في مقابلة تعد من أقوى مباريات وسط الترتيب، قابل فريق الجيش الملكي، الباحث عن نتائج للابتعاد عن منطقة الجادبية - فريق شباب المسيرة. مرتبة الفريقين، حتمت نهج لعب مفتوح اعتمد الهجوم كأحسن وسيلة للدفاع، وهذا ما مكن فريق شباب المسيرة من تحويل حارس الجيش الملكي إلى مهاجم وهداف، ذلك أنه في لقطة غريبة، وعوض أن يمسك الكرة بيده، يسددها برجله ليودعها شباكه الفارغة، وليهدي اللاعب سقيم فرحة توريطه في الدقيقة 16 .الهدف زاد من اندفاع فريق شباب المسيرة من أجل تأمين الانتصار، فغامر بأكثر من لاعب إلى الأمام، الشيء الذي مكن فريق الجيش الملكي من إيجاد الحلول الكافية في المرتدات السريعة والخاطفة، وكانت إحداها بداية لتفتح شهية التهديف بعد أن استغل محمد جواد غياب التغطية الدفاعية ليقتنص أول الأهداف في الدقيقة 31 من ضربة رأسية. الهدف وطريقة لعب فريق شباب المسيرة، فتحت أعين مصطفى مديح على الكثير من الثغرات، فعمد إلى جعل لاعبيه يعتمدون على اللمسة الوحيدة، والتمريرات العميقة من قدم فلاح أو بقلال، وكانت في أغلبها تجد لاعبا متوقعا في المكان المناسب (عزيم، جواد، وادوش). وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين يتمكن اللاعب وادوش من تسجيل هدف ثان لفريقه والسابع في رصيده. الشوط الثاني من المباراة كان عسكريا بامتياز، حيث أصبح المهاجمون أكثر تركيزا وأكثر إصرارا على تعميق الفارق، وتم لهم ذلك في الدقيقة 47، حيث استفرد عزيم بالحارس، وسجل ثالث الأهداف، مستغلا أيضا غياب السرعة في عودة دفاع شباب المسيرة التي يمكن القول إنها هي أكبر نقط ضعفه، فهناك مسافة كبيرة وفراغات قاتلة بين الدفاع والوسط، كما أن الدفاع يتحرك في منطفة متقاربة جدا، الشيء الذي كان يسهل على مهاجمي الجيش الملكي تجاوز الدفاع «بالجملة»، وهذا ما فسر غضب الحارس على مدافعيه، لأنه كان دائما يجد نفسه وجها لوجه مع مهاجمين متعطشين للتسجيل. الهدف الثالث، زاد فريق الجبش الملكي إلحاحا على تسجيل المزيد من اأهداف ،الشيء الذي جعل وسط ميدانه يعرف بعض الفراغات، ومنها كان التوغل ومد الأطراف بتمريرت ميلمترية، كانت تتحول إلى تمريرات عرضية تتساقط في وسط مربع عمليات حارس الجيش الملكي، الذي صد منها الكثير، وتعذب مع بعضها كثيرا، لكن اليقظة لم تنفع في الدقيقة 65، حيث عاد عبد الرزاق سقيم ليسجل برأسية هدفا ثانيا لشباب المسيرة، وليفتح أمام فريقه فرصة لتعديل النتيجة، لكن عدم التركيز وتراجع لاعبي الوسط كان يعطي تفوقا عدديا للدفاع العسكري الشيء الذي أفشل كل المحاولات. مقابل ذلك زاد الهجوم العسكري من ضغطه، مستغلا تزايد ضعف دفاع شباب المسيرة، وليتمكن وادوش من الانطلاق من وسط الميدان، وليتخلص من كل المدافعين وبعدها يراوغ الحارس الوحيد في مربع العمليات الذي رغم تصديه لتسديدة وادوش، لم يتمكن من صده عن التسجيل، وليسجل وادوش هدفه الثاني في الدقيقة 86، وليرفع عدد أهدافه إلى ثمانية ليعود بذلك إلى واجهة الهدافين، لكن ياترى هل تعيد الأهداف الجمهور إلى مدرجات المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله؟