تحولت جولة جبلية في قمم توبقال إلى مأساة إنسانية، بعدما لقي سائح إيطالي مصرعه أمس الأربعاء إثر سقوطه من منحدر صخري حاد خلال رحلة كان يقوم بها رفقة مجموعة من أصدقائه. وتعد منطقة توبقال، الأعلى في المغرب وشمال إفريقيا، من أبرز الوجهات السياحية لمحبي التسلق والمغامرات الجبلية، لكنها في الوقت نفسه تشتهر بتضاريسها الوعرة ومنحدراتها الخطيرة التي تتطلب خبرة عالية للحركة والتنقل. وأفادت المعطيات المتوفرة أن الضحية كان يتقدم ضمن مسار جبلي شديد الانحدار، عندما اختل توازنه فجأة ليسقط نحو أسفل الجرف، في حادث صادم أربك مرافقيه الذين سارعوا على الفور إلى الاتصال بالسلطات لطلب التدخل العاجل. وأضافت المصادر أن المجموعة كانت مجهزة بمعدات أساسية، إلا أن الطبيعة الوعرة للمنطقة ساهمت في صعوبة السيطرة على الحادث أثناء وقوعه. واستجابت فرق الدرك الملكي بسرعة للبلاغ، مستعينة بمرشدين محليين لتحديد موقع الحادث بدقة، قبل أن تتمكن فرق الإنقاذ من انتشال جثة الضحية وسط التضاريس الصعبة والمسالك الحادة، والتي تطلبت جهدا كبيرا لتأمين وصول الفرق إلى مكان الحادث. وتم نقل الجثمان إلى مستودع الأموات لاستكمال المساطر القانونية المعمول بها، فيما فتحت السلطات المختصة تحقيقا ميدانيا لتحديد ملابسات الحادث بدقة، بما في ذلك الظروف المناخية ومسار الجولة الجبلية، فضلا عن مدى توفر وسائل الأمان اللازمة لمثل هذه الرحلات.