حموشي يتباحث مع المديرة العامة للأمن الداخلي الفرنسي بالرباط        الأخطبوط في فترة استراحة: تدابير صارمة لضمان الاستدامة البحرية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    اغتيال "تشارلي" يهز الولايات المتحدة    "المونديال" يستقطب اهتماما عالميا مبكرا بأكثر من 1,5 مليون طلب تذكرة في يوم واحد    بداية العد العكسي.. 100 يوم يفصل المغرب عن استضافة كأس الأمم الإفريقية    "السجون" توضح الوضع الصحي لبعيوي    فضيحة عقارية تعصف بعامل إنزكان آيت ملول    تدشين المحطة السككية الجديدة بتازة وإطلاق خدمة الربط بالحافلات مع الحسيمة            سفيان بوفال يكذب إشاعة وفاة والدته: والدتي بخير    العدّ التنازلي لحفل الكرة الذهبية 2025: هذا موعد تتويج أفضل لاعب في العالم!    "يويفا" يقرر تأجيل البث في نقل مباريات الدوري الإسباني والإيطالي للخارج    يامال يتحدث عن صعوبة البدايات وجذوره المغربية: "جدتي تسلّلت في حافلة من المغرب لإسبانيا.. وكانت تعمل 3 مرات في اليوم"    ابتزاز إسرائيلي: موقع عبري يتخيل هجوما على باريس عام 2029 يحاكي "طوفان الأقصي"    الحكم على بولسونارو بالسجن 27 عاما.. وترامب يصفه بالرجل الصالح    "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" تحذر من تفاقم "احتقان اجتماعي" في إقليم أزيلال    بيت الشعر بالمغرب يحتفي ب"موسم الخطوبة" في إملشيل بفعاليات ثقافية وشعرية    دراسة: التدخين يزيد خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري        أخنوش يكسر صمت الحكومة... حصيلة بالأرقام ورسائل بين السطور    كيوسك الجمعة | مسطرة جديدة لتدبير وصرف المنح لفائدة متدربي التكوين المهني    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة بالمغرب            معرض الصين الدولي للاستثمار والتجارة: اجمالي استثمارات متوقعة بأكثر من 90 مليار دولار    بوفال يضع حدا لشائعة وفاة والدته: "كفاكم كذبا واحترموا حياتنا الخاصة"    فتح باب الترشيح للمشاركة في الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الوطني للمسرح        الرئيس الإماراتي ونظيره الفرنسي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية    الكسريوي يكشف عن توسيع شبكة "مؤسسات الريادة" بتطوان    ناصر بوريطة يؤكد موقف الملك الثابت ضد ترحيل الفلسطينيين واحتلال غزة    ضابط مخابرات عسكرية أمريكي سابق: أمريكا لا تملك حلفاء بل دول تابعة لها وخاضعة لهيمنتها (فيديو)    تقرير: المغرب يستورد سلعا إسرائيلية تتجاوز قيمتها 177 مليون دولار خلال عام واحد        ناصر الزفزافي يرسل رسالة مؤثرة من داخل سجنه بطنجة بشأن جنازة الفقيد والده        أخنوش: الحكومة حققت حصيلة إيجابية في سياق دولي مضطرب وفي ظل ظروف مناخية صعبة    مجلس الحكومة يهتم بحماية النباتات    نهضة بركان أمام الوافد الجديد أولمبيك الدشيرة، وقمة الرجاء ضد الفتح، والوداد يستقبل الكوكب المراكشي .. اليوم تنطلق البطولة الإحترافية بمواجهات تجمع بين خبرة الكبار وحماس الصاعدين        المغرب يطور منصة للذكاء الاصطناعي    صلاحيات أوسع لمندوبية حقوق الإنسان    إدريس الروخ يحذر جمهوره من شخص ينتحل اسمه وصورته    72 في المائة من تجار الجملة يتوقعون استقرار المبيعات خلال الفصل الثالث من 2025 (مندوبية)    التقدم والاشتراكية يطالب وزير الداخلية بالتصدي الحازم لاستعمال المال في الانتخابات    دعوة إلى الكنوبس لمراجعة إجراءاته الخاصة بمرضى السرطان    الكتابة والاستضافة        الزاوية الكركرية تحتفي بإصدارات الشيخ محمد فوزي الكركري        188 مليون طفل ومراهق يعانون السمنة .. والأمم المتحدة تحذر    دراسة: أسماك الناظور ملوثة بعناصر سامة تهدد صحة الأطفال    أجواء روحانية عبر إفريقيا..مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تحيي المولد النبوي    أمير المؤمنين يصدر أمره إلى المجلس العلمي الأعلى بإصدار فتوى شاملة توضح للناس أحكام الشرع في موضوع الزكاة    الملك محمد السادس يأمر بإصدار فتوى توضح أحكام الشرع في الزكاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلمة العدد

يحضر الشهيد عمر بنجلون، في ذكرى وفاته هذه السنة أكثر من أي وقت مضى. ولأكثر من سبب سياسي وتاريخي ورمزي وجيه.
