طالب باحثون أكاديميون مغاربيون الجزائر بالكف عن عرقلة طريق بناء صرح الاتحاد المغاربي.. إذ أعلنوا، في ندوة نظمها الاتحاد الدولي للدفاع عن مشروع الحكم الذاتي بالصحراء، يوم السبت المنصرم، بالرباط، أن الجزائر تعد المتورط الرئيسي في فشل قيام اتحاد مغاربي قوي، داعين الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بالمساهمة الإيجابية لإيجاد حل سياسي لمشكل الصحراء المغربية، وبالتسريع في بناء مغرب عربي قوي بدوله الخمس، المغرب، والجزائر، وموريتانيا، وتونس، وليبيا. وربط الباحث الجزائري، سعيد الهادف، الذي شارك في الندوة، بين إيجاد حل لملف النزاع المفتعل، وقيام اتحاد مغاربي قوي، وقال، في تصريح ل "المغربية"، إن "منطقة الصحراء تشكل الامتداد الجنوبي للمغرب، والامتداد الشمالي لموريتانيا، والامتداد الغربي للجزائر، أي أنها نقطة الوصل، التي تربط الدول الثلاث ببعضها البعض، ما يعطيها، انطلاقا من موقعها الجغرافي، أهمية خاصة في مشروع وحدة المغرب العربي"، مشيرا إلى أن الوضع الحالي، الذي تعانيه دول المنطقة، سببه الفرقة بين المغرب والجزائر. واعتبر الهادف مبادرة الحكم الذاتي حلا توافقيا متوازنا، مؤكدا أن مطلب الاستقلال غير منطقي، "لأن تحديد الناخبين، الذين يسمح لهم بإجراء الاستفتاء حول الحكم الذاتي، ليس ممكنا، كما أثبتت تجربة الأممالمتحدة، وكما عبر عنه صراحة المبعوث الأممي السابق إلى الصحراء، فان والسوم". وقال إن "إنشاء دويلة بين دول المغرب العربي يعد مطلبا وحلا سحريا للمشاكل الأمنية، التي يتخبط فيها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكذا عصابات التهريب". من جهته، أبرز حسن المالكي، رئيس الاتحاد الدولي للدفاع عن مشروع الحكم الذاتي بالصحراء، أن الاتحاد سيعمل على توسيع النقاش حول مستقبل دول المغرب العربي، ليشمل فاعلين سياسيين من الدول المغاربية الخمس، مشيرا إلى أن "الموضوع المؤطر للنقاش اختاره الاتحاد ليكون بمثابة ورشة عملية، يتحاور من خلالها أساتذة جامعيون من البلدان المغاربية ليطرحوا، بكل شجاعة أدبية، انعكاسات مشكل الصحراء على اقتصاديات دول المنطقة، الذي باتت فيه المصاريف الباهظة للتسليح تربح المساحات في ميزانيات كل الدول المغاربية، على حساب القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، كما بات فيه أبناء المنطقة يعانون مشاكل اجتماعية، جراء التأثيرات السلبية لمشكل الصحراء، بالإضافة إلى عائق غلق الحدود أمام تنقل السلع والإنسان، وكل ذلك ينعكس سلبا على المواطن المغاربي". واختير للندوة شعار "قضية الصحراء وانعكاساتها الاقتصادية على دول المغرب العربي"، ونظمت احتفالا بذكرى انطلاق المسيرة الخضراء. ورفع خلالها الاتحاد توصيات إلى الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، وإلى كل الفاعلين السياسيين والاقتصاديين بدول المنطقة، قصد وضعهم أمام المسؤوليات التاريخية لكل طرف تجاه مواطني البلدان الخمسة.