تشكل أيام العيد السعيد أو النزهات خارج المنزل وتناول الطعام بالخارج مع العائلة مناسبة غالبا ما يتعرف فيها الأطفال على أحد المشروبات التي لا تناسبهم إطلاقا من خلال تقديمها لهم، وخاصة المشروبات الغازية، حيث أصبح من المألوف أن تجد طفلا بعمر الثلاث أو الخمس سنوات أو أقل من ذلك يحمل زجاجة لمشروب غازي أو تجده في الرضاعة الخاصة به بدل الحليب أو الماء، مما قد يستغرب له البعض، ولكنها للأسف الحقيقة حيث يكون الآباء رفقة أطفالهم فرحين بما يقدمون لهم لاعتقادهم أنه نوع من الرفاهية غير مبالين بالأضرار التي قد يسببها تعاطي ابنهم في هذه السن الصغيرة لهذا المشروب الذي لا يتحمله بعض الكبار فما بالك بالأطفال الصغار، وهذا السلوك من طرف الآباء لا يقتصر على فئة مجتمعية معينة، بحيث يمكن أن تلاحظه عند جميع الفئات الاجتماعية والاقتصادية بغض النظر عن مستواهم المعيشي والثقافي، إذ أن الوعي بخطورة تقديم المشروبات الغازية للأطفال في سن صغيرة وبوتيرة مرتفعة ضعيف للأسف، يكفي أن يعلم الأب أو الأم أن علبة معدنية واحدة من المشروب الغازي تحتوي على 35 غراما من السكر الخالص أو ما يقدر ب 7 إلى 8 قطع صغيرة من السكر أو ما يعادل 6 قطع حلوى أو ما يعادل على أقل تقدير 140 سعرة حرارية نسميها في المصطلحات الخاصة بالحمية طاقة فارغة، لأنها لا تمد الجسم بأي عناصر غذائية تذكر فقط طاقة زائدة تشكل عبئا على الجسم.