حدثان متشابهان لحد التوأمة وقعا في عاصمتين عربيتين بعيدتين عن بعضهما البعض، لكنهما وقعا داخل نفس الفضاء هو فضاء المحكمة، يتعلق الأول بأعمال «البلطجة» التي اقترفها أتباع هشام طلعت المحكوم بالإعدام في قضية اغتيال المطربة اللبنانية سوزان تميم، حيث اعتدوا على الصحفيين، ومنعوهم من تصوير بعد النطق بالحكم داخل قاعة الجلسات الاحتجاجات وحالات الإغماء التي مست بعض أقارب رجل الأعمال المصري والعضو القيادي في الحزب الحاكم بمصر. أما الحدث الثاني، فيتعلق بذات أعمال «البلطجة» وبما أن البلطجة مصرية فلنسمها الشبططة التي مارسها شباط القيادي في حزب الاستقلال وأتباعه الذين استجمعهم من أنحاء المغرب للاعتداء على الصحفيين الذين جاؤوا لتغطية أطوار المحاكمة وعلى محام من هيئة دفاع الشبيبة الاتحادية. والتوأمة بين الحدثين لا تكمن فقط في أنهما وقعا داخل المحكمة وكلاهما في العاصمة، وكلاهما جند لهما الأتباع ممن يُلقى لهم بالفُتات، والمسخرون لأعمال البلطجة المتوأمة مع الشبططة، قصد الاعتداء على الصحافة، بل إن هذه التوأمة تذهب بعيداً في مصاحبة الجريمة، كأن يعمد أحدهم إلى قتل فنانة مشهورة، ويعمد الثاني إلى محاولة قتل الشهيد من جديد، وتسخير كل جهده وطاقته لذلك.