مدير منظمة الصحة العالمية: "جزء كبير من سكان غزة يتضورون جوعا... لا أعرف ماذا يمكن تسمية الأمر غير مجاعة جماعية"    جمهورية غامبيا تجدد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لمغربية الصحراء (فيديو)        طارق السكتيوي: اللاعبون المدعوون يتوفرون على الخبرة اللازمة لخوض غمار كأس إفريقيا للاعبين المحليين        نرجس الحلاق تعلن طلاقها للمرة الثانية وتودع زوجها بكلمات مؤثرة    الدرك يعتقل بارون مخدرات نواحي اقليم الحسيمة مبحوث عنه وطنيا    انعقاد مجلس الحكومة غدا الخميس    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الإنخفاض    الصين تدعم المغرب لتطوير شبكة السكك الحديدية عبر أسرع قطارات العالم    جمعية أمل إنزكان تفوز بكأس العرش للسباحة بالزعانف    في المؤتمر الإقليمي السابع للحزب بتطوان .. إدريس لشكر: سيكتمل انفتاح تطوان المتوسطي بواسطة ميناء الناظور، الذي سيجعل من هاتين المدينتين مفتاحا لكل العمليات التجارية والاقتصادية    وكالة بيت مال القدس الشريف توقع اتفاقية مع مستشفى المقاصد لإيواء مرضى ومرافقيهم من قطاع غزة            يواجهن منتخب نيجيريا يوم السبت في نهائي قوي .. ضربات الترجيح تُقَرِّبُ لبؤات الأطلس من لقبهن القاري الأول    الحج ‬إلى ‬أقاليم ‬الله ‬المباركة‮! .. منعطف المشاعر    اشغال اللقاء التواصلي والاستشاري لتجويد أشغال الشرفة الأطلسية بالعرائش        الكنيست يؤيد بالأغلبية اقتراحا يدعم "ضم" الضفة الغربية المحتلة    رحيل الفنان التشكيلي عفيف بناني.. أحد رواد الريشة المغربية وصاحب "قصبة تينزولين"    فن اللغا والسجية.. مولات السر سوليكا القديسة/ ديوان تلاميذي تجربة رائدة اولاد العرام ديوان يعكس المجتمع (فيديو)    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    رقصة الافعى محور الندوة العلمية لمهرجان ايقاعات لوناسة بتارودانت    اختتمت المعرض الجهوي للمنتوجات الفلاحية بإقليم الحسيمة    غامبيا تجدد دعمها لسيادة المغرب على الصحراء وتأييدها الكامل لمخطط الحكم الذاتي    تسجيل أكثر من 100 ألف عضة و33 وفاة بالسعار في 2024 بالمغرب    لأول مرة بإفريقيا.. المغرب ينجح في زراعة جهاز تنظيم ضربات القلب اللاسلكي    تنظيم مهرجان كانگا إفريقيا 2025 بتارودانت    غدا تنطلق فعاليات الدورة 19 لمهرجان تويزة    ترامب يعلن عن اتفاق تجاري مع اليابان يتضمن خفض الرسوم الجمركية إلى 15%    أمن أكادير يحقق في دخول سيارة أجنبية إلى رمال الشاطئ    غزة تموت جوعا… التجويع الإسرائيلي يقتل 10 فلسطينيين خلال 24 ساعة    مهرجان "إيكودار" يعود في دورته السابعة بإداوكنظيف: الثقافة الحية عنوان للاحتفاء بالتراث والتنمية    معرض الصناعة التقليدية والفن التشكيلي يضيء فعاليات ربيع أكدال الرياض في دورته الثامنة عشرة    قيوح يشرف على إطلاق أشغال تهيئة المنطقة اللوجيستيكية أولاد صالح بإقليم النواصر    نقابة تحذر من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب وتشكك في معدل النمو    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون المتعلق بتنظيم المجلس الوطني للصحافة    المغرب يتجه نحو إصلاح جذري في السياسة الدوائية    دراسة: متلازمة القولون العصبي لا ترتبط بحساسية الغلوتين        أنفوغرافيك | ماذا نعرف عن موقع المغرب في مؤشر المواطنة العالمي لسنة 2025؟    ارتفاع الأسهم الأوروبية بعد اتفاق تجاري بين واشنطن وطوكيو    المغرب ثاني أكثر دولة في العالم استهدافا بالهجمات السيبرانية خلال أسبوع    الصين تفتح سوقها أمام المغرب: إعفاء جمركي شامل يدعم المبادلات التجارية ويعزز الشراكة الاستراتيجية    الجديدة: موسم التين للتبوريدة في نسخته الثانية    باكستان: 221 شخصا لقوا مصرعهم في الأمطار الموسمية    اليوم العالمي للدماغ يسلط الضوء على تحديات الأمراض العصبية المتزايدة    السر في ملعب الحسن الثاني … لماذا يؤجل الفيفا الإعلان عن ملعب نهائي كأس العالم 2030 …؟    النهضة البركانية تحتفي بدرع البطولة    بنك المغرب يختبر العملة الرقمية    لاعب اتحاد طنجة عبد العالي معاطي يستعد لمغادرة الفريق نحو الزمالك    كاتب إسرائيلي: إسرائيل تُنفذ الآن خطة نازية للتطهير العرقي في غزة    ‮ «‬تهريج‮»،‮ ‬و«بلطجة‮» ‬و‮… ‬حكامة بلا سياسة‮!‬    زمن النص القرآني والخطاب النبوي    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حالات التنافي.. وحالات التناسي
نشر في المساء يوم 24 - 12 - 2011

أتاح انتخاب كريم غلاب رئيسا لمجلس النواب الفرصة لنواب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لاختبار قدراتهم في ممارسة المعارضة السياسية، وتبين من خلال موقف الحزب، الذي جسده تدخل عبد الهادي خيرات، أنه بالرغم من السنوات التي قضاها حزب المهدي بنبركة في الحكومة، فإنه لا يعاني من ضعف التنافسية السياسية، وأن نوابه بدؤوا يستأنسون تدريجيا
بفكر المعارضة الذي لا ينبني فقط على نظرية وجودية تقول «أنا أعارض إذن أنا موجود»، بل على استعداد فطري وفكري لممارسة المرتد السريع.
