات من صدور روايته السابقة «مولانا» التى وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2013، عن المسكوت عنه فى التاريخ الإسلامى، عن الفتنة الكبرى ورجالها وصراعاتها، عن التغيرات والتقلبات وأمام أعيننا نرى رجال الإسلام ونساءه يتحركون أمام أعيننا فها هو عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وعمرو بن العاص وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن ملجم المرادى والزبير بن العوام والمقوقس حاكم مصر وعبد الرحمن بن عديس ومحمد بن أبى بكر وأبو زر الغفارى والسيدة عائشة زوج النبى وعمار بن ياسر وغيرهم الكثير ممن صنعوا هذه الأحداث الكبيرة. ونشر المفكر يوسف زيدان أفكاره التي أثارت جدلا واسعا حول الإسراء والمعراج وقداسة المسجد الأقصي في كتاب شجون تراثية» قائلا إنه دعمها بالمصادر التاريخية المعتمدة والكاشفة عن مكمن المخادعات. ويقول زيدان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، في الفصل الأول من شجون تراثية، ومن خلال 84 صفحة، أقدّم وجهة نظري في مسائل الإسراء و العروج و قداسة المسجد الأقصى وعدالة القضية الفلسطينية، مدعومة بالمصادر التاريخية المعتمدة ومسبوقة بالمقدمات الضرورية، الكاشفة عن مكمن المخادعات. بينما المفاجأة التي أثارت جدلا كبيرا أن الكتب الدراسية الفلسطينية التي أقرت هذا العام اشتملت على مغالطات تاريخية وتشويه متعمد للمدن الفلسطينية، فيعرض منهج للصف الثالث؛ أن "مركز فلسطين" هو مدينة رام الله وسط الضفة الغربيةالمحتلة، متجاهلين أن القدس عاصمة لفلسطين . وأشعلت الروائية السورية "غادة السمان" من جديد الساحة الثقافية، عندما كشفت عن كتابها "رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمان"، بعد الضجة التي أحدثتها من قبل عند نشر رسائل غسان الكنفاني، لينتقدها البعض بدعوي محاولة المتاجرة بتلك الرسائل الخاصة من أجل البقاء في دائرة الضوء، فيما دافع البعض عن الكاتبة اعترافا بأهمية أدب الرسائل. وكعادة غادة السمان في نشر رسائلها مع غسان كنفاني والآن مع أنسي الحاج، أثارت زوبعة وأقامت قيامة في وسائل التواصل الاجتماعي بين داعم ورافض لنشر رسائل لراحلين ومن جانب واحد فقط، هنا استطلعنا آراء لبعض المثقفين والمثقفات حول هذا الموضوع متسائلين: هل هناك من خيانة أدبية وإنسانية في النشر؟ ولماذا النشر بعد غياب الآخر ومن دون نشر الرسائل الأخرى في المقابل؟ الشاعر عبدالرزاق الربيعي يرى أن هذا أمر «يتوقف على مضامين الرسائل وعلى القصد والنية من نشرها، فإذا كان مرادها إظهار الذات، وبالتالي ستتسبب في تشويه صورة الأديب في نظر جمهوره، وأسرته، كما حصل بعد نشر رسائل كنفاني، إذ أظهرته بعض الرسائل بمظهر العاشق المراهق، وكان يمكن حذف بعض السطور، احتراماً لتلك الصورة، ومن هنا فإن عملية النشر مرفوضة، أما إذا كان الهدف هو حفظ القيمة الأدبية، فذلك شأن محمود. بالنسبة لما فعلته الكاتبة غادة السمان، في نشر رسائل الحاج، فإنه يدخل في باب مفاجأة القراء، ومحبي الحاج بالقيمة الأدبية لرسائله التي كانت ستكون في مهب النسيان بعد ردح من الزمن، لذا يمكن إدراجه ضمن