انتشار المخدرات بالمؤسسات التعليمية، ظاهرة خطيرة جدا، أصبحت تتسع، يوما بعد يوم، لتشمل مختلف المدن المغربية، خاصة المدن الكبرى... فإذا أخذنا مدينة فاس كمثال، فإننا، من خلال بحث ميداني، توصلنا إلى حالات كبيرة تؤكد أن هذه الظاهرة منتشرة بشكل رهيب داخل العديد من المؤسسات التعليمية بهذه المدينة... في مايلي شهادة لإحدى التلميذات توضح خطورة الظاهرة وأبعادها... خالد الطويل (ع. ن) من مواليد 1994 بفاس، طالبة بشعبة الاقتصاد، سنة أولى باكالوريا، من وسط اجتماعي لا بأس به، تحكي: «الإشكال لا يكمن، اليوم، في المدمنين، ولكن في الوافدين الجدد. بكل صراحة، أقول إنه على جميع الجهات: إدارة المؤسسة، جمعية الآباء، أمن وجمعيات المجتمع المدني أن تتدخل لإيقاف هذا الغول الجديد الذي أصبح يهدد الجميع. هناك الأقراص أو ما يطلق عليه (البولة الحمراء)، ثم هناك المعجون، وهو الأكثر انتشارا، نظرا لرخص ثمنه، ثم الشيشة، نظرا لتواجد عدة مقاهي قرب المؤسسات التعليمية، وهي لا تخضع لأي مراقبة، وهناك الجوانات. لكن الخطير هو الحقن. لقد تحولنا من تلميذات ناجبات إلى مدمنات، ثم إلى عاهرات. في البداية، كانت مغامرة من أجل اكتشاف عالم جديد، إلا أننا، بعد مدة، أصبحنا نعيش الجحيم. لم يعد يهمنا أي شيء: لا دراسة، لا أسرة، حتى جسدنا لا يهمنا ولا أي شيء سوى توفير مادة مخدرة للعيش في عالم جديد أصبح يتحكم فينا أكثر من أي شيء آخر. لقد عشت، رفقة العديد من الزميلات، مشاكل بالجملة، حيث تخلى عنا من قالوا لنا، في البداية، إنهم يحبوننا وأن حياتنا معهم ستكون مشتركة وجميلة... فكل واحدة منا تخلى عنها حبيبها، وأصبحنا نعيش، كل يوم، مع شخص بشكل جديد... البلبة، يا أخي، تجعلنا نرتمي في أحضان أي شخص يمكن أن يوفر لنا مادة معينة تخدرنا. لقد بلغنا، مع الأيام، حد «السنيفلاج»، أي شم الغبرة (الكوكايين). ضيعنا شرفنا وشرف الأسرة من أجل البلية. سأعطيك أمثلة لتكون على بينة من الأمور... فأمام مجموعة من المؤسسات التعليمية، هناك أشخاص يتوفرون على «الحشيشة»، وهي المعجون. وأغلبية التلاميذ، يبدأون بذلك، لأنها لا تترك رائحة في الفم، ويبدو على متناولها نوع من الهدوء والجدية والضحك، وثمنها لا يتجاوز 10 دراهم، ثم بعد ذلك تأتي أقراص (البولة الحمراء). ومن يحرض على ذلك تلميذ معنا. في أغلب الأحيان، يكون بينه وبين تلميذة من نفس المؤسسة إعجاب ثم حب ويدفع بها إلى الدخول في العديد من المغامرات التي تدور في عالم المخدرات، حيث لدينا بفاس في مختلف الإعداديات والثانويات مجموعات مختلفة من التلاميذ، فهناك عبدة الشيطان، ثم السحاقيات وهن كثر الآن، إضافة إلى تلاميذ يمارسون الجنس فيما بينهم، أي الجنس الذكوري... كل شيء موجود!... أقول لك الصراحة، نقيم ما يطلق عليه (boom) أو عيد الميلاد وغيره... وفي هذه اللقاءات ترى العجب، بل الأكثر من ذلك، هناك علب للرقص بالفنادق تفتح أبوابها في الصباح لاستقبال هولاء المراهقين والمراهقات من التلاميذ. وعوض الذهاب إلى المدرسة، نذهب للرقص وتناول السجارة والمخدرات. بالمختص المفيد، المشكل جدي ويجب محاربته بكل الوسائل قبل فوات الأوان».