تعيش مقاطعة لمريسة بجماعة سلا، التي يترأسها حزب الاستقلال، حالة من الإهمال الكبير جعلتها أقرب إلى جماعة قروية منها إلى مقاطعة تجمع بين المدينة العتيقة بتاريخها ومآثرها، وأحياء جديدة كانت فيما مضى من أجمل الأحياء، قبل أن تتحول بسبب الفوضى إلى «أسويقات». وهكذا، تحولت الساحات القريبة من مسجد «الهدى» المتواجد بتجزئة سعيد حجي بمقاطعة لمريسة، إلى سوق تعمه الفوضى بعد احتلال الملك العمومي في محيط المسجد، ومحاصرته بالعربات المجرورة والمدفوعة، مع ما يصاحب ذلك من ضجيج وتراكم الأزبال ومخلفات الخضر، وهو ما أضر بالبيئة وهدد راحة ساكنة الحي وحقهم في العيش وسط بيئة سليمة. هذا الوضع الكارثي جعل السكان يعيشون معاناة يومية، مرجعين ذلك إلى غياب المسؤولين في الإدارة الترابية والمنتخبين الذين وزعوا الكثير من الوعود التي تبخرت، إلى درجة أن بعض السكان ندموا على اختيارهم السكن في هذا الحي، فيما علّق آخرون على الوضع بالقول: «عشنا كاميرا خفية بكل المقاييس». وأمام هذا التحول الخطير الذي طرأ على حي «سعيد حجي»، الذي انتقل من حي آمن ونظيف إلى حي تعمه الفوضى والانحراف، يطالب السكان بحل صارم ينقذهم، على غرار ما حدث في شارع «حمان الفطواكي» بحي اشماعو، الذي تخلّص من احتلال الملك العمومي بفضل صرامة قائد الملحقة الإدارية للحي. وبعيدًا عن فوضى احتلال الملك العمومي، تعيش مقاطعة لمريسة العديد من الاختلالات في تدبير النفايات الصلبة. وهنا، تبرز الحاجة لمساءلة رئيس المقاطعة عن سبب هذا التراجع، خاصة وأن الشركة السابقة التي كانت تدبر جمع النفايات كانت تقوم بعملها باحترافية وبآليات نظيفة وفعّالة. والغريب أيضًا أن العمال ما زالوا يرتدون زي الشركة السابقة، فيما غابت الهوية البصرية عن الشاحنات التي أصبحت تترك عصارة نتنة في الشوارع التي تمر بها داخل أحياء المقاطعة. كما أدى تردي خدمات شركة النظافة إلى تراكم الأزبال في العديد من الأماكن، وأصبحت عملية الجمع تتم في الساعة التاسعة صباحًا بعدما كانت تُنجز عند الفجر.