حفظ التراث الأدبي لأنسي الحاج، خصوصاً أن كل ما يصدر عن المبدع هو إبداع، وأدب الرسائل جنس أوشك على الانقراض، فهي محاولة لإحياء ذلك». وأما الروائية والكاتبة السعودية رحاب أبوزيد فتقول: «لا أظن أننا بحاجة لمحاكمة تجربة عاطفية ذات صبغة أدبية فخمة محاكمة أخلاقية، في ظل انحسار الدلالة العذبة لمسمى أديب، حيث اللغة المتجددة والتباين والبلاغة اللفظية لم تعد شهادة جواز للفصل بين كاتب وآخر، يجب أن نحتفي بعمل كهذا يعيدنا ويشهد الأجيال على تاريخ الحب.. وتاريخ الكتابة». . ولا تزال رواية «آيات شيطانية» للكاتب سلمان رشدي تثير الجدل، بعد أن رفض المسرح الملكي في كوبنهاجن عرض مسرحية مأخوذة عن الرواية دون أسباب، يُذكر بأن مرشد الثورة الإسلامية فى إيران آية الله الخمينى أصدر فتوى بقتل سلمان رشدى بسبب الرواية لإساءتها للإسلام . رؤساء دول في قلب الجدال أثناء فترة ترشح دونالد ترامب للانتخابات الأمريكية، أثار الكاتب توني شوارتز الذي شارك ترامب في كتابة «فن الصفقة» الجدل، عندما عبر عن ندمه لمشاركته في تأليف كتاب عن ترامب من أجل المال ، محذرا الشعب من ترامب قائلا :إنه عدوهم، الشخص الذي يريد أن يحصل على كل أموالهم، ليتركهم بالنتيجة من دون القوة الكبرى التي يشعرون بالغضب اليوم لأنهم لا يملكونها. كما تحول دونالد ترامب إلى حبة بطاطا في كتاب أطفال ساخر لفكاهي أمريكي، وضعه مايكل إيان بلاك بعنوان «إيه تشايلدز فيرست بوك أوف ترامب»، ويقدم الكاتب شخصية ترامب على أنها بطاطا مع بشرة «برتقالية» يقتات على الدولارات ويريد أن يضع اسمه على كل ما يقوم به، ومن أجل لجم هذا المخلوق المعروف ب»فظاظاته» و»الجلبة الكبيرة» التي يثيرها، يقترح الكاتب على الأطفال «إطفاء أجهزة التلفزيون»، إذ أن نقطة ضعف ترامب هذا تكمن في «تجاهله.. هذه هي خشيته الكبرى». وقد ألف ترامب كتابا بعنوان «عظيمة من جديد.. كيف نقوم بلدنا، أميركا العرجاء» في بداية حملته الانتخابية، تضمن الكثير من آرائه المثيرة للجدل، مثل المعالجة المتطرفة لهجرة اللاتينيين إلى الولاياتالمتحدة وعقدته الأزلية مع الإعلام، بالإضافة إلى هجومه المفتوح على أوباما. وأثار كتاب «أزمة شخصية» لمؤلفه غارى بايرن، جدلا واسعا حول هيلارى كلينتون، فى الموسم اﻻنتخابى الرئاسى، حيث يرسم الكتاب صورة هيلاري المتوحشة المصابة بجنون العظمة التي اعتادت إهانة عناصر الخدمة السرية في البيت الأبيض، لدرجة دفعت بعضهم للإدمان على الكحول أو الممنوعات، للتخلص من الضغوط التي تمارسها عليهم. وأفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن المؤلف غاري بايرن، عنصر الخدمة السرية السابق في الجناح الغربي للبيت الأبيض، يصف زئبقية هيلاري وعدائيتها التي دفعت بعناصر الخدمة إلى "الإصابة بالجنون فعلياً». وأشار بايرن إلى المسألة في كتاب المذكرات بالقول: "تحوّل معظمهم إلى تناول الكحول وتعاطي الممنوعات والقيام بأعمال تمس الأخلاق أو ممارسة عادات خطيرة». وقال بايرن: «لقد كانت هيلاري كلينتون أضحوكة، مجرد قائدة مزيفة تعوي ولا تعض، لكنها كانت في موقع قوة حقيقي كسيدة أولى للبيت الأبيض». وأصدر الصحفي، إدوراد