الإعداد للمسيرات التضامنية وأشكال التعبير المختلفة بالشارع العام ، لايتطلب تعبئة وتنظيما مقتصرا على الجهة الداعية إلى هذا الشكل التضامني وباقي المكونات المشاركة فيه فقط، وإنما يمتد ليشمل أجهزة تقوم بعمل مضن ينطلق قبل انطلاق المسيرة، ويمتد إلى مابعد انتهائها إلى حين تصريف أعداد المشاركين وتحرير حركة السير وعودة الحياة إلى وضعها الطبيعي، دون إغفال دورها المحوري الذي يشمل عدة مستويات أثناء الخطوة التضامنية. مسيرة «القدس» ليوم الأحد فاتح أبريل 2012 ، من أجل التضامن مع فلسطين، واحدة من الأشكال التضامنية الكثيرة التي نظمت بالدارالبيضاء واحتضنتها شوارع العاصمة الاقتصادية، والتي انطلق التحضير لها باجتماعات مكثفة، بدءا من مساء الجمعة 30 مارس على صعيد ولاية الدارالبيضاء الكبرى، التي احتضن مقرها اجتماعا رفيع المستوى ترأسه والي الجهة، تلته لقاءات يوم السبت، توجت بالشروع في الإجراءات الميدانية كي تمر المسيرة في أجواء إيجابية دون تسجيل حوادث تذكر قد تمس بسيرها العادي أو بسلامة أحد المشاركين أو تضر بالممتلكات العامة للمواطنين. فانطلاقا من الساعة السابعة من صباح أول أمس الأحد ، شرعت المصالح الأمنية في التقاطر إلى مكان التظاهرة عند تقاطع شارع أبي شعيب الدكالي ومحج 2 مارس، والممرات/الجنبات المؤدية إليه، وعلى امتداد الطريق السيار لاستقبال وتوجيه السيارات والحافلات التي تقل المشاركين القادمين من خارج المدينة. عناصر أمنية تم توظيفها خلال التظاهرة بشكل مباشر بالزيين الرسمي والمدني، كدعم مباشر، بتنسيق بين المصالح الأمنية الولائية وباقي المناطق الأمنية سيما منها تلك التي احتضنت المسيرة، إضافة إلى عناصر الدعم كاحتياطي، وقوات التدخل السريع، فضلا عن عناصر القوات المساعدة، إضافة إلى دعم مصالح الشرطة القضائية والصقور الدراجة ومصالح الاستعلامات العامة، ثم العناصر بالزي الرسمي التابعة للهيئة الحضرية والبلير وقوات التدخل السريع، التي انتشرت بجنبات المسيرة لتوفير الحماية للمشاركين فيها، والحيلولة دون أن تسجل حوادث ما غير منتظرة، إلى جانب عناصر المرور التي كانت تتحرك بملتقيات الأزقة والشوارع التي تمر منها المسيرة أو المؤدية صوبها، كي تؤمن المسار الخاص للتظاهرة وتحريف طريق السير نحو اتجاهات أخرى، خاصة بمنطقة مرورية بامتياز كدرب السلطان وتحديدا المحور الذي شهد تنظيم مسيرة الأحد. أكثر من ألفي عنصر أمني من مختلف الرتب والأسلاك ومعهم عناصر القوات المساعدة ورجال السلطة المحلية وأعوانها، كانوا حاضرين لتأمين مسيرة الأحد التضامنية، منهم من انكب على تجميع المعطيات الخاصة بأعداد المشاركين في المسيرة والتقديرات والنسب المرتبطة بهذا الإطار، وهي الخطوة التي بناء عليها يتم تحديد توقيت ونوعية التدخل قبل موعد المسيرة، ومنهم من يكون دوره محددا خلال التظاهرة وبعدها، إلى حين تفكك أعداد المشاركين وتحرير الشارع العام وعودة الانسيابية إليه بشكل عفوي وتلقائي. المصالح الأمنية ليست وحدها التي كانت حاضرة خلال تظاهرة الأحد، بل هناك أيضا عناصر الوقاية المدنية، الذين بدورهم يعدون العدة ويحضرون بكثافة من أجل توفير مخارج المياه حتى يتسنى للمشاركين في المسيرة شرب الماء من صنابير مخصصة لهذه الغاية الاستثنائية متى رغبوا في ذلك، وإعداد فوهات المياه الخاصة بالحرائق، إضافة إلى توفير سيارات الإسعاف، وسيارات المطافئ المجهزة بمضخات، وهي كلها أمور إجرائية تهدف إلى خدمة أعداد المشاركين كي تمر التظاهرة بشكل سلس، وحتى إن سجلت أية أزمة صحية قد تلم بمشارك من المشاركين أو حالات إغماء أو أية حالة تتطلب تدخلا أو إسعافا طبيا، تكون هذه العناصر حاضرة ميدانيا وجاهزة لكافة التدخلات.