أوضح السفير الفرنسي في الرباط شارل فريس، أن كلا من وزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون اتخذتا منذ مساء الاربعاء ،الإجراءات الضرورية والمناسبة لحماية المصالح الفرنسية على التراب الفرنسي. وشدد فريس، خلال حديثه في برنامج «الضيف» لإذاعة «ميدي أن» الدولية أول أمس الخميس أن ثقة فرنسا بشكل تام في نجاعة السلطات المغربية في مواجهة هذا النوع من التهديدات المحتملة، هو الذي جعلها لم تقدم على اتخاذ قرار إغلاق المؤسسات الفرنسية فيها، على عكس ما عليه الأمر في باقي بلدان المنطقة المغاربية التي تم فعلا اتخاذ قرار إغلاق مؤسساتنا فيها.. { السيد السفير، ماهو رد فعلكم، وبالتالي رد فعل فرنسا بخصوص نشر مجلة «شارلي إيبدو» لرسوم كاريكاتورية حول الرسول؟ أتأسف بشدة لنشر هذه الرسومات، والرسوم الكاريكاتورية التي تتمثل الرسول في مجلة «شارلي ايبدو». أكيد، كما تعلمون، أن حرية التعبير هي مبدأ يكفله الدستور الفرنسي، وأنه مبدأ لا يجب المس به، لكنني آسف لاستعمال هذه الصحيفة لحرية التعبير هاته بشكل مفرط وطريقة صادمة لمشاعر المسلمين، من خلال اللجوء إلى الاستفزاز، في مناخ متسم أصلا بحساسية كبيرة، حيث انكم تعلمون أنه هناك بالفعل جدل اندلع منذ وقت بسبب شريط الفيديو الذي تم تداوله مؤخرا حول الإسلام. إذن وكيف ما سبق وصرح وزيرنا الفرنسي للشؤون الخارجية، السيد لوران فابيوس، فإننا ندين كل أشكال الاستفزاز، وبالطبع لا ينبغي الخلط بين محتوى هذه الصحيفة ومواقف السلطات لفرنسية، التي هي، وأكرر هذا، ضد كل أشكال الاستفزاز. { ما هي الاجراءات التي اتخذتها السفارة الفرنسية في ما يتعلق بسلامة تمثيلياتها في المغرب؟ لكم أن تتصوروا كيف أننا نتابع عن قرب هذه القضية وعواقبها المحتملة. إننا نعمل بشكل وثيق مع السلطات المغربية. ولنا فيها الثقة الكاملة لضمان أمن كافة تمثيلياتنا الديبلوماسية، القنصلية، الثقافية ومؤسساتنا الدارسية. إذن لهذه الاسباب من غير المتوقع إغلاق أية مؤسسة أو تمثيلية ديبلوماسية أو قنصلية فرنسية في المغرب. وفي ما يتعلق بمواطنينا الذين يعيشون بالمغرب، لقد ذكرناهم بالنصائح المعتادة المتعلقة باتخاذ الحيطة، وأوصيناهم بتوخي الحذر وتفادي المظاهرات والتجمعات العمومية. { كيف أن المغرب لا تضمه اللائحة التي وضعتها وزارة الخارجية والتعاون المتعلقة بهذه الإغلاقات المؤقتة كما هو الشأن بالنسبة لباقي الدول المغاربية؟ هذا صحيح، فعلاقتنا بالسلطات المغربية، على وجه الخصوص، علاقة تتسم بالثقة والعراقة. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر وزير الداخلية وأيضا وزير الخارجية والتعاون اللذين اتخذا منذ أمس [الاربعاء] الإجراءات الضرورية والمناسبة لضمان سلامة مصالحنا في كامل ربوع المملكة. ولأننا نثق بشكل تام في نجاعة السلطات المغربية في مواجهة هذا النوع من التهديدات المحتملة، فإننا لم نقدم على اتخاذ قرار إغلاق المؤسسات الفرنسية على عكس ما عليه الأمر في باقي بلدان المنطقة التي تم فعلا اتخاذ قرار إغلاق مؤسساتنا فيها.. أود أيضا أن أوجه دعوة للهدوء وضبط النفس والتحلي بروح المسؤولية. وأعتقد أنه الامر الذي قد يكون مؤسفا، هو الوقوع في الفخ الذي نصبه واضعو الرسومات الكاريكاتورية، الذين تعمدوا أن يمسوا الحساسيات الدينية للمسلمين. وأعتقد أنه ينبغي الحفاظ على الهدوء ورباطة الجأش كماعودنا على ذلك المغاربة في مثل هذه الحالات. إنها رسومات كاريكاتورية، مرة أخرى عبارة عن استفزازات، غير أننا نعلم كيف أن الشعبين الفرنسي والمغربي شعبان شقيقان. أكيد أن هذه الرسومات الكاريكاتورية صادمة بالنسبة للمسلمين، لكن المهم انه لا ينبغي الوقوع في فخ واضعي هذه الرسومات.