كلاين كتابا كشف فيه العديد من الأشياء الخاصة بالرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون وزوجته المرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون، وهو كتابه الرابع الذي ينتقد فيه الزوجين كلينتون، ولاقت كتبه انتقادات من قبل الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء بسبب احتوائها على «أخطاء واقعية»، بالاضافة إلى عدم ذكره لأسامي المصادر. وقد نقل الكتاب الجديد اقوال متدربة ومستشار خاص لبيل كلينتون لم يعلن كلاين عن اسميهما، أدعو أن بيل يجبرهم علي تدليك قدمه ويدعو الفتيات لشقته، وأن هيلارى ارتكبت العديد من الأخطاء منها قضية البريد الإلكتروني . كما اعترف نيكولا ساركوزي -الذي يسعى للعودة مرة أخرى لرئاسة فرنسا العام القادم- في كتاب بعنوان «لا فرانس بور لا في» نشر بأنه ارتكب أخطاء وأغضب بعض الناخبين خلال فترة رئاسته بين عامي 2007 و2012. ويقول في كتابه إنه لم يكن حكيما عندما احتفل بالفوز في انتخابات 2007 فوق يخت أحد الأثرياء الفرنسيين ثم بعد ذلك وأثناء مدة رئاسته حين قال لأحد الأشخاص الذي عامله بعدائية داخل معرض زراعي "اغرب عن وجهي أيها الأحمق". كما رسم ساركوزي ملامح بعض السياسات التي قد يقترحها العام القادم، ويقول ساركوزي في الكتاب "بعد إدراك أخطائي استطيع الآن معرفة كيف أكسب دعم الناس.». كما صدر في 2016 كتاب بعنوان «الرئيس لا يجب أن يقول ذلك» تضمن تصريحات غير مسبوقة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن مختلف القضايا السياسية والاجتماعية المهمة التي ميزت فترة رئاسته للبلاد، وعلى رأسها انتقاده الإسلام والحجاب والمهاجرين وانتقاده لساركوزى وخصومه السياسيين وعلاقاته الغرامية. الكتاب هو بمثابة مقابلة مطولة مع صحفيين من جريدة «لوموند» الفرنسية، فابريس لوم وجيرار دافي، اللذين التقيا بالرئيس الفرنسي 61 مرة منذ دخوله قصر الإليزي في أبريل 2012. ومن أبرز ما قاله الرئيس الفرنسي، خلال هذه المقابلة، إن المرأة المحجبة اليوم هي «ماريان» (أي رمز الجمهورية الفرنسية) في المستقبل؛ موضحا «إذا منحناها (يقصد المرأة المحجبة) الظروف الملائمة لكي تعيش هنيئة وسعيدة، فستتألق في حياتها المهنية والاجتماعية، وبالتالي ستنزع الحجاب لتصبح فرنسية قادرة على تحقيق أحلامها رغم إيمانها الديني»، ومؤكدا «أن الهدف الذي يجب تحقيقه، هو أن تختار هذه المرأة المحجبة الحرية عوضا عن الخضوع وأن تشعر بأن لديها مكانتها كاملة في المجتمع الفرنسي». واعترف هولاند أن هناك مشكلة مع الإسلام في فرنسا، لا سيما أن هذه الديانة أصبحت تطالب بأماكن جديدة للعبادة، «وتريد أن تفرض نفسها في الجمهورية الفرنسية... المشكلة ليست في الإسلام بحد ذاته، بل في بعض المسلمين الذين يرفضون نبذ العنف والتطرف، وفي بعض الأئمة الذين يتصرفون بشكل غير لائق وغير جمهوري». ومن بين الملفات التي تطرق إليها هولاند: ملف «الهوية الوطنية»، قائلا إن موضوع «الهوية» هو من اختراع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وإن اليمين الفرنسي أصبح يوظفه لأسباب سياسية داخلية. كما جاء في الكتاب انتقاد