يترقب سكان بلدية تيسة بضواحي إقليم تاونات، النهوض بالبلدية، من خلال خلق مشاريع تنموية تساعد السكان على مواكبة الحياة في ظروف تخلو من إكراهات اجتماعية واقتصادية ونفسية سكان تيسة خلال وقفة احتجاجية سابقة (خاص) اصة أن بلدية تيسة مؤهلة طبيعيا للاستثمار في موروثها البيئي، في منأى عن الظواهر الاجتماعية، التي أصبحت تعيشها في الآونة الأخيرة، وفق ما أفاد به لطفي موقدمين، منسق اللجنة المحلية تيسة، التابعة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع تاونات. بينما تشتهر بلدية تيسة بالفروسية، فإن فلاحيها مجبرون على تحمل نفقات تربية الخيول، بعيدا عن موارد اقتصادية تخفف عنهم حدة التكاليف، حسب رأي لطفي موقدمين، لهذا معظم السكان عبروا، في مناسبات عدة، عن ضرورة إيلاء هذه البلدية اهتماما أكبر من خلال تهيئة بنياتها التحتية، ببناء مرافق تصرف عنهم الفراغ المهول الذي يعيشونه، فالبلدية بحاجة إلى دور شباب تحتضن الفئات الشابة التي قال عنها موقدمين إنها "أصبحت تتعاطى استهلاك المخدرات والهجرة السرية للدول الغربية، كحل متوهم لبطالتهم"، في توضيح منه أن "دار الشباب الموجودة بالبلدية لا تستوعب العدد الكبير للشباب، إضافة إلى أن هؤلاء بحاجة أيضا إلى مرافق رياضية كالملاعب، ومن ثمة حري بالمعنيين الأخذ بعين الاعتبار النمو الديموغرافي، الذي تعيشه البلدية كباقي المدن المغربية. كما تشهد البلدية نقصا في عدد المؤسسات التعليمية التي تفتقد بدورها إلى عدة أجهزة مثل الطاولات ومكاتب الأساتذة والصبورات، ما يضطر التلاميذ رفقة أستاذتهم إلى التعايش مع النقص الحاصل، في جو يطبعه الاكتظاظ في عدد التلاميذ. خرج سكان تيسة عدة مرات للمطالبة بتحسين وضعهم الاجتماعي، بدءا من تهيئة المجال الحضري للبلدية، من خلال بناء أرصفة وشوارع وتحسين خدمات مجاري الصرف الصحي، وتمكنيهم من ماء شروب يخلو من الملوحة التي تتسم بها مياه تيسة، في وقت تجاور هذه البلدية سد إدريس الأول، معتبرين هذا المشكل في الماء عائقا أمام تطوير فلاحتهم، بما يمكن أن يدر عليهم دخلا يوميا. كما عبر السكان عن حاجتهم إلى وعاء عقاري لدفن موتاهم، بعدما تبين لهم أن المقابر بالبلدية غير كافية، في إشارة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر ومنذ سنوات، يزيد الطينة بلة لجملة المشاكل التي يتخبطون فيها، بدعوى أن قوة الدفع للتيار ضعيفة. وفي السياق ذاته، فمدينة تيسة حسب بعض السكان، تعيش فوضى كبيرة، ساهم فيها الباعة المتجولون الذين ينتشرون على نطاق واسع في كل الأرجاء، أمام محلات السكنى والمحلات التجارية ومقرات الخدمات الاجتماعية، دون أن يقنن ذلك وفق تدخلات المعنيين بالشأن المحلي، في وقت لا يتأتى للعديد من السكان أداء فريضة الصلاة في المساجد، باعتبار أن عددها محدود إن لم يكن محصورا في مناطق قروية، وليست بمركز تيسة. من جهة أخرى، أضحت بلدية تيسة تشهد ظواهر اجتماعية كانت غائبة عن سكانها في السنوات الماضية، إذ أن التهميش الذي يعيشونه، حسب وصف بعضهم للواقع، أدى بشباب البلدية إلى إدمان المخدرات والترويج لها، ما يقود بعضهم إلى ارتكاب السرقة. وفي الإطار ذاته، يتطلع السكان إلى التفاتة جادة من قبل المسؤولين، قصد الرفع من قيمة الحياة ببلدية تجتر مشاكل مختلفة.