يتجاوز عدد المغاربة الذين يفوق سنهم 18 سنة، المرضى بداء السكري مليوني شخص، بينما تشير الأرقام إلى أن عدد الأطفال المصابين بهذا المرض يقدر ب 15 ألف طفل، وفقا لتقرير الوكالة الوطنية للتأمين الصحي لسنة 2016. مرضى نصفهم يجهلون إصابتهم بهذا الداء، الذي تم تخليد يومه العالمي أمس الأربعاء 14 نونبر 2018، إذ اختارت منظمة الصحة العالمية والفيدرالية الدولية لداء السكري، شعارا لهذه السنة يتمثل في «السكري يهم كل الأسرة». الدكتور مصدق مرابط، أكّد في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» أن السكري هو مرض مزمن يمكن تشخيصه في مراحل مبكرة من خلال إجراء فحوص للدم زهيدة التكلفة نسبيا، وهو ينقسم إلى نوعين أول وثانٍ، ويحدث نتيجة عجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، أوعندما يعجز الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال. وأوضح الدكتور مصدق أن السكري يؤدي مع الوقت إلى أضرار وخيمة في كثير من أعضاء الجسم، خصوصا في الأعصاب والأوعية الدموية، إذ يتسبب في إلحاق أضرار بهذه الأخيرة وبالقلب، إضافة إلى العينين والكليتين والأعصاب، ويمكن أن يزيد من أخطار الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، بحيث تتسبب تداعياته في وفاة 50% من المصابين بالسكري، كما أنه يؤدي إلى الفشل الكلوي بنسبة تتراوح مابين 10 و 20 في المئة، ويزيد الاعتلال العصبي الذي يصيب القدمين بسبب ضعف جريان الدم، إلى زيادة فرص الإصابة بتقرحات القدم وبتر الأطراف في نهاية المطاف، دون إغفال كونه سببا في العمى وفقدان البصر، إلى جانب أنه يعتبر سادس سبب للوفاة. وشدّد المتحدث على كون النساء والأطفال والأشخاص المسنين هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفاته، لهذا يتعين لتفاديه أو لتجنب هذه التبعات الصحية الوخيمة، التركيز على الوقاية الأولية واعتماد نمط العيش السليم، والكشف المبكر خاصة عند الأشخاص الأكثر عرضة، إلى جانب التكفل الجيد والتربية العلاجية. من جهتها أوضحت وزارة الصحة أنها تعمل على توفير الرعاية والأدوية بالمجان لحوالي 823 ألف مريض مصاب بالسكري، 60 في المئة منهم يتوفرون على نظام المساعدة الطبية «راميد»، وأكثر من 350 ألف مصاب يعالجون بواسطة الأنسولين، مبرزة أنها تخصص غلافا ماليا سنويا يقدّر ب 156.700.000 درهم لشراء الأدوية الخاصة بداء السكري، سواء تعلّق الأمر بالأنسولين أو الأقراص، إلى جانب غلاف مالي قدره حوالي 15 مليون درهم لاقتناء المعدات اللازمة للتشخيص وتتبع الحالة الصحية لمرضى السكري.