فرانسوا هولاند لنيكولا ساركوزي ووصفه ب»العصبي» وال»جشع»، حيث ذكر أولاند حوار جمعهما أثناء رحلته إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في جنازة الزعيم نيلسون مانديلا قائلا:» كان يتحدث فقط عن الأموال التي اكتسبها من المحاضرات التي كان يلقيها عبر العالم، وعن منزل عائلة زوجته كارلا بروني الذي باعه للملياردير السعودي الوليد بن طلال ب15 مليون يورو». فيما أصدر الإعلامي الاقتصادي الفرنسي البارز «فرانسوا لونغلييه»،كتاب "لا يهمّ، أبناؤنا سيدفعون" مهاجما ساركوزى وهولاند وأن سياساتهم الاقتصادية كانت كارثية بالنسبة للبلاد، ومحذرا أن مستقبل فرنسا في خطر . وكشف كتاب "أمراؤنا الأعزاء" لصحفيين فرنسيين هما جورج مابرينو وكريستيان شينو علاقة الفساد التي نشبت بين بعض دول الخليج مثل قطر والسعودية وبعض السياسيين الفرنسيين الذين يتلقون هدايا وامتيازات مقابل الدفاع عن هذه الدول. وتقارب الرئيس السابق ساركوزي إلى دولة قطر وأميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لاستقطاب الأموال القطرية، بينما أدار فرانسوا هولاند ظهره لهذه الدولة الصغيرة وأصبح يغازل السعودية، باعتبارها البلد الأغنى في منطقة الخليج. أما كتاب «الحنث بالقسم» للكاتب توم باور، والذي تضمن عددا من المقابلات الهامة مع أندرو تيرنبول الأمين العام لمجلس الوزراء البريطاني بين عامي 2002 و2005، فقد كشف عن خداع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق لحكومته بخصوص الحرب علي العراق حيث رفض إعطاءهم المعلومات الصحيحة حول هذا الملف، هذا الكتاب الهام صدر قبيل تقرير لجنة تشيلكوت التى تحقق في مشاركة البلاد في الحرب على العراق. ويستند الكتاب الجديد على مقابلات حصرية مع كبار القادة العسكريين، وموظفي الخدمة المدنية، ووزراء الحكومة، كشفوا أن بلير قرر في وقت مبكر من عام 2002 الحاجة إلى «تغيير النظام»، لمواجهة صدام حسين، ولذا تجاهل أو همش رئيس هيئة أركان الدفاع، ووزير شؤون مجلس الوزراء، ووزير الخارجية، ووزير الدفاع، وأغلب مجلس الوزراء. واعتبر الكتاب أن خداعه، يتجسد في رفضه السماح للجيش بالبدء في التخطيط السليم، لأنه كان يتظاهر بأنه «وسيط نزيه» يسعى إلى حل سلمي، ونتيجة لذلك، قتل جنود بريطانيين بسبب عدم وجود ما يكفي من الدروع الواقية للبدن، والمعدات عندما بدأت الحرب. وكشف أن رئيس أركان الدفاع، الأدميرال سير مايك بويس، حذر رئيس الوزراء آنذاك من أن موقفه كان «جنونيا»، لكنه بلير قال له: «حسنا، هكذا هو الأمر». كما ناشد وزير الدفاع البريطاني جيف هون أيضا بلير، قائلا: «نحن في حاجة إلى تجهيز البنادق الآلية والدروع الواقية وغيرها من المعدات»، فأجابه «لا»، ينبغي أن أحافظ على استمرار مفاوضات الأممالمتحدة (مع صدام على السماح لمفتشي الأسلحة بدخول العراق)، ولا يمكنني أن أتصرف كوسيط نزيه، إذا كان من الواضح أننا نخطط للذهاب إلى الحرب». قضايا جدلية أما السفير الإسرائيلي بمصر "ديفيد جوفرين " فقد أصدر سنة 2016 كتاب "رحلة في الربيع العربي: الجذور النظرية للهزة الشرق أوسطية في فكر الليبراليين العرب" يعود فيه إلى جذور الربيع العربي ويتنبأ بمستقبله، واصفا "الربيع العربي " ب "الخريف الإسلامي"، وإن نتائجه لم تحمل حتى الآن ضمانة إيجابية للمستقبل المنظور، ورأي بالثورات العربية قصة فشل وإخفاق الحضارة العربية الإسلامية في الخروج من حالة الجمود .