بركة يتهم النظام الجزائري بافتعال المؤامرات وخيانة تطلعات الشعوب المغاربية    المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات : المغرب مركز أعمال من الطراز العالمي    الصحراء تغري الشركات الفرنسية.. العلوي: قصة مشتركة تجمع الرباط وباريس    على هامش المعرض الدولي للفلاحة.. إطلاق هاكاثون الذكاء الاصطناعي للفلاحة القادرة على الصمود أمام التغير المناخي    فضّ الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية: ماذا تقول قوانين البلاد؟    رئيس بركان يشيد بسلوك الجمهور المغربي    شبكة جديدة طاحت فالشمال كتبيراطي شبكات الاتصالات الوطنية وها المحجوزات    اكتشف أضرار الإفراط في تناول البطيخ    أكبر صيد أمني منذ عشر سنوات.. 25 طنا من الحشيش المغربي تدخل أوروبا    "طوطو" يشرب الخمر أمام الجمهور في سهرة غنائية    فيديو.. زياش يواصل تألقه ويقود غلطة سراي للفوز في الدوري التركي    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    ابتداء من الليلة.. أمطار ورياح قوية بهذه المناطق من المملكة    البطولة الوطنية الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة ال27).. الشباب السالمي يتعادل مع ضيفه مولودية وجدة 0-0    بركة: مرتاحون داخل التحالف الحكومي ونعتز بحصيلة الوزراء الاستقلاليين    رئيس اتحاد العاصمة صدم الكابرانات: المغاربة استقبلونا مزيان وكنشكروهم وغانلعبو الماتش مع بركان    السعودية تحذر من حملات الحج الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي    عاجل... توقف أشغال مؤتمر حزب الاستقلال بسبب خلاف حول رئيس المؤتمر    تفريغ 84 طنا من منتجات الصيد البحري بميناء مرتيل خلال الأشهر الثلاثة الأولى لسنة 2024    في ظل الوضع المائي المقلق ببلادنا.. حملة تحسيسية واسعة للتوعية بضرورة الحفاظ على الماء    المغرب يعتزم بناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات بجهة الشمال    تتويج 9 صحفيين في النسخة الثامنة للجائزة الكبرى للصحافة الفلاحية والقروية    الأمثال العامية بتطوان... (583)    الملك محمد السادس يعود لأرض الوطن بعد زيارة خاصة لفرنسا    أنشيلوتي يدعم استمرار تشافي مع برشلونة    الحكومة والنقابات تتجه للتوقيع على زيادة في الأجور قدرها 1000 درهم    قميص بركان يهزم الجزائر في الإستئناف    عطلة مدرسية.. الشركة الوطنية للطرق السيارة تحذر السائقين    مندوبية السجون تغلق "سات فيلاج" بطنجة    للجمعة 29.. آلاف المغاربة يجددون المطالبة بوقف الحرب على غزة    مقتل 51 شخصا في قطاع غزة خلال 24 ساعة    مصرع 10 أشخاص في حريق بفندق برازيلي    بيدرو روشا رئيساً للاتحاد الإسباني لكرة القدم    مكتب الوداد يعلن عن تعيينات جديدة    هل ستعتمدها مديرية الناظور؟.. مذكرة تمنع تناول "المسكة" في المدارس    دراسة: التمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة تحارب الاكتئاب    طلبة الطب يعلقون كل الخطوات الاحتجاجية تفاعلا مع دعوات الحوار    الأمير مولاي رشيد يترأس بمكناس مأدبة عشاء أقامها جلالة الملك على شرف المدعوين والمشاركين في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب    الصين تؤكد التزامها لصالح علاقات مستقرة ومستدامة مع الولايات المتحدة    بايتاس : الحكومة لا تعتزم الزيادة في أسعار قنينات الغاز في الوقت الراهن    بوطازوت تفتتح فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الشرق للضحك    سعر الذهب يتجه نحو تسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    تطوان .. احتفالية خاصة تخليدا لشهر التراث 2024    "شيخ الخمارين ..الروبيو ، نديم شكري" كتاب جديد لأسامة العوامي التيوى        العرائش : انطلاق أشغال مشروع تهيئة الغابة الحضرية "ليبيكا"    احتجاجا على حرب غزة.. استقالة مسؤولة بالخارجية الأمريكية    الشرقاوي يسلط الضوءَ على جوانب الاختلاف والتفرد في جلسات الحصيلة المرحلية    محمد عشاتي: سيرة فنان مغربي نسج لوحات مفعمة بالحلم وعطر الطفولة..    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    السعودية قد تمثل للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون    عرض فيلم "أفضل" بالمعهد الفرنسي بتطوان    مؤسسة (البيت العربي) بإسبانيا تفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها ال18    الأمثال العامية بتطوان... (582)    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«عمي ادريس»: لا تصوروني مريضا، ولا تكرموني ميتا، ولا تقفوا حائلا بيني وبين فرص العمل

