انتخاب السجلماسي أمينا عاما للاتحاد من أجل المتوسط

خلفا للعمراني الذي تم تعيينه وزيرا منتدبا في الخارجية

تم انتخاب فتح الله السجلماسي، مدير الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، أمس الجمعة، بالإجماع أمينا عاما للاتحاد من أجل المتوسط، خلال اجتماع لكبار موظفي الاتحاد عقد ببروكسيل،
ليعوض السجلماسي بذلك مواطنه يوسف العمراني، الذي غادر المنصب بعد تعيينه وزيرا منتدبا لدى وزير الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني.
وكان السجلماسي الذي عينه الملك محمد السادس، في 2 يوليوز 2009، مديرا للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، قد شغل عدة مناصب أكسبته، حسب المراقبين، دراية كافية بالإكراهات والإشكالات الاقتصادية والاجتماعية في دول البحر الأبيض المتوسط، وهو المعطى الذي قد يساعده، حسب المهتمين، في منصبه الجديد بغية «إحياء» الاتحاد المتوسطي الذي يراهن عليه المغرب من أجل تعزيز تواجده بالمنطقة، ويريد الحفاظ عليه كإطار قد يصلح للمستقبل إذا ما تغيرت الظروف الإقليمية والدولية، أو في حال إخفاق المساعي الجارية حاليا إلى إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي.
ويبلغ فتح الله السجلماسي من العمر 45 سنة، وهو خريج معهد الدراسات السياسية بغرونوبل، حيث حصل على دبلوم في الدراسات المعمقة في الاقتصاد الأوربي (1989)، كما حصل على الدكتوراه في الاقتصاد الأوربي بجامعة العلوم الاجتماعية بغرونوبل سنة 1998. وعمل السجلماسي ما بين 1989 و1992 بالبنك التجاري للمغرب، حيث تولى بالخصوص منصب ممثل البنك في ميلانو (1990 - 1992).
وبعد ذلك عين مسؤولا مكلفا بملف المفاوضات مع الاتحاد الأوربي بديوان وزير التجارة الخارجية (أبريل 1992 -أبريل 1993)، كما تولى منصب رئيس قسم العلاقات التجارية الثنائية بوزارة التجارة الخارجية (أبريل 1993 دجنبر 1994)، قبل أن يعين مديرا للعلاقات التجارية الدولية بالوزارة نفسها (دجنبر 1994 -1999).
وشغل السجلماسي أيضا منصب مدير للتعاون متعدد الأطراف سنتي 1999 و2000، قبل تعيينه من قبل الملك سفيرا للمغرب رئيسا لبعثة المملكة لدى الجماعات الأوربية ببروكسيل ومديرا للشؤون الأوربية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون.
وشغل السجلماسي كذلك منصب سفير لدى منظمة حلف شمال الأطلسي سنتي 2003 و2004، وفي نونبر 2004 عين الملك فتح الله السجلماسي سفيرا للمغرب بالجمهورية الفرنسية.
وكان فتح الله السجلماسي، الذي يتقن اللغات العربية والفرنسية والانجليزية والإيطالية، قد شارك وترأس العديد من المفاوضات الاقتصادية الدولية، خصوصا اتفاقية الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوربي (1992 -1995) والمفاوضات مع الولايات المتحدة وعدد من البلدان العربية والإفريقية، إلى جانب مشاركته في مسلسل برشلونة وفي تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط.