أثار تصريح لعبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني والمحسوب على النظام الجزائري، جدلا سياسيا واسعا بعدما قال إن "حدود الجزائر جنوبا صارت مع تندوف". وقد اعتبر هذا التصريح بمثابة اعتراف ضمني بسيطرة جبهة البوليساريو على أجزاء من الجنوب الجزائري، ما فتح الباب أمام قراءات سياسية متباينة. تصريحات بن قرينة التي جاءت في سياق نقاش داخلي، لم تمر مرور الكرام، إذ أثارت ردود فعل قوية في الأوساط الإعلامية والسياسية بالجزائر وخارجها. ويرى مراقبون فيها إقرارا واضحا بأن السلطة الجزائرية تتعامل مع تندوف باعتبارها نقطة تماس حدودية، وهو ما يسقط عمليا سردية الجزائر القائلة إن تواجد جبهة البوليساريو محصور في "الأراضي الصحراوية" على حد تعبيرها الرسمي. ويرى محللون أن كلام بن قرينة يعكس حالة ارتباك داخل الخطاب السياسي الجزائري بشأن قضية الصحراء، خصوصا في ظل التحولات الإقليمية والدولية التي باتت تميل لصالح الموقف المغربي، سواء من خلال دعم متزايد لمبادرة الحكم الذاتي أو من خلال الاعترافات المتتالية بمغربية الصحراء. في المقابل، اعتبر آخرون أن هذا التصريح لا يعدو أن يكون زلة لسان تعكس حدود الازدواجية في الخطاب الرسمي وغير الرسمي بالجزائر، الذي يراوح بين الدفاع عن "حق تقرير المصير" وبين واقع ميداني يجعل من تندوف مركزا فعليا لقيادة جبهة البوليساريو.