شارك الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال هذا الأسبوع، في قمة العدالة العالمية بحيدر آباد بالهند ضمن فعاليات مؤتمر التحالف التقدمي العالمي وباستضافة كريمة من حكومة ولاية تيلانجانا وحزب المؤتمر الوطني الهندي، ورافق الكاتب الأول في هذه المهمة فتيحة سداس عضو المكتب السياسي للحزب. وعقد إدريس لشكر، يوم الجمعة 25 ابريل 2025، لقاءات مع كل من قادة التحالف التقدمي العالمي، وقادة التحالف العربي والإفريقي، للدفاع عن القارة الإفريقية بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة داخل مؤتمر التحالف التقدمي العالمي في حيدرآباد بالهند، كما كان له إلى جانب فتيحة سداس، عضو المكتب السياسي، لقاء مع نساء التحالف العالمي للمساواة بين الجنسين للوصول إلى الجندرة في لجنة النوع الاجتماعي والمساواة. وكان حضور الأستاذ إدريس لشكر وازنا، وهذا يتبين من خلال مداخلته القوية بعنوان « لا خلاص للعالم إلا بعد جذرية ونظام إنساني جديد» . دفاع الكاتب الأول المستميت عن المغرب يعكسه ما جاء في بيان التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي في لقاءه بحيدر أباد بالهند، «وفي المغرب، يؤكد التحالف دعمه لوحدة وسلامة كامل التراب المغربي ضمن المملكة المغربية، ورفضه لأي مساس بسيادة المغرب ووحدته الترابية، أو لأي محاولات انفصالية أو انقسامية. كما يدعو دول الجوار إلى حلّ أي إشكالات بالطرق السلمية، وعلى قاعدة التعاون من أجل تحقيق تنمية حقيقية لشعوب المنطقة برمتها.» طبعا هذا الحضور الديبلوماسي في الهند جاء بعد الاختراق الاتحادي في أمريكا اللاتينية وانضمام حزب القوات الشعبية إلى كوبال التي تضم أزيد من سبعين حزبا أمريكيا لاتينيا من ديمقراطيين اشتراكيبن وتقدميين ليس مسألة روتين سياسي بل عملا جديا قويا، وهو خدمة للوطن خالصة. في خطوة تعزز حضوره الإقليمي والدولي، انضم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى منظمة الملتقى الدائم للأحزاب السياسية في أمريكا اللاتينية والكاريبي (COPPPAL)، ليصبح أول حزب خارج القارة يحصل على عضوية هذا التجمع، الذي يضم 74 حزبًا ويعمل على قضايا الديمقراطية، حقوق الإنسان، الشراكة والتعاون. يأتي هذا الإنجاز في سياق جهود الحزب لتعزيز الدبلوماسية الحزبية والبرلمانية، تماشيًا مع توجيهات جلالة الملك محمد السادس، الذي أكد في خطابه خلال افتتاح السنة التشريعية الحالية على أهمية هذا النوع من الدبلوماسية في تعزيز الاعتراف بمغربية الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع الإقليمي. وقد تحقق هذا الانضمام خلال زيارة وفد الاتحاد الاشتراكي، برئاسة كاتبه الأول إدريس لشكر وعضو مكتبه السياسي والمنسق الدولي للعلاقات مع أمريكا اللاتينية وإفريقيا، الدكتور مشيج القرقري، إلى المكسيك لحضور الذكرى ال96 لتأسيس الحزب الثوري المؤسساتي المكسيكي (PRI)، أحد الأحزاب ذات العلاقات المتميزة مع الاتحاد الاشتراكي، والذي عبر رئيسه عن دعمه الواضح لمغربية الصحراء، ما يشكل اختراقًا هامًا في منطقة طالما اعتبرها الانفصاليون معقلًا لهم. ويعكس هذا التتويج الدور الريادي للاتحاد الاشتراكي كأحد أبرز الأحزاب العربية والإفريقية حضورًا على الساحة الدولية، مما سيعزز مكانة المغرب كنموذج للدول الصاعدة، ويتيح فرصة أكبر للدفاع عن قضاياه العادلة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التجربة المغربية في مجالات حقوق الإنسان، الديمقراطية، والدور الإقليمي، والمساهمة في بناء نظام عالمي أكثر عدلًا.» ويعتز الاتحاد في السياق ذاته، بتجاوب كل الاشتراكيين في العالم مع إرادته في استقبال الأممية الاشتراكية، بحضور 80 حزبا من مختلف القارات ومشاركة أزيد من 250 مشاركا، لعقد اجتماعات هيئاتها التقريرية ذلك حسب الأجندة التالية : اللجنة الإفريقية للأممية الاشتراكية، يومي 17 و 18 دجنبر 2024؛ مجلس الأممية الاشتراكية للنساء، يومي 18 و 19 دجنبر 2024؛ مجلس الأممية الاشتراكية، أيام 20 و 21 و 22 دجنبر 2024… « ومن المحقق في هذا الباب أن الاجتماع، بحد ذاته، كان عربون ثقة من عموم الاشتراكيين في العالم، ثقة في الحزب الذي احتضن ثلاثة اجتماعات في اجتماع واحد : لجنة إفريقيا والأممية الاشتراكية للنساء والمجلس الدولي للمنظمة ، وهو حدث نادر وغير مسبوق، بشهادة قادة الاشتراكية العالمية، والذين رافقوا تجربة الأممية لأزيد من عقدين متواصلين من الزمن، كما هو حال رئيس لجنة إفريقيا والكاتبة العامة للمنظمة . والاجتماع عربون تقدير واحترام لهذا الحزب، الذي قرر احتضان هذا المنتدى، فوق الأرض الإفريقية التي تنتمي إليها حركته الاشتراكية، وهو احترام عبر عنه المجتمعون بالحضور الكثيف أولا، وبالمشاركة في كل محطات النقاش بحرية وبقوة ثانيا، والظروف التي تمت فيها هاته المشاركة، ثالثا. المعركة الدبلوماسية بشأن قضيتنا الوطنية ليست مهمة حصرية لمؤسسات الدولة بل مسؤولية المجتمع بأحزابه ونخبه ونقاباته ومثقفيه وبرلمانييه وجمعياته. إن الديبلوماسية الموازية مهمة جوهرية بالنسبة للحزب، يمارسها الاتحاد الاشتراكي من خلال واجهة المنظمات الدولية والجهوية والإقليمية والأممية الاشتراكية والأممية الاشتراكية للنساء، والاتحاد العالمي للشباب، بالإضافة إلى ربط علاقات ثنائية مع الأحزاب القريبة إيديولوجيا من حزبنا . إن من أولى الأولويات عندنا، هي تعبئة كل مواردنا البشرية والتنظيمية والإعلامية التي نتوفر عليها في حزبنا، من أجل أن نكون رواد وطليعة الدبلوماسية الموازية، وأن نستثمر كل علاقاتنا الخارجية ونبني أخرى، من أجل أن نكون جزءا متينا من جدار صد مناورات خصوم وحدتنا الترابية، وإن موقعنا في المعارضة البرلمانية، قد يكون ورقة إيجابية، إذا أحسن استثمارها، لبيان أن قضية الصحراء المغربية هي قضية دولة ووطن ومجتمع وشعب بمختلف تياراته ومناطقه وأجياله .