تعيش العاصمة الاقتصادية خلال صيف هذا العام على إيقاع حركية غير مسبوقة، جمعت بين مهرجانات موسيقية كبرى، واحتفاء بالتراث الثقافي المحلي، إلى جانب جهود متواصلة للعناية بشواطئ المدينة وتحسيس روادها بأهمية الحفاظ على البيئة. فمنذ مطلع الصيف، تزينت البيضاء بفعاليات فنية متنوعة، افتتحها مهرجان "كازابلانكا ميوزيك ويك" الذي جمع بين الحفلات الموسيقية والعروض السينمائية والأنشطة الرياضية، ليليه مهرجان "نوستالجيا لوفرز" الذي أعاد الجمهور إلى أجواء الثمانينيات وبداية الألفينات، عبر عروض موسيقية وترفيهية غامرة، أما مهرجان "جازابلانكا"، فقد واصل تقليده السنوي بتقديم أكثر من ثلاثين عرضا موسيقيا محليا ودوليا في نسخته الثامنة عشرة. وفي سياق الاهتمام بالتراث، عرف العرض المسرحي التفاعلي "نوستالجيا.. مشاعر الماضي" إقبالا واسعا، كما أضاءت الدورة الثانية من "مهرجان العيطة المرساوية" غنى الموسيقى الشعبية المغربية من خلال حفلات وندوات ومسابقات أقيمت ما بين الجديدة ومديونة والدارالبيضاء. بدورها، أضفت تظاهرات مثل "نجوم كناوة" و"هنا إفريقيا" بعدا احتفائيا يعكس تنوع الثقافة المغربية والإفريقية، في انسجام مع الرؤية الرامية إلى ترسيخ موقع المملكة كملتقى ثقافي قاري، خاصة مع اقتراب موعد كأس إفريقيا للأمم 2025. وبالموازاة مع هذا الزخم الفني، واصلت الدارالبيضاء مجهوداتها البيئية، حيث خصصت عناية خاصة لشواطئ عين الذياب، عين السبع ومدام شوال، عبر عمليات تنظيف منتظمة، وحملات تحسيسية لتشجيع السلوكيات المسؤولة. وفي هذا السياق، أطلقت شركة التنمية المحلية "كازا بيئة" بشراكة مع الجماعة، النسخة الخامسة من حملة "صيف نظيف"، الممتدة لشهرين، والتي تشمل أنشطة توعوية وقرى تحسيسية وقافلة متنقلة وورشات ترفيهية وتوزيع هدايا أسبوعية. وتدعم هذه المبادرة حملة رقمية وإعلامية واسعة بمشاركة مؤثرين وسفراء بيئيين، لضمان تفاعل أكبر مع ساكنة المدينة وزوارها.