صدر مؤخرا عن دار نشر المدارس (2015) كتاب جماعي محكم عن المفكر والروائي عبد الله العروي ، نسق مواده وقدم له د.محمد الداهي. وهو يحمل عنوانا دالا « النغمة المواكبة»، تعبيرا عن عجز إدريس ( بطل من ثمرة خيال عبد الله العروي) في اقتناص هذه النغمة مما جعل الإخفاقات السالفة تنتعش من جديد. وقد اختير هذا العنوان الإيحائي لتجسيد حساسية الإخفاق الفردي والجماعي في روايات عبد الله العروي من جهة وصعوبة استنبات القيم الحداثية في المجتمع من جهة ثانية. وقد شاركت صفوة من الكتاب في هذا المؤلف هم : محمد برادة، عبد الحميد عقار، أحمد اليبوري، أحمد العاقد، فاتحة الطايب،حسن المودن، إدريس الخضراوي، توفيق بنعامر، محمد الكحلاوي، كمال عبد اللطيف، محمد المصباحي، محمد سبيلا، عبد الرحيم العطري، فيصل دراج، ماهر عبد القادر، إدريس كثير، مصطفى الغرافي، يحيى بن الوليد، مسعود ضاهر، إدريس جبري ، محمد الداهي. وفي ما يلي مقتطف من مقدمة الكتاب: «احتفاء بالتجربة الفكرية والروائية المتميزة لعبد الله العروي، وتأهيلا لمكانته العلمية في زحزحة كثير من الأسئلة الزائفة والكشف عن مفارقات الواقع العربي وتناقضاته، وتنويها بجهوده الرصينة في اقتراح جملة من البدائل الممكنة للتغلب على عوائق التحديث، والإفادة من مكاسب العقل الحديث، والمراهنة على إقلاع اقتصادي وثورة ثقافية شاملة. وقد انصبت معظم الدراسات المضمنة في الكتاب على إبراز ملاءمة فكر عبد الله العروي وراهنيته، وتأكيد الحاجة إليه لما يتمتع به صاحبها من قدرة على اتخاذ المسافة النقدية اللازمة حيال الموضوع، وصرامة منهجيته، وسداد أسئلته وفرضياته، واتساق مشروعه الحداثي. وازدادت الحاجة إليه في العقود الأخيرة بعد أن أخفقت الثقافة الحداثية باستنبات بذورها في التربة العربية (بالمقابل تعززت الثقافة التقليدية لاقتناع العامة بها لبواعث متعددة)، وانهارت كثير من المقاربات التبريرية أو الإيديولوجانية التي كانت تغالط الرأي العام بموافقة توقعاته عوض خلخلتها بأسئلة نقدية وتاريخانية مشرعة على» ممكنات الفعل التاريخي الخلاق والمبدع» ( كمال عبد اللطيف، درس العروي في الدفاع عن الحداثة والتاريخ، 2014، ص: 14.» وسيقدم الكتاب برواق االمدارس يوم السبت 14 فبراير الجاري اعتبارا من الثالثة بعد الزوال ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر.