ما ناضل لأجله الاتحاد الاشتراكي طيلة عقود من الزمن أصبح اليوم متضمنا في كل البرامج الانتخابية على الاتحاديين والاتحاديات الاعتزاز والافتخار كون قاموسهم السياسي أصبح اليوم مهيمنا في المجتمع أكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، أن ما ناضل لأجله الاتحاديات والاتحاديون من اختيارات طيلة عقود من الزمن، أصبح اليوم متضمنا في كل البرامج الانتخابية الحزبية، وصار متداولا على ألسن كل القيادات الحزبية والسياسية. وأضاف الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في كلمة ألقاها أمام وكلاء لوائح الحزب التشريعية والجماعية بجهة الرباطسلاالقنيطرة، في لقاء حزبي داخلي من أجل إعلان افتتاح الحملة الانتخابية الوطنية، يوم أمس الجمعة بالمقر المركزي للحزب بالرباط، وبحضور عضوي المكتب السياسي محمد بنعبد القادر والمهدي المزواري، أن على الاتحاديين والاتحاديات الاعتزاز والافتخار، ذلك أن قاموسهم السياسي أصبح اليوم مهيمنا في المجتمع، وقال : « لنا أن نعتز بأن نضال السابقين لنا ونضالكم أخواتي إخواني، أوصلنا وأوصل المغرب لما نحن عليه اليوم من أمن واستقرار». وكشف الكاتب الأول أن طموح بناء الدولة القوية التي صارت على لسان الجميع، بل صارت شعارا للنموذج التنموي الجديد، لا يعني غير وجود مؤسسات قوية، مضيفا أنه لتكون مؤسسات الدولة لابد لها من رجال ومن نساء أقوياء بنزاهتهم وكفاءتهم والتزامهم بقضايا بلدهم. وفي نفس السياق، أكد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن المطروح على الناخبين اليوم هو الاختيار بين مؤسسات قوية أو استمرار الوضع على ما هو عليه، وإبقاء دار لقمان على حالها، موضحا أن الناخب هو من سيختار وسيحدد مَن مِن المرشحين سيشغل هذه المؤسسات، أي من سيحرص على تعليمنا وصحتنا وكل شؤوننا وأمورنا. وتابع إدريس لشكر بالقول إن: « تداعيات جائحة كورونا، كشفت للجميع أن صحة المغاربة أولوية وضرورة، خصوصا بعد الخطب الملكية، التي دعت إلى ضرورة تعزيز الحماية الاجتماعية بالمغرب، وهو ما يعني ضمان التغطية الصحية لجميع المغاربة، وتأهيل كل بنيات الصحة بالبلد، ونحن إذ نسجل بشكل إيجابي ماذهب إليه جلالة الملك، فإننا نؤكد أن تحقيقه وتطبيقه يستدعي حكومة قوية ومؤسسات قوية، لأن تنفيذ هذه التوجيهات يحتاج لرؤية واضحة، ولقرارات واقعية، ولتمويل أيضا». وفي سياق متصل، أكد الكاتب الأول أن بناء الدولة القوية العادلة والمجتمع المتضامن والحداثي اختيار والتزام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لذلك توجه الاتحاد للناخب اليوم ليؤكد أن تحقيق هذا الاختيار والهدف لا بدّ له من تناوب جديد بأفق اجتماعي وديمقراطي، مضيفا أن « الاتحاد الاشتراكي سبق له أن طرح فكرة التناوب، خلال انتخابات 2016، وأن الجهد الذي بذله الاتحاديات والاتحاديون خلال هذه المدة، قد خلخل الوضعية لتمكيننا من المساهمة، في ما يمكن أن نعتبره بداية تناوب جديد، من خلال ما ساهم به إخواننا في الحكومة، لذلك حرصنا على أن نعيد التأكيد عليه كتناوب جديد مؤسس على مرجعيتنا الاشتراكية الديمقراطية وعلى أدبياتنا تاريخيا». وكشف إدريس لشكر أن الاتحاديات والاتحاديين معتزون كون من كان يهاجم القطاع العام وينتصر للقطاع الخاص، بدعوة المغاربة ب « حكو جيوبكم إلى بغيتو تقراو أو داواو»، هو اليوم يدعم تقوية أدوار القطاع العام وتعزيز الحماية الاجتماعية في برامجه الانتخابية، مؤكدا أنه لم يعد اليوم من ينازع الاتحاد الاشتراكي في اختياراته الاجتماعية وفي موقفه من تقوية القطاع العام، الذي أبان عن أهميته وضرورته خلال الأزمة الصحية التي نتجت عن تداعيات جائحة كورونا، مؤكدا في هذا السياق أن المغرب لا يزال محتاجا إلى الدولة الراعية والموجهة. وفي سياق آخر، ذكّر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن حزبه هو أول من تحدث عن تحدّي الجوار، وهو ما أكدته الأحداث التي واجهها المغرب طيلة الأشهر الأخيرة، والتي كان عنوانها محاولات كثيرة لزعزعة الوحدة الوطنية التي تنعم بها بلدنا. مضيفا في السياق ذاته، أنه سواء بالنسبة لبعض دول الشمال التي لم تستوعب بعد ضرورة التعامل مع المغرب بالندية المطلوبة، وهي الضرورة التي فرضتها طريقة تدبير أمورنا معهم، والتي يحق لنا أن نعتز بها، أو بعض دول الشرق التي تتعامل معنا بمنطق التحامل وبخلفية ولو طارت معزة، التي حكمت تفاعلها مع كل التجاوزات التي أبدتها بلادنا، مؤكدا أن الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها الشعب الجزائري تبرر أن مبادراتنا لن تجد الآذان الصاغية. واسترسل إدريس لشكر قائلا إن الأوضاع تفرض المزيد من الحذر واليقظة، ودعا المغاربة إلى التكاثف والحفاظ على الوحدة، كما دعا الاتحاديات والاتحاديين إلى أنه من اليوم وطيلة أيام الحملة الانتخابية، هم ملزمون بأن يجعلوا من قضايا الشأن العام والقضايا الوطنية على رأس مداولاتهم ونقاشاتهم، وليوضحوا للمغاربة أن اختيار من سيدبر شؤونهم، ومن سيجعل من مؤسسات الدولة مؤسسات قوية، هو أمر بين أيديهم اليوم، موضحا أن الاتحاد الاشتراكي سيحترم اختيارات المغاربة مادامت اختيارات مؤسسة على إرادتهم الحرة من دون استمالة بالترهيب أو بالرشوة. وكان إدريس لشكر، قد ذكّر في بداية كلمته، بأهمية التجمعات الخطابية الجماهيرية في أعراف الاتحاد الاشتراكي، والتي شكلت تاريخيا محطات لمقاومة الظلم، وللنضال لأجل القضايا النبيلة كالحرية والديمقراطية والمساواة، والقضايا الوطنية كالصحراء المغربية أو قضايا التحرر العالمي من قبيل القضية الفلسطينية، موضحا أهمية هذه النضالات والموافقات التاريخية في مراحل معينة وأثرها على ما ينعم به المغرب اليوم من أمن واستقرار. وأبدى الكاتب الأول أسفه لكون إسقاطات تداعيات أزمة كورونا قد أثرت على لقاء افتتاح الحملة الانتخابية الوطنية ، والتي دأب الاتحاد الاشتراكي على إعلانها في تجمعات جماهيرية كبيرة، حيث لم يوجه الدعوة في لقاء أمس حتى للقيادة السياسية، مكتفيا بحضور رمزي، وبتمثيلية رمزية احتراما للتدابير الاحترازية. ودعا الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، كافة الاتحاديين والاتحاديات وجميع المرشحين ومسانديهم، إلى ضرورة احترام التدابير الاحترازية، مع وجوب التنسيق المسبق مع السلطات العمومية المختصة بخصوص كل طقوس الحملة الانتخابية، مؤكدا على تجنب التجمعات الكبيرة، وتنظيم المواكب والجولات بالسيارات واستعمال مكبرات الصوت، وعلى ضرورة الالتزام بالتدابير الاحترازية حتى في استقبال المواطنين بالمقرات الحزبية وفي توزيع المنشورات الحزبية، كون هذه التدابير هي من ستحمي بلادنا من تطورات الجائحة.