نظمت جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، مساء أول أمس الثلاثاء بالرباط، ندوة فكرية حول «عبد الحق المريني.. بين الحضور الجمعوي والتوثيق المعرفي»، وذلك في إطار مهرجان الإكليل الثقافي للجمعية. وشكل هذا اللقاء، الذي حضره أكاديميون وفاعلون جمعويون، مناسبة لاستحضار مناقب الراحل الذي أثرى الخزانة الوطنية بعديد الأعمال والإصدارات الرصينة والمتميزة، والتذكير بعطاءاته المتنوعة والغيرة الصادقة على ثوابت الأمة ومقدساتها. وفي هذا الصدد، قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، إن الحديث عن الراحل عبد الحق المريني يظل مفتوحا على الكثير من الخصال والمناقب، باعتباره واحدا من الأسماء التي بصمت تاريخ الوطن بخدمات جليلة، سواء في مجال التعليم أو في مختلف المسؤوليات التي تقلدها لاحقا. وسجل أن عبد الحق المريني «ظل منكبا على الاشتغال التاريخي والتوثيقي، خاصة في ما يتعلق بتاريخ المغرب الحديث»، مبرزا أنه «كان متشبعا بقيم الثقافة والفكر والكتابة التاريخية الرصينة، وأصدر عددا من المؤلفات والدراسات التي أسهمت في تعزيز رصيد الثقافة المغربية». وأشار الكثيري إلى أن الراحل كان من الأعضاء البارزين في اللجنة العلمية الاستشارية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، حيث اشتغل إلى جانبها لسنوات من أجل تطوير الفكر التاريخي المرتبط بذاكرة المقاومة وجيش التحرير. وأكد أن عبد الحق المريني «كان حاضرا بقوة في مجال الكتابة والتوثيق التاريخي، شديد الحرص على تتبع كل ما يستجد في هذا المجال، مواظبا على البحث والاطلاع في المكتبات، إلى جانب انخراطه في العمل الجمعوي، خاصة داخل الهيئات المدافعة عن القضايا الوطنية». من جانبه، أبرز نائب رئيس جمعية رباط الفتح والمشرف على إصدارات ومنشورات الجمعية، مصطفى الجوهري، أن الراحل شخصية فكرية وثقافية تحظى بأهمية بالغة على المستويات الفكرية والثقافية والاجتماعية والإنسانية. ولفت إلى أن عبد الحق المريني كان حاضرا بقوة في المجتمع المدني وثقافة التطوع، وفي مجالات التأليف والكتابة والتوثيق، مؤكدا أن التوثيق شكل سمة أساسية في جميع أعماله، حتى خلال اضطلاعه بمهام رسمية. وسجل الجوهري أن جمعية رباط الفتح اهتمت بالدور الكبير الذي اضطلع به الراحل من خلال ما قدمه من ملفات ووثائق مرتبطة بتوثيق أنشطة الجمعية، مما أتاح الوقوف على حجم الجهد الذي بذله في هذا المجال. وأجمع باقي المتدخلين على أن الراحل عبد الحق المريني كان شخصية جامعة، التقت في مساره خصال متعددة، بما يجعله جديرا بالتكريم، اعترافا بإسهاماته المتنوعة وبصمته البارزة في مجالات الفكر والتوثيق والعمل الوطني. تجدر الإشارة إلى أن عبد الحق المريني حصل على الإجازة في الآداب من كلية الآداب بالرباط سنة 1962. وفي سنة 1989، حصل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة محمد بن عبد الله بفاس. وفضلا عن اشتغاله في مجال التعليم لعدة سنوات، وشغله لمناصب عليا، له عدة مؤلفات، منها «الجيش المغربي عبر التاريخ»، و»مدخل إلى تاريخ المغرب الحديث من عهد الحسن الأول إلى عهد الحسن الثاني»، و»محمد الخامس.. دراسات وشهادات».