هل كنتم تتوقعون إقصاءكم، كجالية مغربية مقيمة في الخارج، من المشاركة في انتخاب 25 نونبر؟ لا بد من الإشارة إلى أن الجالية المغربية بالخارج أسعدها القرار الملكي الوارد في خطابي 05/11/2005 و09/03/2011، والذي كان واضحا وجليا، حيث تضمن تعليمات للحكومة بفتح كل الفضاءات وأنماط المشاركة للجالية المقيمة بالخارج، إلا أنه لا الحكومة السابقة ولا الحالية تعاملت مع ما جاء في الخطابين الملكيين بشكل جدي، ولا عملت على تفعيل مضامينهما. إذن، ما هو سبب هذا الإقصاء؟ الحقيقة التي لا تخفى على كل متتبع للشأن السياسي المغربي هي أن سبب الإقصاء يعود فقط إلى حسابات حزبية ضيقة، وإلى الخوف من نتائج التصويت؛ فأحزاب الأغلبية تكونت لديها قناعة بأن جل المقاعد التي قد تخصص لهذه الجالية -إن لم تكن كلها- لن تكون من نصيب الفاسدين. هل قمتم بتحركات من أجل الإلحاح في المطالبة بحق الجالية في التصويت؟ الجالية لم تيأس ولن تيأس أبدا؛ فبعد نضال طويل وشاق لانتزاع حقها الدستوري، لم يعد أمامها إلا اللجوء إلى القضاء، وهذا ما تم فعلا؛ فالأمر اليوم معروض على المحكمة الإدارية بالرباط، والتي لن تتأخر في إنصافنا تفعيلا للقرار الملكي ولما كرسه الدستور الجديد، وحتى لا نبقى مواطنين ناقصي المواطنة ومن الدرجة الثانية ومعرَّضين لسلوكيات الماضي، وحتى نساهم في تغيير الواقع السياسي المغربي الذي يعاني من الاختلالات والركود. عبد الحي العمراني أشغاف - محام وفاعل جمعوي في إسبانيا