زليخة نصري تُرتب زيارة الملك لآسفي

قامت زليخة نصري، مستشارة الملك، قبل يومين بزيارة خاطفة لمدينة آسفي لترتيب الزيارة الملكية وضبط العديد من التفاصيل التقنية، وفي هذا الصدد زارت المستشارة الملكية السجن المحلي للمدينة واجتمعت فيه بالطاقم الإداري، وزارت الأجنحة والممرات التي سيتفقدها الملك شخصيا خلال زيارته المقررة يوم غد الأربعاء أو يوم الخميس على أبعد تقدير.
واستنادا إلى مصادرنا، فإن زليخة نصري وقفت على بعض التفاصيل الدقيقة بداخل السجن، ويتم حاليا تنفيذ توجيهاتها حتى تتم الزيارة الملكية للمدينة وللمؤسسة السجنية «بدون مفاجآت»، و«وفق ما تمت دراسته وإعداده»، في وقت يشدد مصدر من داخل السجن المحلي لآسفي على أن ما سيتفقده الملك معد سلفا، وأن باقي الأجنحة التي لن يزورها ويتفقدها محمد السادس «هي التعبير الحقيقي لمعاناة السجين من ظروف الاكتظاظ والتغذية الرديئة والاستشفاء المنعدم»، على حد قوله. هذا، وطالب سجناء في اتصال لهم مع «المساء» بأن يخرق الملك القاعدة ويتفقد ما وراء البرنامج المعد سلفا، حتى يقف بنفسه على واقع السجن المحلي لآسفي، موضحين أن الإدارة الحالية والسابقة هي التي تشرف وتسير جمعية لمساعدة السجين، وأن غموضا كبيرا يلف ماليتها ومصادر تمويلها وطرق جمع الإعانات التي تتم خارج تراخيص الأمانة العامة للحكومة، وأن لها صبغة سياسية ظهرت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي ترشح فيها أحد أعضائها، وكانت جمعية مساعدة السجين قاعدة انتخابية خلفية. وعلى صعيد آخر، حلت أول أمس بولاية آسفي لجنة تفتيش خاصة لم يكشف إلى حد الآن عن الجهة التي تتبعها إداريا للتحقيق في ما اعتبر غشا في شراء تجهيزات البُنى التحتية والتزيين الذي خصص لإعادة هيكلة المدينة القديمة لآسفي، وهو المشروع الذي أطلقه الملك خلال زيارته الأخيرة للمدينة قبل سنة، وينتظر أن يقف شخصيا على التقدم الحاصل في الأشغال بعد غد الأربعاء أو الخميس، التاريخ المعلن للزيارة الملكية.
واستنادا إلى مصدر قريب من الولاية، فإن لجنة التفتيش وقفت على مفارقات ضخمة بين جودة المواصفات المكتوبة على فواتير شراء التجهيزات وبين ما تم إنجازه على أرض الواقع من مالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خاصة نوعية الخشب ومربعات التبليط الأرضي التي تلاشت كميات ضخمة منها قبل حتى أن يتم تركيبها على أرضية المدينة القديمة من ساحة الديوانة إلى باب الشعبة.
وحسب ذات المعطيات، فإن جودة ما تم إنجازه يتناقض كليا مع طبيعة فواتير الشراء، وأن اللجنة وقفت ميدانيا على العيوب الكبيرة التي رافقت وترافق عملية الإصلاح، في وقت أبلغ فيه عامل بناء «المساء» بكون مربعات التبليط «من أردأ وأرخص ما يوجد في السوق، وأنها تتكسر قبل حتى أن يتم تركيبها وتثبيتها فوق الأرض، وأن أعدادا لا تحصى تكسرت خلال نقلها، ولم تعد صالحة لأي شيء»، على حد قوله.