اختتم عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة، جولة "مسار الإنجازات" بالتأكيد على أن التنمية الحقيقية لا تُفرض من الأعلى، ولا تُختزل في أرقام والمؤشرات فقط، بل تنطلق أساسًا من المواطن وبمشاركته الفعلية في صياغة السياسات العمومية وتنزيلها على أرض الواقع. وخلال كلمته في المحطة الختامية للجولة، من مدينة طنجة اليوم السبت، شدد أخنوش على أن "مسار الإنجازات" لم يكن مجرد جولة تواصلية، بل شكل تمرينًا ديمقراطيًا ميدانيًا أعاد الاعتبار للإنصات المباشر لانشغالات المغاربة، وربط المسؤولية السياسية بالواقع اليومي للمواطنين في مختلف الجهات والأقاليم. وأوضح رئيس الحكومة أن اختيار الحزب النزول إلى الميدان والتفاعل المباشر مع المواطنين يعكس قناعة راسخة مفادها أن التنمية لا تنجح إلا حين تكون تشاركية، وأن الإصلاحات الكبرى، مهما كانت طموحة، تظل ناقصة إذا لم تلامس حياة الناس وتستحضر انتظاراتهم الحقيقية. وفي هذا السياق، أبرز أخنوش أن الحكومة، رغم سياق دولي معقد وتحديات اقتصادية ومناخية غير مسبوقة، واصلت تنفيذ برنامجها الاجتماعي والاقتصادي، واضعة المواطن في صلب السياسات العمومية، سواء من خلال تعميم الحماية الاجتماعية، أو دعم القدرة الشرائية، أو الاستثمار في الصحة والتعليم وفرص الشغل. وأكد أن الجولة كشفت حجم الوعي المجتمعي بأهمية الاستقرار السياسي والتماسك الحكومي، مبرزًا أن الأغلبية الحكومية نجحت في تجاوز منطق الصراعات العقيمة، واعتمدت التنسيق والعمل الجماعي كخيار استراتيجي لخدمة الصالح العام. كما اعتبر أخنوش أن "مسار الإنجازات" هو أيضًا رسالة سياسية واضحة مفادها أن العمل الحزبي الجاد لا يُقاس بالشعارات، بل بالالتزام والنتائج، وبالقدرة على تحويل البرامج إلى قرارات وإصلاحات ملموسة، يشعر المواطن بآثارها في حياته اليومية. وختم رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب مضاعفة الجهود وتعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات، مبرزًا أن الرهان الحقيقي ليس فقط إنجاز الإصلاحات، بل ترسيخ ثقافة المشاركة والمسؤولية المشتركة، باعتبارها الأساس الصلب لأي تنمية مستدامة وشاملة.