كثير من الكلام، عبر مواقع التواصل الاجتماعي في عز تفشي الجائحة، ينم عن نواقص في الفهم والتقدير للواقعة وتداعياتها الكارثية على العالم وعلى المغرب كذلك، إن لم تقدر الانسانية على ربح معركة شرسة ضد وباء أفنى، حتى الأن، أرواحا كثيرة، وأوقف دورات الإنتاج الهائلة، وأرغم ثلث سكان الدنيا على الاعتكاف، وأخلى المدارس والمساجد والشوارع وغير بين ليلة وضحاها من وتائر الحياة وأنماط السلوك. أمام كل هذه المخاطر المحدقة بالانسانية جمعاء ومن شأن استفحالها أن يقف العالم على حافة المجاعة والتطاحن والاضطراب، وقد تنهار مؤسسات ودول وقد نجد أنفسنا أمام استعمار جديد وقد… وقد…لا يتوقف البعض عن التشكيك في كل عمل التبخيس من كل مبادرة والإساءة للحكومة والأحزاب ولقطاعات اقتصادية واجتماعية بكاملها، واصطياد أي تجاوز للطعن في مؤسسات الأمن، وبث الشائعات والأخبار الكاذبة والخرافات . وإذا كانت الدولة المغربية قد استطاعت حتى الأن أن تقاوم زحف الوباء بفضل يقظة مؤسساتها، والتفاف القوى الحية بالبلاد، من أحزاب ونقابات وجمعيات المجتمع المدني ورجال أعمال ومقاولين وطنيين، وبفضل نساء ورجال الصحة والتعليم اللذين استماتوا على الخطوط الأمامية للمعركة لمواصلة رسالتهم النبيلة ببذل جهود مضنية، إلى جانب قوات الأمن على مختلف تشكيلاتها،والتي أبان نساؤها وؤجالاتهاعن صورة رائعة من التضحية والفداء والوعي الوطني،،، إذاكان المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، يخوض المعركة بكثير من الهمة والأمل، فإن الخطر ما زال قائما والتعبئىة الشاملة ما زالت مطلوبة، ولا يحق لأي كان، فردا أم جماعة، الاستهتار بسلامة البلاد والعباد تحت أي مبرر ديني أو إيديولوجي أو سياسي أو شعبوي، الرهان المشروع والوحيد الأن هو تجنيب وطننا كارثة محدقة، إن كانت لها الغلبة، ستأتي على كل ما حققناه من تقدم في النماء والديمقراطية وحقوق الانسان ومستوى العيش… سينهار الاقتصاد ويعم الفقر وتتواتر الأزمات السياسية والاقتصادية وهلم جرا إلى هاويات لأا يعلم بها إلا الله. إزاء هدا الخطر الداهم وويلاته المحتملة، لا شعار اليوم فوق شعار التضامن الوطني والوحدة الوطنية بين كل مكونات الشعب المغربي، والالتفاف حول الدولة، ودعم كل ما يبذل من جهد لإنقاد سفينة المغرب من الغرق. لا معنى لتسييس الألم، ولا للدعاية لهذا الحزب أو ذاك، ولا للتشهير بهذا القطاع أو هذا الشخص أو ذاك، ولا للتقليل من عمل أو جهد من أية جهة كانت. نحن بحاجة ماسة إلى انخراط الجميع وتضامن الجميع، كل بما يملك وما يستطيع، ولو بالكلمة الحسنة ولزوم البيت. وبقدر حاجتنا للتضامن والتآزر نحن بحاجة إلى إدانة كل خطاب وفعل يضران بالمجهود الوطني المبذول من الدولة والمجتمع،