وانتصبت علامة مرورية أمام وزير التجهيز ومهندس مدونة السير، تقول لغلاب «قف هناك حالة تناف»، وفي رواية أخرى قف إن رادار المعارضة قد رصد تسرعا في وصول الوزير إلى كرسي الرئاسة.
أعادت نبرة ابن أولاد سعيد إلى الأذهان غارات الاتحاديين على الأغلبية، والجدل الذي شهده مجلس النواب في عهد الملك الراحل، وفتوحات فتح الله ولعلو قبل أن يفتح الله عليه بمنصب وزير المالية، الذي حوله إلى شخص مهادن يجد في الأزمات المالية العالمية مبررا لممارسة سياسة التقويم الاجتماعي وترشيد الإنفاق والنفاق.
أثار الاتحاديون قضية التنافي واضطر كثير من البرلمانيين، الذين لازالوا يحملون على ظهورهم علامة 90، التي يضعها عادة سائقون في طور التجربة، إلى الرجوع إلى الترسانة القانونية لفهم مبدأ التنافي الذي فضل كثير من المسؤولين أن يتعاملوا معه بنوع من التناسي.
حالات التنافي لا تقتصر على المشهد السياسي، لكن اللغط حولها يكبر كلما تم اكتشاف حالة ما، فتبادر النخب إلى التلويح براية الشرود كما يفعل حكام الشرط في مباريات الكرة حين يضبطون حالة تسلل.
ولأن العضوية في مجلس النواب تتنافى مع الصفة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، فإن عضوا في المجلس المذكور ضرب كفا بكف بعد أن تبين له أن كراسي مجلس النواب محظورة على منظري الاقتصاد والاجتماع. وتتنافى العضوية في مجلس النواب مع مهام رئيس مجلس الإدارة ومدير عام كي لا يتحول عند اختبار الأسئلة الشفوية إلى أستاذ وتلميذ.
حالات التنافي تمنع الموظفين السامين وكبار المسؤولين من الجمع ما بين السلطة والاشتغال في عالم المال والأعمال، لأن الجمع بين سلطة المال وسلطة القرار تمنحك سلطة غير مرئية هي سلطة سلاح كاتم للصوت تدافع به عن الفساد.
في عالم التجارة تتجسد حالات التنافي في الجمع بين المهن الحرة والوظيفة العمومية، فكثير من مسؤولي القطاع الصحي يملكون مصحات خصوصية، دون أن يمسهم مكروه لأنهم ملقحون ضد التنافي.
وضرب إعصار التنافي مهنا أخرى، إذ منع على العدول ممارسة التجارة كي لا يمزج العدل بين كتابة عقود النكاح ومهنة متعهد حفلات.
وفي القطاع الرياضي تتعدد حالات التنافي، إذ لا يجد رئيس فريق حرجا في إبرام صفقات مع شركاته، بل إن رئيسا سابقا للوداد البيضاوي كان يحرص على أن يقيم لاعبو فريقه في الفندق الذي يملكه، وحين تأخر النادي عن دفع فواتير الإقامة قرر رفع دعوى على النادي، فاستعصى على المحكمة فهم مفارقة غريبة، فالمدعي والمدعى عليه شخص واحد.
ومن مشاهد حالات التنافي في قطاع التربية والتعليم وجود رجال تعليم على رأس جمعيات الآباء، مما يمكنهم من احتلال مواقع أخرى تجعل مدير المؤسسة تحت رحمتهم.
ومن المشاهد التي تكشف عيوب حالات التنافي في القطاع الاجتماعي، وجود رئيس جمعية خيرية في ضواحي آسفي يزود المؤسسة بالمواد الغذائية بأثمنة غير تفضيلية بعد أن فضل عدم اللجوء إلى مساطر الصفقات العمومية لأن «الصفقة» في المقربين أولى.


حسن البصري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.