تحرص السلطات الجزائرية، في كل مناسبة تستقبل فيها زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، على إخراجه في صورة "رئيس دولة" ضيف قادم من الخارج، لا كزعيم ميليشيا يقيم على الأراضي الجزائرية. فالإعلام المحلي، مدعوما بالبيانات الرسمية، يصور هذه اللقاءات وكأنها استقبال لرئيس أجنبي، قادم من بلد آخر خارج حدود الجزائر، وليس من أراضي تندوف التي تخلى عنها النظام الجزائري لصالح ميليشيا مسلحة، حتى بات الجزائريون ممنوعين من دخولها إلا بتصريح خاص. ويرى مراقبون أن هذا السلوك المتكرر ليس بريئا، بل يدخل في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى خلق واقع بديل على الأرض، وإعداد الرأي العام المحلي لفكرة وجود "جمهورية صحراوية" قائمة داخل تندوف. هذه المحاولة تأتي بعد أن فشل مشروع تقسيم المغرب وانتزاع أقاليمه الجنوبية، مع تزايد الاعترافات الدولية بسيادة الرباط الكاملة على الصحراء المغربية. وتعزز هذا التوجه تصريحات مسؤولين جزائريين، على رأسهم عبد القادر بن قرينة، الوزير السابق ورئيس حركة البناء الوطني، الذي أقر مؤخرا بوجود "حدود" للدولة الجزائرية مع تندوف الخاضعة لسيطرة البوليساريو، في اعتراف غير مباشر بأن الجزائر تمهد لإخراج مشروع سياسي قديم بصيغة جديدة، قائم على ترسيخ واقع الانفصال فوق أراضيها.