في نشاط غير مسبوق على موقع تويتر، ينقل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الاردن أحداثه ومشاكله الى العالم بالصور والفيديو، ورسائل قصيرة لا تتجاوز 140 رمزا. وورد في آخر تغريدة على حساب تويتر الخاص بمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الاردن على حدود بلادهم «مع نفاد مساعدات برنامج الاغذية العالمي، سيعاني 1,6 مليون لاجئ سوري من رجال ونساء وأطفال من الجوع»، ما أثار الكثير من ردود الفعل الداعمة. وأعلنت الأممالمتحدة الاثنين تعليق برنامج توزيع الحصص الغذائية عبر قسائم لنقص الموارد المالية، محذرة من أن عواقب هذا الانقطاع ستكون «كارثية» على اللاجئين السوريين في الأردنولبنانوتركياوالعراق ومصر. ووجه برنامج الأغذية العالمي نداء لجمع التبرعات بصورة عاجلة بهدف جمع 64 مليون دولار على الفور للتمكن من مساعدة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة دجنبر. وفي مخيم الزعتري في الصحراء تدنت درجات الحرارة ليلا الى 9 درجة مئوية أو حتى 5 درجات في الايام الماضية، فيما يقيم غالبية اللاجئين في عربات نقالة أو حتى خيم. وأوضح نصر الدين طوايبية العامل في مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين والذي فتح هذا الحساب في أكتوبر 2013 لفرانس برس «نحن أول مخيم له حضور على شبكات التواصل الاجتماعي. هذه طريقة للوصول الى الناس مباشرة وتذكيرهم بأن هذه المأساة لم تنته وإننا بحاجة الى مساعدة». من بين سكان المخيم البالغ عددهم حاليا 81500 شخصا يبلغ 57% أقل من 18 عاما، بحسب المفوضية. وأوضح طوايبية أن أغلبية سكان المخيم من العائلات وبينهم الكثير من الامهات بمفردهن مع الأولاد لأن «الرجال بقوا في أغلب الحالات في سوريا أو ماتوا». فتح المخيم الذي يقع في محافظة المفرق شمال الأردن على مقربة من الحدود السورية في 2012، وبات حجمه في صيف 2013 يوازي المدينة الرابعة في الاردن مع احتوائه 200 ألف لاجئ. وتشهد على توسع المخيم صورتان عبر الاقمار الصناعية نشرتا جنبا الى جنب على الحساب في 9 نونبر في العام نفسه، وفي الأولى بدا عدد قليل من الخيام وسط منطقة صحراوية شاسعة، وفي الثانية اكتظت المساحة نفسها بالخيام والحاويات المتلاصقة. وأوضح طوايبية أن «الهدف من الصورتين هو أن يدرك الناس حجم هذا المكان الذي يلجأ اليه الهاربون من النزاع السوري، وتوفير نافذة مفتوحة دوما على قصص اللاجئين وظروف حياتهم». عبر هذه الكوة يمكن مشاهدة محل بائع فلافل على «جادة الشانزيليزيه»، الشارع الرئيسي في المخيم الذي حصل على تسميته من عاملين فرنسيين في هيئات إنسانية. كما يمكن مشاهدة صور حفل زواج عقد في المخيم، والاطلاع على ولادة عائشة، المولودة رقم 1000 في إحدى عياداته، ورؤية كيف حول حرفي بقايا عربة الى سرير زوجي. ويمكن كذلك التعرف الى لمى البالغة 10 سنوات، في صورة بكنزة وردية، وهي تروي أنها كانت تريد أن تصبح معلمة قبل قصف مدرستها واضطرارها الى مغادرة سوريا. في 10 يناير وردت رسالة على حساب المخيم تؤكد أنها عادت الى الدراسة، في إحدى مدارس المخيم ال11. وأكد طوايبية «إنها مصدر فخر كبير لنا»، مضيفا ببساطة أن «الحياة تستمر في الزعتري». وأرسلت مدينة امستردام الهولندية مئات الدراجات الهوائية الى اللاجئين السوريين في الزعتري على أمل التخفيف من مشكلات النقل في المخيم الشاسع. ولجأ أكثر من 3,2 مليون سوري الى الدول المجاورة هربا من الحرب: 1,1 مليون الى لبنان و1,09 مليون في تركيا و618 ألفا في الاردن و225 ألفا في العراق، و137 ألفا في مصر بحسب المفوضية العليا للاجئين. ومنذ بداية الأزمة السورية في 2011 وفر برنامج الاغذية العالمي مساعدة غذائية لملايين النازحين في سوريا ول1,7 مليون لاجئ سوري في الدول الحدودية.