وإذا كانت الجريمة، كما تم كشف بعض من جوانبها، لاتزال تستدعي الاعتراف الكامل، للآمرين بها، والواقفين وراء فتوى تنفيذها، فإن تغييب الشهيد عمر يحمل أكثر من الحقيقة، السياسية والجنائية معا، إنه يحمل حقائق ذات ارتباط بوجود المشروع الانساني في المغرب، والوجود التقدمي ومستقبل الشعب المغربي ، من جهة بقاء ثرائه وقوته وغناه وتنوعه وتسامحه وتعدديته الفكرية والإثنية والحضارية. ولهذا يفرض تخليد ذكرى الشهيد رمزيات منها:
1- تعطي الاوضاع الراهنة لذكرى الشهيد، ولعطائه في بناء الدولة الوطنية الديموقراطية ، معنى جد متميز ، بعد الظروف التي عرفتها وتعرفها المنطقة وتواجه المشاريع المختلفة، موزعة ما بين مشروع يرمي الى استعباد الانسان، عبر تذويب كرامته وإنتاجه وحريته في استعباد جديد يعتمد « الاقناع الديني والثقافي بضرورة تخليه عن إنسانيته وعن دوره في صناعة قدره وتاريخه، ومشروع يجعل من الانسان مركزه ومبتدأه ومنتهاه، من أجل تكريس قيم الحرية والعدالة الاجتماعية ودولة الحق والقانون وسيادة المشترك الانساني الكوني، بعيدا عن أيه وصاية أو تبخيس.
2- يتضح أكثر من أي وقت مضى أن الفكرة الاستباقية للشهيد وإخوانه في حركة التحرر الشعبية، باعتبارها استمرارا لحركة التحرر الوطني، في بناء دولة الانسان الحر والكريم، فوق أرض حرة وموحدة ، تلقى تأكيدها اليوم بعد أربعين سنة من اغتيال الشهيد عمر بنجلون.
فالتاريخ ينصف الشهداء ضد القتلة وضد الرجعيين.
3- إنه لمن المؤسف حقا أن يعود للرجعية اليوم وجود، تحت غطاءات متنوعة تساير العصر التكنولوجي والانجازات البشرية في التقدم العلمي وتستعمل المجهود البشري ضد البشر نفسه، بالقتل أو الترهيب أو السعي الى خنق الحريات واستعباد المرأة، وترجيح العنف كأسلوب في تناول أوضاع المجتمع وحل مشكلاته، ووضع التراث الرمزي والروحي للشعوب في خدمة .. الافكار الظلامية.
4-الذكرى تحل ، والنقاش حول الديني والسياسي، الذي دشنه الشهيد مع ثلة من إخوانه في المؤتمر الوطني الاستثنائي في 1975 . في عمق المعادلة اليومية في مغرب ما بعد الربيع العربي. وأصبح من اللازم أن تستعيد المجهودات الفكرية والروحية التي صاغها الاتحاد في تلك السنة راهنيتها، لتحرير الدين من الاستغلال السياسي والإرهابي.
5- لقد كان مجهود الشهيد عمر، من حيث تحليل التجربة المغربية في بناء الدولة وبناء الشخصية الوطنية قد تميز، في عز الهيمنة الاستبدادية للفكر الواحد والنظام المتوحد، بجديته وجدته وتفرده، وهي الصفات التي تستدعي الحضور الدائم، واليوم أكثر من أي وقت مضى، في التحليل والتمحيص والتفكير لدى عموم القوى التقدمية ، واليسار الاتحادي على وجه الخصوص، لما لذلك من أثر في تحديد المواقف وعقلنة العمل وحسن اختيار التموقعات في الوضع الراهن وفي المستقبل.
6- تحل الذكرى وقد تصالح الاتحاد مع جزء من تاريخه الصعب وتجاربه الحادة في ممارسة المعارضة والدفاع عن قيم حقوق الانسان والتعددية، وحق الوجود السياسي للمعارضة، وقد قرر، في مجهود جماعي تكريم شهدائه واختيار يوم للوفاء لذكراهم، يتزامن ويوم اختطاف عريس الشهداء المهدي بنبركة، الذي كان قدوة ونبراسا للشهيد عمر.
وهذا القرار الجماعي في بناء ذاكرة واحدة وموحدة مندمجة في التاريخ البطولي لحركة التحرر والحركة الاتحادية، يعطي كامل المعنى لتخليد ذكرى شهيدنا عمر بنجلون.
كما يتزامن الاحتفال بالذكرى مع مرحلة أصبح فيها التهديد بالاغتيال والتكفير والتطرف والإقصاء الجسدي والمادي، من عناوين المغرب الجديد. وبعد أن كان الشهيد أول ضحية للإرهاب المتدين والملتحي، أصبح المجتمع برمته عرضة للاستئصال والتكفير . وصار للمشروع الارهابي البدائي اليوم دعاة منبريون، ومسؤولون رسميون وموظفون « باسم الحقيقة الدينية لدى قوى الرجعية والارتداد.
إن الذكرى العمرية فرصة إضافية أمام قوى الحداثة والتقدم لكي تفرز مشاريعها وتوضح مواقفها وأولوياتها، وفرصة لتحريضها على العمل المشترك والدفاع عن الخندق نفسه ، والقيم نفسها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.