هو ادريس كريمي اشتهر بلقب»عمي ادريس»حتى أصبحت علاقة الشخص باللقب كعلاقة الدال بالمدلول، من مواليد سنة 1945.»بيضاوي»المنشأ و»طنجاوي» الهوى. المدرس،المحاسب، منتج ومعد برامج الاطفال، والفنان المبدع أولا وأخيرا. يأبى إلا أن تصمد ابتسامته الطفولية الطهرانية في وجه القبح. بنفس نبرته ولغته الحانية والتلقائية يتلقفك، يستوعبك، ويعيدك الى طفولتك الجميلة تدفئك صورها النقية وتمزقك لوعة افتقاد القيم النبيلة التي ناضل في سبيلها شرفاء الوطن، وضمنهم المحترم ادريس كريمي. حاصل على شهادة الباكالوريا، مارس مهنة التدريس، واستأنس بالبيداغوجيا وعلم النفس التربوي وعلم الاجتماع، ووهب نفسه للمسرح، للطفولة المغربية، ولمسار الحب، الألم، الإشراقات، الانكسارات، والتصالح مع الذات أولا وأخيرا.»عمي ادريس» وقد جاوز السبعين بسنتين، يرفض أن يتم تصويره إذا ألم به المرض، ويرفض أن تكرموه ميتا. فالتكريم الحقيقي بالنسبة للفنان في تقدريه، يكمن في تيسير فرص العمل وتوفيرها، ومعها الكرامة والعيش الكريم.

p عمي ادريس، لا يمكن أن نسترسل في الحوار معك، دون أن نستدعي تمثلنا الطفولي الجميل لشخصيتكم الرائعة الحاملة لكثير من القيم التربوية والانسانية في سلسلة «عمي ادريس» التي طبعت طفولتنا خلال ثمانيينيات القرن الماضي. حدثنا قليلا عن السلسلة، الشخصية، ومآل هذا العمل الفني..؟
n سلسلة «عمي ادريس» كان هدفها ترسيخ القيم الخلقية في ذهن الطفل المغربي وكان محاولة متواضعة في البداية طابعها فني تربوي. وكان هدفي تقديم مسرح غنائي خاص بالطفل في قالب الاوبريت . وبعد أخذ ورد مع التلفزة المغربية التي كان من الصعب المرور بها حيث كانت تعطي الأولوية للأخبار. وباعتباري منتجا أو منفذا لبرامج الاطفال، أنجزت 13 حلقة للمسرح الغنائي وكانت تلك هي الانطلاقة الاولى. ومن ضمن المسرحيات المقدمة «مشاكل بابا» من تلحين الأستاذ أحمد العمري الذي كان يتوفر على تكوين موسيقي أكاديمي. فكانت الأغاني منضبطة للقواعد الموسيقية. بعد الموافقة على الحلقة النموذجية «مشاكل بابا»في 1972/1973، تم عرض أول برنامج غنائي للأطفال تضمن مسرحيات»الامتحان»،»قاضي الاطفال»، «السوق»، «سيارة أبي»، «طبيب الموسيقى» وغيرها، وكلها من تلحين الأستاذ أحمد العمري. أما بالنسبة للسلسة الثانية، فقد أخذت وقتا كبيرا في إنتاجها حيث تملكني تخوف كبير اعتبارا لصعوبة التعامل مع الفئة المستهدفة وثقل المسؤولية الملقاة على الفاعل التربوي. وعلى إثر التنويه الذي لقيته سلسلة «عمي ادريس» وخصوصا من صحافة «الاتحاد الاشتراكي» من خلال المرحوم مصطفى المسناوي، الذي كان من أكبر الداعمين للبرنامج. استغرقت سنتين لكتابة سيناريو سلسلة «علاش باب تقلق» من 13 حلقة. فعلاقتي مع مسرح الطفل نابعة أساسا من اشتغالي في التعليم واهتمامي بالبيداغوجيا وعلم النفس وعلم الاجتماع. ففي 1958، كان أستاذي»ب حمدون» أو ادريس العلام، رحمه الله، ينشط برنامجا للأطفال، إلا انني منعت من الدخول للمشاركة في البرنامج. فكان أن تدخلت الصحفية لطيفة بلقاضي وطلبت منه الخروج للقائي، حيث اتهمته ببراءة ب» الفرزيات»وقلت له بأنني سأعد برنامجا للأطفال عند كبري وسأدعو إليه جميع الأطفال المعوزين. وهو الأمر الذي راقه واستقبله واستقبلني بكثير من المرح والترحاب في برنامجه. وقد كان قدوة جميلة بالنسبة لي، خطوت على منواله حبا في المجال الفني، وفي الطفل، وفي هذا الوطن الذي أتمنى أن يحبنا بقدر حبنا له.
