وأخيرا يعود المخطوط الشهير للماركيز دو ساد، وهو مخطوط لرواية "أيام سدوم المئة وعشرون"، الذي كان قد اختفى سنة 1789. فمنذُ ذلك التاريخ انتقل المخطوط منْ يد إلى أخرى في سياق معركة قانونية من أجل السماح بنشره. وكان عدد من الناشرين قد رفضوا إصداره للمضامين التي اعتبروها سيئة ،و بما تنطوي عليه من انحراف جنسي وقتل ومعاشرة القاصرين الخ. المخطوط يعود مؤخّرا إلى فرنسا بعد عقود من الجدل القانوني بشأن عمل قال مؤلفه نفسه عنه "إنه أقذر قصة رُويت منذ بدء الخليقة". واكتُشفت الوثيقة البالغ طولها 12 مترًا اول مرة داخل شق في جدار زنزانة الماركيز دو ساد في سجن الباستيل في باريس سنة 1789. وستُعرض أمام الجمهور في العاصمة الفرنسية ابتداء من شهر شتنبر القادم، بمناسبة مرور 200 سنة على وفاة ماركيز القرن الثامن عشر، الكاتب الملعون وصاحب السمعة السيئة. وتروي رواية دو ساد، الذي كتبه خلال 37 يومًا سنة 1785 في سجن الباستيل قصة أربعة "فاجرين" فرنسيين اثرياء يحبسون أنفسهم في قلعة تنتمي إلى القرون الوسطى، حيث يقيمون حفلات جنسية جماعية تتخللها أعمال اغتصاب وتعذيب وتنتهي بقتل ضحاياهم المراهقين في الغالب. وعاشت المخطوطة، التي نجت من الدمار، الذي أُنزل بسجن الباستيل، حياة غريبة ومثيرة. ويُقال إنها بيعت وأُخفيت وكانت ملكيتها موضع نزاعات قانونية في المحاكم. وقد أفادت تقارير أن مالك المخطوطة الحالي جيرار ليريتير رئيس ومؤسس شركة ارستوفيل المتخصصة بالمخطوطات النادرة ، دفع 7 ملايين يورو مقابل المخطوط، وأعادها إلى فرنسا ليتسنى عرضها وتمكين الجمهور من الاطلاع عليها في متحف الرسائل والمخطوطات الذي يديره ليريتير. وأشار ليريتير إلى أنه سيضع المخطوطة ذات يوم بعهدة المكتبة الفرنسية الوطنية. وقال لوكالة فرانس برس إنه اقترح الاحتفاظ بالمخطوطة مدة خمس سنوات، ثم يهديها إلى المكتبة الوطنية ولكن وزارة الثقافة لم تتحرك بشأن هذا المقترح. عُثر على المخطوطة التي بيعت وأُعيد بيعها قبل أن ينشرها للمرة الاولى محلل نفسي الماني في نسخة مليئة بالأخطاء عام 1904. وفي عام 1929 ابتاع المخطوطة الفايكاونت شارل دو نواليه الذي كانت صلة قربى تربط زوجته بالماركيز دي ساد. وورثت المخطوطة ابنتهما ناتالي التي احتفظت بها في قصر العائلة، وكانت احيانًا تفتح لفة المخطوطة وتريها لضيوفها. وعهدت دو نواويي بالمخطوطة ومعها مخطوطة باليه "العرس" لايغور سترافنسكي إلى الناشر جان غرويه، الذي اتضح أنه نصاب قام بتهريب المخطوطة في عام 1982 إلى سويسرا وباعها إلى مقتني الأعمال الإيروسية السويسري جيرار نوردمان مقابل نحو 60 الف دولار. وعندما رفعت دو نواليه دعوى على نوردمان أصدرت محكمة سويسرية حكماً لصالحه قائلاً إنه اشتراها بحسن نية. وعُرضت اللفة أول مرة للجمهور في مؤسسة بودمير قرب جنيف عام 2004. عن "الماغازين ليتيرير"، ابريل 2014