افتتحت، مساء الجمعة بعين اللوحبإقليمإفران، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان الوطني لأحيدوس الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) وجمعية ثايمات لفنون الأطلس. وتتميز دورة هذه السنة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 20 يوليوز الجاري، بشراكة مع عمالة إقليمإفران والمجلس الإقليميلإفران وجماعة عين اللوح، بمشاركة حوالي 42 فرقة فنية من مختلف جهات المملكة تمثل مختلف أنماط وتعبيرات هذا الفن التراثي الأصيل. وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، في كلمة تلاها نيابة عنه المدير الجهوي للوزارة بجهة فاس – مكناس، فؤاد مهداوي ، على العناية السامية التي يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس هذا المهرجان وحرص جلالته على تخليد التراث الأمازيغي الذي يجسده أحيدوس بكل حمولاته الفنية والإنسانية والحضارية، والاحتفاء بالموروث الثقافي غير المادي للمملكة. وأضاف السيد بنسعيد أن استمرار الوزارة في تنظيم هذه التظاهرة الفنية في عمق الأطلس المتوسط، الموطن الأصلي لهذا الفن، والمجال الطبيعي والجغرافي الذي تكتمل فيه العناصر المكونة له من شعر وغناء ورقص وإيقاع، وبالجماعة القروية لعين اللوح، نابع من الإيمان العميق بكونه رسالة إنسانية وفسحة جمالية تسعى لتكريم الإنسان وتحفيزه للمساهمة في تنمية بلاده. وأشار المسؤول الحكومي إلى أن الدورة الحالية من المهرجان تشكل موعدا متجددا لتثمين وصيانة جزء من الرأسمال غير المادي للمملكة، مضيفا أن هذه التظاهرة تشتمل على عروض فنية لمجموعة من الفرق الوفية لأصالة هذا الفن الرفيع، وتتضمن تكريم رموز هذا الفن العريق وصناع فرجته في تقليد يستحضر فضائل التقدير والاعتراف ويخلد أعراف التحفيز والتشجيع. من جهته، أبرز رئيس جمعية ثايمات لفنون الأطلس، حمو أوحلي، بأن هذا المهرجان الذي تأسس منذ حوالي ربع قرن حقق نجاحا كبيرا على الصعيدين الوطني والدولي، ويعبر بجلاء عن تراث أحيدوس الأمازيغي العريق والمتجذر. وأضاف أن الحضور الجماهيري الكبير لمتابعة هذا المهرجان، الذي يتوقع ان يصل هذه السنة إلى نحو 100 ألف زائر، يعكس المكانة التي يحظى بها فن أحيدوس والتطور الكبير الذي شهده. كما أكد السيد أوحلي على إسهام هذا الحدث الفني في تعزيز الدينامية السوسيو – اقتصادية بالمنطقة وخلق رواج سياحي واقتصادي كبير، من خلال توافد الزوار من جميع مناطق المغرب. وخلال أمسية افتتاح المهرجان، توالت على المنصة مجموعة من فرق فن أحيدوس تمثل مختلف أقاليم المملكة قدمت باقة من إبداعاتها من هذا الفن الأصيل الذي يعتبر من العناصر الأساسية للتراث الموسيقي المغربي غير المادي، تفاعل معها الجمهور بحرارة. كما تم تكريم ثلة من رواد فن أحيدوس وفنانيه، تقديرا لمسيرتهم الفنية المميزة وإبداعهم المشهود له، ولما بذلوه من خدمات جليلة للحفاظ على هذا الفن وصونه وضمان استمراريته، والتعريف به وبنبل رسائله الفنية والإنسانية. ويتعلق الأمر بكل من محمد أمهاوش ومحمد أجيضاض ومحمود الرمضاني وحدو باسو. وتحتفي دورة هذه السنة بالجانب الاستعراضي والاحتفالي لفن أحيدوس، من خلال عروض تقدمها فرق، تمثل مختلف أنماط وتعبيرات هذا الفن التراثي الأصيل المنتمية لعدد من أقاليم وعمالات وجهات المملكة. ويتواصل هذا الحدث بتنظيم أمسيات فنية تقدمها فرق قادمة من مختلف مناطق الأطلس المتوسط من بينها فرق من إفران وخنيفرة وصفرو وتازة وفكيك والخميسات ومكناس وبولمان، وغيرها. ويعتبر فن أحيدوس من العناصر الأساس في التراث الموسيقي المغربي غير المادي، الذي يعبر عن غنى الموروث الثقافي الوطني، وهو ما يجعل العمل على صون هذا الفن والحفاظ عليه والتعريف به وضمان استمراريته ونقله للأجيال القادمة، من أولويات الوزارة، فضلا عن دعم الفرق العاملة على إحيائه، من شعراء ومبدعين وفنانين. ويشكل تنظيم المهرجان الوطني لفن أحيدوس محطة لإحياء هذا التراث وتثمينه، وخلق فضاءات احتفالية لإبراز كنوزه وتقديمه لعموم المهتمين والمتتبعين، فضلا عن كونه رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجال القروي الذي ينظم فيه.