p كان اشتغالكم في ظل الظروف والإمكانيات المالية المتاحة خلال فترتي السبعينيات والثمانينيات نضالا حقيقا حفر حبكم واحترامكم في ذوات المغاربة بمختلف اجيالهم. إلا أن المستوى الإبداعي كان قويا ومؤثرا مقارنة مع ما نلحظه الآن في ظل تحسن إمكانيات العمل وظروفها. كيف تفسرون هذه المفارقة؟
n بالفعل كانت الإمكانيات في السابق ضئيلة جدا إلا أنها لم تكن تشكل فرقا بالنسبة لنا اعتبارا لحبنا للميدان ولوطننا ولاحترامنا لذواتنا وللجمهور بكل فئاته، خصوصا وأن السلسلة لم تكن تتطرق لقضايا الطفل فقط، بل لمشاكل الأسرة اليومية. سلسلة «بابا تقلق» هي أول سلسلة درامية أنجزتها وفي تقديري المتواضع أعتبر نفسي الوحيد الذي أنجز سلسلة درامية خاصة بالطفل، مع ما طرحه الأمر من صعوبات على جميع المستويات.. لذلك أرى أن المجال الآن مفتوح لدعم مبادرات جديدة في هذا الاتجاه وإعطاء الفرصة لمبادرة جديدة في ظل توفر خليات للكتابة، علما أنني كنت أكتب السلسلات والمسلسلات الخاصة بالأطفال بشكل فردي طيلة 20 سنة، وشركات للإنتاج وتحسن التعويضات المالية حيث في مرحلتنا كانت التلفزة المغربية تشتري الحلقة ب 700 درهم فقط، اما الآن فتتجاوز قيمتها 30 ألف درهم. لذلك أرى أن تحسن الإمكانيات عامل محفز للاهتمام أكثر بالمنتوج الفني والتربوي الموجه للطفل قصد توظيف الاعلام المرئي بشكل سليم لأجل المساهمة في التنشئة الاجتماعية السليمة للأطفال في ظل تنامي تأثير الانترنت على المحيط الاسري.
n كيف تفسرون واقع التهميش الفظيع الذي فرض عليكم من طرف القنوات التلفزية العمومية في ظل الخصاص الكبير الذي تعانيه برامج الاطفال سواء على مستوى الكم او الجودة؟ وخصوصا إذا استحضرنا فعلكم المؤسس لهذا النوع من البرامج بدون أن ننسى كذلك اسهامات الاستاذ عزيز الفاضلي من خلال «صندوق العجب»على مستوى مسرح العرائس؟
n شخصيا لا أجد في الأمر تهميشا، لأن قرار التوقف كان شخصيا وكانت فرصة للتأمل منذ 1989 تفاديا لتكرار نفسي. فكان التوقف لأكثر من 4 سنوات كما مررت بظروف صحية لا داعي للتطرق إليها اعتبارا لطبيعتها الشخصية. بعد تغير الأوضاع في التلفزة المغربية أنجزت خمس حلقات من مسلسل موجه للأطفال على نفقتي الخاصة تم تجاهلها بشكل تام، وهو الأمر الذي فاجأني. فكيف يتم تجاهل عمل موجه للمساهمة في تنشئة الطفولة المغربية بشكل سليم ومسؤول؟ كان الأمر غريبا بالنسبة لي لأنه في فترة بداياتنا غابت الامكانيات، ولكن كان هنالك نضال واحترام متبادل وتقدير للفنان وللإبداع واحترام لشخصي كمنتج ومعد لبرامج الأطفال. فأنا لي تراكم منذ الثمانينات حيث أنتجت 35 حلقة نالت رضا الأسر المغربية وحازت نسب مشاهدة عالية ومؤكدة ولو في غياب آليات لقياس نسب المشاهدة كما هو الامر في الظرف الحالي. لذلك ابتعدت عن التلفزة اعتبارا للأجواء غير السليمة وسلوكات البعض التي يمكن تصنيفها في باب»التاحراميات»خصوصا وأنني مرتبط بالعمل مع الاطفال حيث تسود أجواء نقية لا مجال فيها للخبث. قرار الابتعاد اتخذه كذلك الأستاذ عزيز الفاضلي الذي كانت له إسهامات كبيرة إلا أنه انسحب في نهاية المطاف أمام السياق غير الملائم لإبداع وإنتاج مادة فنية موجهة للطفل. كما أن ظروف العمل كانت مضنية، حيث كنت مضطرا للقيام منفردا بالكتابة والمونتاج وتمرين الأطفال، فأصبحت أفضل ممارسة مسرح الطفل في المسارح في إطار جولات داخل فضاءات مناسبة وبمقابل مادي يعطي للمنتوج الفني قيمته. وأنا مستمر في جولاتي المسرحية في جميع مدن المغرب وقراه. الأخ عيادي الخرازي كانت له أيضا مساهمة جميلة في القناة الصغيرة والتي لم يكتب لها الاستمرار للأسف. كما أن هنالك محاولات تلفزيونية أجدها دون المستوى المطلوب وأنا اتمنى صادقا أن يتم تقديم مشروع جيد اعتبارا لأهمية المسرح التربوية، وأعتقد أن برامج الأطفال القائمة على الأنشودة فقط لم تعد مجدية، كما يجب توظيف البهلوان في عمل مسرحي مكتوب وهادف بعيدا عن لغة «التعواج». لأن الكتابة عنصر مؤسس للعمل المسرحي ويبقى الإخراج أداة لتقديم العمل في صورة منسجمة.
p لازلتم مرتبطين الى الآن بالعمل التربوي مع الاطفال من خلال جولات العروض المسرحية بمختلف مدن وقرى المغرب. وهذا شيء رائع يمكن الأجيال الجديدة من تلمس لغتكم الإبداعية والتربوية المتفردة التي عزت في الظرف الحالي إلا بعض التجارب القليلة. إلا أن الأمر يبقى مستفزا ومؤلما مقارنة مع مساركم المشرق والشاق كذلك، والذي يقتضي تمتيعكم بوضع اعتباري ومادي خاص في إطار صيغة منصفة تستثمر خبرتكم وموهبتكم في المجال من أجل الارتقاء بمسرح الطفل. ألم تكن هنالك أية مبادرة في هذا الاتجاه؟
n الحمد لله أعيش في ظروف جيدة أنا وأسرتي، ولم أعد في حاجة لأي دعم. كما لم تعد لي أية رغبة للاستمرار في التلفزيون، كما أن سني الذي يتجاوز 70 سنة. وكل ما يمكن أن أساهم به هو الكتابة للطفل والقيام بجولات مسرحية. الدعم الوحيد الذي تلقيته سنتي 2011 و 2012 كان من وزارة الثقافة مشكورة وتوجه إلى العروض التي قدمتها في جميع المديريات الجهوية للثقافة. كما أن هذا التعاون مستمر مع بعض مديريات وزارة الثقافة التي تحرص على برمجة عروضي المسرحية لفائدة الأطفال نظرا لتميزها. وهو الداعي نفسه الذي حدا بوزير الثقافة السابق السيد الصبيحي لدعم عرضي المسرحي بالقرى النائية بمجموعة من المديريات كورزازات والقنيطرة، كما كانت لي عروض مع بعض مؤسسات. علما أنني لم أعد معتمدا ماديا بالدرجة الأولى على مسرح الطفل، في المقابل بدأت تقترح علي أدوار في أعمال تلفزية مغربية. ولحسن الحظ تتخذ تلك الشخصيات حمولة إنسانية.
