تحولت ساحة "باب المرسى" المحاذية للميناء الترفيهي بطنجة، مساء السبت، إلى مسرح لاحتفالات صاخبة قادتها حشود غفيرة من الجالية السنغالية، ترحيبا بوصول منتخب "أسود التيرانغا" إلى المدينة للدفاع عن لقبه في نهائيات كأس أمم إفريقيا. وتحت أضواء حمراء كست المعالم التاريخية للميناء، حيث النقطة الكيلومترية "صفر"، ردد مئات المشجعين الذين تقاطروا من مختلف المدن المغربية أهازيج شعبية ورقصات تقليدية، ملوحين بالأعلام الوطنية وصور النجم ساديو ماني. وتأتي هذه الاحتفالية كأول عرض قوة للجماهير السنغالية التي يتوقع أن تكون العلامة الفارقة في مباريات المجموعة التي تحتضنها طنجة، مستفيدة من عمقها البشري في المملكة. ويستند هذا الزخم الجماهيري إلى معطيات ديموغرافية رسمية جعلت من السنغال "البلد الضيف" الأول في المغرب؛ إذ كشفت أحدث بيانات المندوبية السامية للتخطيط لعام 2024 أن السنغاليين باتوا يشكلون الجالية الأجنبية الأولى في البلاد بنسبة 18,4 في المئة من مجموع الأجانب المقيمين، فيما تشير تقديرات غير رسمية إلى أن عددهم الإجمالي يلامس سقف 200 ألف نسمة. وكانت بعثة المنتخب السنغالي قد وصلت الجمعة بكتيبة مدججة بالنجوم ومكتملة الصفوف، حيث يراهن المدرب أليو سيسي على هذا الدعم الجماهيري الاستثنائي، الذي يمنح فريقه امتياز اللعب وكأنه على أرضه، من أجل تعبيد الطريق نحو الحفاظ على التاج القاري. ويستضيف المغرب، النسخة الخامسة والثلاثين من العرس القاري في الفترة ما بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026، في رهان تنظيمي كبير تعول عليه المملكة لإبراز جاهزيتها قبل احتضان نهائيات كأس العالم 2030. وتعد طنجة، بملعبها الكبير "ابن بطوطة" الذي خضع لعملية توسعة وتحديث شاملة، واحدة من ست مدن رئيسية وقع عليها الاختيار لاستقبال مباريات البطولة، حيث ستكون مسرحا لمواجهات المجموعة التي تضم المنتخب السنغالي. ويواجه "أسود التيرانغا" تحديا كبيرا للحفاظ على اللقب في ظل منافسة شرسة متوقعة من عمالقة القارة، وفي مقدمتهم المنتخب المغربي صاحب الأرض الذي يتطلع لفك عقدة اللقب القاري الغائب عن خزائنه منذ عقود. وتراهن السنغال، التي تخوض المنافسة ضمن مجموعة قوية، على استقرارها الفني المستمر منذ سنوات، وخبرة نواتها الصلبة من المحترفين في أوروبا، لتجاوز الدور الأول وتأكيد جدارتها بالتربع على عرش الكرة الإفريقية.