أعطيت، الأسبوع المنصرم، الانطلاقة لأسبوع السلامة الطرقية بالسينغال، بمقر إقامة سفارة المملكة المغربية بدكار٬ التي تنخرط هذه السنة في عملية محاربة آفة حوادث السير بالسينغال٬ السبب الرئيسي للوفاة في إفريقيا، مع ما يصاحبها من آثار سوسيو- اقتصادية. خلال هذا الحفل٬ الذي حضره ممثلو العديد من الوزارات، ومسؤولو هيئات معنية بالسلامة على الطرق٬ والعديد من تلاميذ المدارس بدكار، وشخصيات سينغالية ذائعة الصيت منخرطة في هذا المجهود٬ قام سفير المغرب بدكار، طالب برادة، بتسليم كمية كبيرة من الخودات لمستعملي الدراجات النارية٬ الذين يشكلون الطرف الأكثر هشاشة على الطرق. وتمثل هذه الكمية من الخودات، هبة من اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير في المغرب، ووزارة التجهيز والنقل، لفائدة المنظمة غير الحكومية "لازير" (العمل على السلامة على الطرق)٬ وهي فاعل دينامي في مكافحة حوادث السير بالسينغال. وقال برادة، خلال هذا الحفل٬ إن الأرقام الرهيبة لحوادث السير تبين أن السلطات والمجتمع المدني مدعوان أكثر من أي وقت مضى للقيام بحملة لمكافحة السلوك غير المواطن وغير المسؤول لبعض مستعملي الطرق، لمضاعفة الجهود لوقف هذا النزيف الذي يؤثر بشكل خطير على تطور البلدان النامية. وذكر في هذا الصدد٬ أنه لهذا السبب٬ تندرج مكافحة حوادث السير بالمغرب ضمن الأوليات٬ ما حدا بالحكومة المغربية إلى وضع استراتيجية وطنية متكاملة للسلامة على الطرق٬ مع الأخذ بعين الاعتبار الأطراف الثلاثة "المستخدم - السيارة - البنية التحتية" مبرزا أن هذه المجهودات كانت وراء اعتماد المغرب في يناير 2010، لمدونة السير على الطرق ولتشريع جديد مما حقق قفزة نوعية في مجال الوقاية من حوادث السير. وبعد الإشادة بالتعاون القائم لمدة عشر سنوات مع اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير بالمغرب٬ ذكرت رئيسة المنظمة غير الحكومية "لازير"٬ آوا ندي٬ بالمأساة التي تتسبب فيها حرب الطرق التي تحصد 5000 شخص يوميا عبر العالم٬ يموت الجزء الكبير منهم في بلدان العالم الثالث٬ حيث تمثل الفئة العمرية (15- 29 سنة)٬ الفئة الأكثر تضررا. وأوضحت أن مجهودات هذا الأسبوع الوقائي ستتركز على المستعملين الأكثر هشاشة (المشاة ومستعملو الدراجات)٬ من خلال ممارسات بسيطة من قبيل وضع الخوذة٬ ما من شأنه أن يساهم في إنقاذ مئات الأرواح على الطرقات، معربة عن امتنانها للعمل التضامني للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير بالمغرب٬ من خلال الهبة التي قدمتها (كميات من الخوذات) لفائدة مستعملي الدراجات. من جانبه٬ أشاد الكاتب العام لوزارة البنيات التحتية والنقل الطرقي السينغالي، سارية أوبا٬ بالمستوى المتميز للعلاقات القائمة بين المغرب والسينغال٬ كما يتضح من هذه الالتفاتة في مجال السلامة على الطرق. كما شدد على تظافر جهود الدولة وفاعلين من المجتمع المدني من أجل مكافحة فعالة لحوادث السير، معربا عن أسفه لتسجيل أعلى معدل وفيات بسبب حوادث السير٬ رغم كون القارة تسجل بها أدنى معدلات امتلاك السيارات. يذكر أنه جرى، بمناسبة إطلاق هذا الأسبوع٬ تنظيم مسيرة ضد حوادث السير انطلاقا من مقر سفارة المملكة المغربية في داكار. وجاب طلاب المدارس٬ وشخصيات سينغالية مشهورة، وفاعلون جمعويون٬ مختلف شوارع الحي"فان ريزيدونس "، وهم يحملون لافتات٬ تدعو مستعملي الطرق إلى توخي الحذر والتحلي بروح المواطنة على الطرقات.