الحمد لله ربيت أبنائي من الميدان الفني ولست نادما على شيء. أنشأت أبنائي تنشئة حسنة منهم من تزوج ومنهم من حصل على شهادة الدكتوراه ولست في حاجة لأي دعم من أي كان، كل ما أطلبه هو أن لا يقف البعض حائلا بيني وبين فرص العمل. لأن من وهب نفسه للحياة الفنية يهبها عن حب وقناعة وليس املا في تحقيق الغنى. والميدان الفني لا يتيح لا راتبا شهريا مريحا ولا تقاعدا، فنحن نعيش، نمثل، مرض ثم نموت. وكل ما أطلبه هو ألا يقوم أي كان بتصويري حين مرضي، وألا يقوم أحد بتكريمي بعد مماتي، لأن التكريم الحقيقي يكون بتوفير فرص العمل للفنان خلال حياته. وليس تكريمات صورية لموتي تعفي المنظمين من تمكينه من مقابل مادي حقيقي، أو تكريمات مخجلة لأحياء لا تغنيهم من جوع. الحمد لله ناضلنا لتأسيس نقابة محترفي المسرح، وهي الآن في أيادي أمينة تناضل من أجل حقوق الفنانين وتنظيم القطاع الفني وهم مشكورون على مجهوداتهم. وكل ما أتمناه هو أن يتوقف بعض الفنانين عن تسويق صورهم الباكية والمستضعفة على الانترنت وفي التلفزيون. يكفينا بكاء، فالفقر بشع إلا ان توفير فرص العمل هو الجواب الحقيقي وليس الصدقات والإعانات.
p عودة الى سلسلة «عمي ادريس» التي كان لها الفضل في إطلاق الكثير من المواهب كذلك. حدثنا عن مآل بعض تلك المواهب الفنية؟
n عمل «عمي ادريس» لم يكن منتوجا فرديا، بل كانت هنالك مجموعة من 30 شخصا كلهم»عمي ادريس» بما فيهم الملحنون كالسيد أحمد العمري الذي تعاونت معه في 13 اغنية، والأستاذ مكاوي سعيد الذي كان يبدع أاني منفردة سنوات السبعينيات والثمانينيات، ويرجع له الفضل في نجاح اغنية»عمي ادريس. صديق أنيس» والتي كتبها ولحنها الاستاذ نور الدين محقق. كما ساندني الاطفال وأذكر عائلة رفيق بما فيهم حبيبة وعبد لله وعمر وزكريا والصغيرة كوثر التي أنجزت معي 33 حلقة. كما ساندني الصديقان حكمت عبد اللطيف وصلاح الدين الأيوبي منذ بداية طموح لقاء الجمهور. وأنا أحييهما من هذا المنبر. وقد أكملت المشوار منذ 1976 مع أصدقاء يعشقون مسرح الطفل كالأستاذ عبد اللطيف الراضي، عاقل محمد، عبد المجيد مشفق عضو مجموعة السهام الذي أنجزت رفقته ست أغاني من أجمل أغاني الأطفال لازالت في الخزانة الموسيقية، وأتمنى بالمناسبة أن أتوصل إلى اتفاق مع التلفزة المغربية أتسلم بمقتضاه أرشيفي الموسيقي والمسرحي قصد تعميمه عبر اليوتيوب. لقد كانت العلاقات المهنية نظيفة، إذ لم يسبق لأي زميل بطاقم استوديو عين الشق أن طلب مني رشوة مثلا. وكان الإخوة التقنيون يسهرون إلى جانبي لأوقات متأخرة من الليل قصد إنجاز الأعمال الفنية. بعض هؤلاء الاخوة وافته المنية كالمرحوم محمد الولاد تقني الكاميرا، المرحوم عبد الحمان بن حدو تقني الصوت، المرحوم ادريس البطيلي منفذ الإخراج، المرحوم البشير الفاسي وأنا أحيي عطاءهم وأرواحهم وأدعو لهم بالرحمة والمغفرة. أتذكر المساهمة القيمة لمدير محطة عين الشق الاستاذ واكريم والذي عبأ جميع التقنيين لدعمي وضمنهم الاستاذ ناصر لهوير وعمر بلقايد في الانارة ، الاستاذ عب الحق وادان الذي كان ينبهني لكيفية التقاط المشاهد خلال التصوير رفقة الشوري الذي يتواجد الآن بكندا . كما استفدت خلال الثمانينات من الاستاذ عبد اللطيف بن شقرون الذي افادني كثيرا على مستوى التصوير الخارجي بتوظيف كاميرا «بيطاكام» منحها لنا نور الدين الصايل حين كان مديرا. وهو أول مدير يمنحني تسبيقا ماليا في وقت كنت أؤمن حاجات العمل بالقروض، كما أمدني بكاميرا بيطاكام لتوظيفها في التصوير خلال الوقت الميت للأخبار بمصاحبة من الاستاذ عبد اللطيف بن شقرون. وأنا أهدي كل هؤلاء الإخوة نجاح السلسلة كل باسمه حيث كان يتجاوز عدد أعضاء فريق العمل 80 عضوا مابين وحدتي الرباط والدار البيضاء
