صدر لعبد الهادي التازي كتاب جديد يتضمن تحقيقا لرحلة ابن عثمان المسطاسي المكناسي تحت عنوان «البدر السافر لهداية المسافر إلى افتكاك الأسارى من يد العدو والكافر». وقد صدر الكتاب عن «المجلة العربية» في الرياض، وهو بتقديم وتعليق لعبد الهادي التازي٬ عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة وعضو أكاديمية المملكة٬ للرحلة التي قادت ابن عثمان في مهمة دبلوماسية عام 1782، من طنجة الى قادس ومالطة ونبولي وصقلية٬ ضمن مساع إلى افتداء الأسرى. ويعد التازي أن سفارة ابن عثمان كانت واحدة من أهم سفارات السلطان سيدي محمد بن عبد الله الى الدول الأوربية٬ الى جانب الطاهر فنيش لفرنسا وابن عبد الملك للنمسا. وحمل ابن عثمان رسائل الى ملوك أوربا، تتضمن الدعوة الى القضاء على الرق والانضمام إلى مضمون تصريح صدر عن ملك المغرب عام 1777 حول القضاء على الرق في العالم. وتضمنت الرحلة تقريرا عن الحالة الحضارية للمناطق التي زارها السفير ومدى التقدم العلمي والتطور السياسي الذي حققته الدول التي توجد على الضفة الأخرى للمتوسط. ويضم الكتاب معلومات تصور أحوال البلاد الأوربية ونظمها. وتتنوع انطباعات صاحب الرحلة بين نقل وقائع المهمة الرسمية والجانب السياحي، المتمثل في العادات والمعالم التاريخية. وإضافة إلى تقديم للمحقق، يتضمن عرضا للسياق التاريخي الذي عاصره ابن عثمان وجوانب من سيرته الذاتية٬ يتوزع الكتاب على أربعة فصول٬ تتناول «طنجة -قادس» ومالطة في رحلة السفير ابن عثمان» و»نابولي في مذكرات السفير ابن عثمان» و»صقلية».