فقدت الساحة الفنية العربية النجمة المصرية مديحة يسري، التي وافتها المنية صباح أول أمس الثلاثاء بأحد مستشفيات القاهرة، عن عمر يناهز 97 سنة، بعد صراع طويل مع المرض. المنتظر أن تتلقى أسرة الراحلة، التي شيع جثمانها بعد ظهر اليوم نفسه، واجب العزاء يوم السبت المقبل بمسجد الحامدية الشاذلية بالقاهرة. وخلف رحيل الفنانة المصرية، حزنا شديدا لدى أصدقائها وزملائها الفنانين، معتبرين أنها واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية في الأربعينيات، وأنها صاحبة سيرة فنية حافلة وروائع مصرية خالدة. اشتهرت الراحلة ببراعتها وقدرتها على تنويع الأدوار في العديد من الأعمال السينمائية والدرامية، كما حصلت على لقب سمراء الشاشة العربية، وفي رصيدها الفني العديد من الأدوار المهمة، التي صنعت منها نجمة متألقة تخطف قلوب عشاقها وجمهورها الذي ظل يتزايد خلال مسارها الفني. وحصلت الراحلة مديحة يسري، واسمها الحقيقي غنيمة حبيب خليل، من مواليد 1921 بالقاهرة، أخيرا على الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون. ووقفت الراحلة، الملقبة أيضا ب"سمراء النيل"، خلال مسارها الفني أمام أسماء فنية وازنة في السينما، أمثال محمد فوزي وعبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش ويوسف وهبي، ورشدي أباظة، وعماد حمدي. وبالمناسبة، قالت وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم في بيان، إن "السينما المصرية والعربية فقدت نجمة كبيرة طالما أثرت الساحة الفنية بأعمالها التي ستظل خالدة أبد الدهر"، مضيفة أن الراحلة تركت إرثا فنيا ضخما يتعلم منه الأجيال. وكان أول ظهور لمديحة يسري، التي اكتشفها المخرج محمد كريم، مع محمد عبد الوهاب في فيلم "ممنوع الحب" عام 1940 ، واختيرت واحدة من بين أجمل عشر نساء في العالم خلال حقبة الأربعينيات. ومن أبرز أعمالها "الأفوكاتو مديحة"، و"ابن الحداد"، و"حياة أو موت"، و"الخطايا"، و"ممنوع الحب"، و"لحن الخلود"، و "آه من الرجالة"، و"بنات حواء". وكان آخر ظهور سينمائي للراحلة في فيلم "الإرهابي" مع الفنان عادل إمام عام 1994 ، فيما اعتبر آخر أعمالها التلفزيونية مسلسل "هوانم غاردن سيتي" عام 1997 ، واختيرت عضوا بمجلس الشورى عام 1998 بقرار من الرئيس الأسبق حسني مبارك.