p ماذا تغير في الطفولة المغربية من السبعينيات الى الآن؟ هل لازال تفاعل جيل الأيباد والانترنت مع مسرحياتك بحجم تفاعل اجيال السبعينات والثمانينيات والتسعينيات»؟
n طفولة المرحلة الحالية في حاجة لانتباه كبير من طرف الآباء اعتبارا للخطر الكبير الذي يشكله الانترنت ووسائط التواصل الاجتماعي . فيجب بالتالي مراقبة استعمال الأطفال للحواسيب والهواتف بشكل مستمر. كما أن أطفال الفترة الحالية يتمتعون برفاهية أورثتهم نوعا من الكسل خلافا لفترتنا حيث كنا نضطر لصناعة اللعب وإبداع الألعاب وخلق متعتنا الطفولية من أدوات بسيطة. وكل ما أتمناه هو أن يتفادى الآباء معاملة أطفالهم بدلال مفرط يفسد علاقة الاحترام التي يجب ان تسود بين الطرفين. اذ يلزم بعض الحزم في التربية ولو في حضور الحب.
p للكركوزة سحرها الخاص وتأثيرها الفارق سواء تعلق الامر بالصغار او الكبار. ومنذ التجربة الناجحة ل»صندوق العجب» لم تكن هنالك أية محاولة في هذا الاتجاه. ألم تحاولوا تجاوز هذا التقصير الكبير في وقت من الأوقات؟
n الكركوزة حاضرة بقوة في جولاتي المسرحية. إلا أن حضورها قليل في الأعمال الموجهة للأطفال. ومؤخرا التقيت الصديق ادريس النيبا باخريبكة يقوم بمحاولة في هذا الاتجاه. وأنا أقوم بعروض مسرحية بثلاث كركوزات بتوظيف ثلاث أصوات. فالكراكيز جد مؤثرة على المستوى التربوي إذا وظفت بشكل مرح وفكاهي، لأن مهمة إضحاك الطفل والتأثير فيه جد صعبة. وأنا أحمد الله على هذه الموهبة التي أوظفها للتواصل مع الاطفال قصد زرع قيم أخلاقية وإنسانية في نفوسهم الناشئة من قبيل احترام الآباء الأستاذ البيئة حيث أنتجت حكاية حول ظاهرة الاحتباس الحراري اعتبارا لأهمية وراهنية الموضوع.
p هل من مشاريع مستقبلية عمي ادريس؟ وهل من رسالة للمسؤولين عن قطاعي الثقافة والاتصال السمعي البصري؟
n أطمح في الوقت الحالي إلى إنتاج قرابة 30 كبسولة لمسرح العرائس لفائدة الأطفال شريطة توفر منتج يدعم التجربة. وأنا لازلت أنتظر تحقق هذا الشرط ولقاء هذا الشخص المعجزة. كما أتمنى التوصل باقتراح دور في فيلم سينمائي جيد. و»الله يجيب شي موتة مستورة «ويرزقنا حسن الختام. هنالك نقاش حول فيلم سينمائي ومشروع سلسلة، عرض مسرحي في ازرو. كما قمت حاليا بجولة بالجنوب في اطار مهرجان السينما الوثائقية حيث حظيت بتكريمات في هوارة وبنسركاو بأكادير. اذ الح الكثير من المواطنين على اعادة الجولة بالجنوب. كما أخطط لجولة بوجدة والناظور ومرتيل والمضيق. إضافة إلى وجود مشروع جمعوي مع السيدة لطيفة بن زياتن المقيمة بفرنسا والتي فقدت ابنها في عمل ارهابي، هدفه تأسيس فرع ل»جمعية عماد للشباب والسلام «هدفها توجيه الشباب وحمايتهم من التطرف. من جهة أخرى، حاليا أنتظر تحديد موعد للقاء السيد وزير الثقافة الحالي تبعا لتراسلات بيننا في الموضوع قصد مناقشة امكانيات دعم جولة لعرضي المسرحي الموجه للأطفال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.