كشفت الممثلة المغربية نسرين الراضي عن موقفها من موجة السب والقذف التي طالتها مؤخرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها لم تعد قادرة على التزام الصمت أمام ما وصفته ب"حملة منظمة" من الإساءات الشخصية التي تجاوزت حدود النقد الفني. وأوضحت الراضي أن النقد البناء يظل أمرا مشروعا وضروريا في أي نقاش فني، لأنه يسهم في تطوير التجارب الإبداعية وتوسيع أفق الحوار الثقافي، إلا أن ما تعرضت له من اتهامات تمس الشرف وترافقها أوصاف جارحة لا يدخل ضمن حرية التعبير، بل يندرج في خانة القذف المجرم قانونيا، وهو ما اعتبرته انتهاكا لحقها في الاحترام والكرامة. وبنبرة حازمة، لمحت الفنانة المغربية إلى إمكانية اللجوء إلى القضاء من أجل وضع حد لهذه الإساءات، مشددة على أن صبرها له حدود، وأنها لن تتردد في اتخاذ الإجراءات القانونية إذا استمرت هذه الحملة، معتبرة أن السكوت لم يعد حلا أمام هذا النوع من الهجمات الإلكترونية التي تؤثر على الحياة الشخصية والمهنية للفنانين. ويأتي هذا الموقف في وقت تواصل فيه الراضي تحقيق نجاحات لافتة، كان آخرها تتويجها بجائزة أفضل ممثلة إفريقية عن دورها في فيلم "الجميع يحب تودا" خلال حفل توزيع جوائز Septimius الدولية، وهو تتويج اعتبره النقاد تكريسا لموهبتها وقدرتها على تجسيد أدوار مركبة بعمق وحساسية عالية. كما رأى بعض المتابعين أن هذا النجاح الدولي يفسر جزئيا سبب تصاعد الحملات ضدها، حيث باتت الراضي تمثل نموذجا لفنانة مغربية استطاعت أن تشق طريقها خارج الحدود، وتفرض حضورها في صناعة السينما العالمية، وهو ما أثار نقاشا واسعا حول ضرورة حماية الفنانين من التنمر الرقمي وتمكينهم من فضاء مهني يحترم إبداعهم.