شهدت الساحة السياسية بالمغرب فصلا جديدا من المواجهة غير المباشرة، بطلها هذه المرة ناصر الزفزافي، المعتقل على خلفية "أحداث الريف"، وعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق. في رسالة قوية وشديدة اللهجة نقلها شقيقه طارق الزفزافي، شن ناصر الزفزافي هجوما عنيفا على بنكيران، واصفا إياه ب"البوق المهرس". جاء هذا الهجوم ردا على ما اعتبره الزفزافي محاولة من بنكيران ل"عتابه" على عدم تقديم الشكر للملك، معتبراً تصريحات رئيس الحكومة السابق "شطحات تملقية" تهدف للتقرب من الدوائر العليا. وذهب الزفزافي إلى أن بنكيران سعى إلى الظهور وكأنه ناطق باسم الديوان الملكي، مؤكدا أنه "يفضل قضاء ما تبقى من حياته داخل السجن على أن يقبل بالانحناء مقابل الفتات"، معتبرا أن رئيس الحكومة السابق "خائن الوطن والشعب". ولم يقف الزفزافي عند هذا الحد، بل ربط بين معاناته في السجن وبين فترة ترؤس بنكيران للحكومة، قائلاً: "مداد القلم الأحمر يذكرني بقطرات الدماء التي سالت مني أثناء التعذيب في عهد حكومتكم"، في إشارة إلى مرحلة سياسية بأكملها كان فيها حزب "العدالة والتنمية" يقود الحكومة. كما وجه انتقادات لاذعة للوضع الاجتماعي، مستحضراً "الراتب التقاعدي" لبنكيران (7 ملايين سنتيم)، مقارنا إياه بوضع مواطنين "يفترشون الأرض ويلتحفون السماء"، معتبراً أن بنكيران هو "آخر من يتحدث عن الأخلاق". من جانبه، لم يتأخر رد عبد الإله بنكيران كثيرا، حيث أصدر توضيحا تحت عنوان "الكذب والبهتان"، نفى فيه جملة وتفصيلا ما تم تداوله حول كواليس لقائه السابق بوالدي الزفزافي. واستعاد بنكيران في رده تفاصيل لقاء جمعه بوالدي ناصر الزفزافي في بيته، بوساطة من المحامي محمد زيان، مؤكدا أن الحوار كان "وديا وقصيرا" ولم يشهد أي توتر. وأوضح بنكيران أنه قدم رأيه في موضوع الحراك آنذاك من منطلق النصح، نافيا الروايات التي تتحدث عن استعلائه أو عتابه للأسرة. ويُشار إلى أن عبد الإله بنكيران أفاد، خلال اللقاء التواصلي الذي جمعه بالهيئات المجالية لحزب العدالة والتنمية بجهة مراكش–آسفي، يوم السبت 13 دجنبر، أن الملك محمد السادس هو من أعطى توجيهاته من أجل السماح لناصر الزفزافي بمغادرة السجن لحضور مراسم تشييع جنازة والده الراحل أحمد الزفزافي.