مؤجل الدورة 25 من البطولة الاحترافية، الذي احتضنه ملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله بالرباط، والذي جمع بين فريق الفتح الرياضي والدفاع الحسني الجديدي، جرى تحت شعارين مختلفين. فالفتح بحث عن اطمئنان نفسي وتجريب القدرات قبل مواجهة فريق سيوا سبور الإيفواري في إياب دور ثمن عصبة الأبطال. وفريق الحسني الجديدي لم يكن له من رهان سوى الفوز بثلاث نقط، تبعده عن جاذبية المراتب الأخيرة، التي بدأ يقترب منها «بثبات»، خاصة بعد الهزيمة أمام الرجاء الملالي. الرغبة في الهروب من منطقة الخطر جعلت فارس دكالة ينسى أن هناك قواعد ثابتة «للتبوريدة»، ولذلك كان الحصان جامحا يجري في كل الاتجاهات، وكان «العلام» حسن مومن غير قادر على «الندهة» لترتيب الصفوف، فبقي ينظر من بعيد، لا «ينده» فكثر النشاز، وعجزت «السربة» الدكالية عن إعادة أمجادها. هذا العجز القاتل، جعل المتتبعين يتساءلون عن سر شرود الفارس، وجموح الفرس، وغياب تلك الفرجة التي كان يستمتع بها كل من كان يتابع مباريات فارس دكالة، الذي كان خلال مؤجل الدورة 25، بدون «حبة» وبدون بارود. الغريب أن حسن مومن كان في يوم ما قائدا لفريق الفتح الرياضي، وجمال السلامي كان قائدا لفريق فارس دكالة (الدفاع الحسني الجديدي) فلا جمال أشفق على فريقه السابق، ولا حسن مومن وجد الرحمة في قلوب من وصل معهم إلى قمة العطاء. وحتى يزداد انقلاب الصورة وضوحا، تأتي الدقيقة الخامسة والأربعين من الشوط الأول، حيث ينفذ سعدان ضربة زاوية يتصدى لها اللاعب ندام ويسجل أول الأهداف في شباك الحارس لاما. وبينما كان حسن مومن يريد ترتيب الأوراق، استعدادا للشوط الثاني، يعلن الحكم بوشعيب لحرش عن ضربة ثابتة في الدقيقة (45 + 1) لصالح فريق العاصمة، ينفذها سعدان بذكاء لتخدع الحارس لاما، وتستقر في الشباك التي لم تتوقف عن الاهتزاز بفعل الهدف الأول. هدف جعل حسن مومن يغوص في صمته وشروده، وسكونه. ولم يخرجه منه إلا الحكم بوشعيب لحرش، الذي أعلن عن نهاية الشوط الأول بهدفين متتالين، وهزيمة لو استمرت سيكون وقعها قاسيا على الأنصار الذين، لم يرافقوا الفارس كالعادة خارج الديار. ومع بداية الشوط الثاني، يحصل جلال الداودي على ورقة صفراء ثانية فيطرد إثرها، وبذلك يتأكد بأن المصائب لاتأتي فرادى. تبعثرت أوراق حسن مومن وعبيس، وأصبح التفكير في كيفية تجاوز فارق الهدفين بفريق منقوص العدد. لكن الجواب كان من جمال السلامي، الذي حول المباراة إلى فرصة لإزالة العياء، فكانت التمريرات القصيرة داخل مثلثات، وفشل لاعبو الفريق الدكالي في التصدي للكرات، وكانوا كالمتفرجين على كرات تمر من أمام أقدامهم، ولاأحد ينجح في إنهاء البهدلة. وقد استغرق احتفاظ الفتح الرياضي بالكرة في بعض الفترات حوالي عشر دقائق، ليتأكد بأن حسن مومن بدون حلول قادرة على قلب الموزاين. وحتى يصاب فارس دكالة بالإحباط، تاتي الدقيقة 61 حيث انسل جارسي من الجهة اليسرى، ويمرر كرة للاعب باتنا، الذي انفرد بالحارس لاما، وسجل ثالث أهداف الفتح الرياضي. أهداف زادت من تفكك الفريق الجديدي، الذي لم يعد يقوى إلا على متابعة الكرة بنفسية مهزوزة، وقوة جسمانية منخورة، وليعود من جديد سيناريو التمريرات داخل المثلثات، وليردد الحضور القليل «هولي»، ولينسى أحدهم نفسه ويرفع صوته بالتكبير. وبما أن عمر المباراة محدود في الدقائق التسعين، فقد أنهاها الحكم بوشعيب لحرش عندما بلغت مداها بفرحة فريق الفتح بانتصار معنوي، وقلق دكالي على فارس أصبح مهددا بالنزول. تصريحان جمال السلامي، مدرب الفتح الرياضي «الانتصار في مباراة اليوم تكمن أهميته في كونه يأتي قبل السفر إلى الكوت ديفوار لمقابلة فريق سيوا سبور. الجميل أيضا أننا انتصرنا بحصة كبيرة. ومن كرات ثابتة استطعنا التسجيل وهذا مهم جدا». حسن مومن، مدرب الدفاع الحسني الجديدي »ارتكبت الكثير من الأخطاء من طرف اللاعبين، وهذا ماجعلنا نستقبل ثلاثة أهداف. النتيجة ستعقد وضعنا كثيرا في سبورة الترتيب، خاصة وأن هناك مجموعة من الفرق في أسفل الترتيب أصبحت متقاربة في النقط. لقد تأثرنا كثيرا بطرد اللاعب الداودي، الشيء الذي استغله فريق الفتح جيدا».