كتاب "ما بعد إسرائيل - نحو تحول ثقافي" للأكاديمي الإسرائيلي مارسيليو سفيرسكي، يُناقش سفيرسكي، على نحو مثير للجدل، فكرة أن المشروع السياسي الصهيوني غير قابل للإصلاح، و يؤثر سلبا على حياة المستفيدين منه كما على ضحاياه أيضاً، و يهدف الكتاب لاكتشاف الآلية التي تمكن اليهود الإسرائيلين من تجريد أنفسهم من الهويات الصهيونية بالإنخراط بالمؤسسات المنشقة عن تلك الهويات . كما أصدر الفيلسوف السلوفينى سلافوي جيجك صاحب الآراء المثيرة للجدل، كتاب بعنوان "ضد الابتزاز المزدوج، اللاجئون والرعب وبعض القضايا مع الجيران" متناولا قضايا اللاجئين الوافدين على أوروبا، والتشدد الديني بمختلف أنواعه، وهيمنة رأس المال العالمي التي جعلت من أوروبا علي حد وصفه "بيت زجاجي" يهدده اللاجئين مستشهدا باعتداءات باريس الأخيرة . ويرى جيجك، في كتابه الصادر عن "منشورات ألين لاين"، بالمملكة المتحدة، أن أوروبا تعيش في بيت زجاجي صنعه رأس المال العالمي من أجل عزلها عن العالم، فهي تشاهد فقط ما يحصل، وأن اللاجئين الجدد، الذين يعبرون البحر، هم تهديد لهذه البنية الزجاجية، إذ من الممكن لهؤلاء "الوافدين" أن يغيّروا الحياة اليومية للأوروبيين ويؤثروا عليها، وهنا يستخدم جيجك اعتداءات باريس الأخيرة كمثال، فما حدث هو اعتداء على التفاصيل الاعتيادية للأوروبيين، أو على "نمط العيش" بصورة أدق. ويعتقد المؤلف أن مواقف الأوروبي تجاه هؤلاء الوافدين، تحمل ابتزازا مزدوجا، وكلا الفريقين الداعمين لفتح الحدود أو الداعيين إلى إغلاقها يمارسان دورا ضد اللاجئين، وكل حسب منطقه، فبالرغم من أن الداعين إلى إغلاق الحدود وترك "الآخرين" ليغرقوا في البحر كي يحموا "نمط حياتهم" قد يبدون الأسوأ والأكثر عنصريّة، إلا أن الأخطر، هم أولئك الداعون إلى فتح الحدود، بالرغم من أن دعواهم تبدو إنسانية، إلا أنهم ضمنيا يعلمون أنه من المستحيل فتح الحدود بصورة كاملة، وهذا المنطق يجعلهم يحافظون على التفوق الأخلاقي أمام غيرهم. كما أن منطق "الحدود المفتوحة للضحايا" يعبر عن اختلاف جوهري في القيم بين الاثنين؛ بين صورة الإنسان الأوروبي عن نفسه، وصورة القادم الجديد الذي يسعى إلى تدمير هذه الصورة، وهنا ينطلق جيجك من موقفه اللاكاني، مؤكدا أن هذه الصورة التي يمتلكها الأوروبيون عن أنفسهم هي ليست حقيقية، بل هي محض كذب، أنتجتها الصناعة الثقافية الرأسمالية، وهي التي خلقت وهم التفوق الأخلاقي والمنتجات و"التصرفات اليوميّة" المرتبطة به. كتاب "إلى اللقاء أوروبا" تأليف: سيلفي غولار أحد أعضاء البرلمان الأوروبي، الكتاب نوع من الدعوة للمعنيين من أجل "النهوض بأوروبا" وتؤكّد المؤلفة فيما يشبه "الصرخة" ما مفاده "نحن لا نستطيع التقدّم في إشادة البناء الأوروبي مثل العميان الذين يتلمسون دربهم.. بل ينبغي المساهمة في بناء المجتمع الذي نريد العيش فيه". عن «محيط» والمواقع