يحار الفرنسيون حاليا بخصوص اللقب الذي سيطلقونه على فاليري تيرفيلر، رفيقة رئيسهم الجديد فرانسوا هولاند. منهم من ينادونها السيدة الأولى ومنهم من يطلقون عليها، ساخرين، لقب «الآنسة الأولى». تريفيلر تؤكد من جهتها استعدادها للعب دور السيدة الأولى دون أن تتحدث عن إمكانية عقد قرانها رسميا بهولاند. تتملك الفرنسيين حيرة كبيرة بخصوص الوصف الذي سينعتون به فاليري تريفيلر، رفيقة رئيسهم الجديد، فرانسوا هولاند. وقد أصبحت هذه القضية مثار جدل وسخرية أحيانا في مختلف وسائل الإعلام الفرنسية. تارة، تدكر فاليري باسم «السيدة الأولى»، ولاسميا من قبل المنابر الإعلامية المقربة من الاشتراكيين، في الوقت الذي يحلو لآخرين وصفها ب»الآنسة الأولى» في فرنسا. وهكذا، انتقلت تريفيلر من مجرد صحافية إلى السيدة الأولى في الجمهورية الفرنسية. المثير أن هذا اللقب منح لها دون أن تكون متزوجة بشكل رسمي من الرئيس الجديد للبلاد. وكان هولاند قد تعرَّف على تريفيلر قبل أربع سنوات فقط. أبدت تريفيلر، الصحافية المتخصصة في الشؤون السياسية، استعدادها لتلعب دور السيدة الأولى في فرنسا وأوضحت، في هذا الإطار، أنها لا ترى «صداما بين مركز السيدة الأولى في المجتمع واحترامي مهنة الصحافة». وتردف ف أنها «لن تتوقف في كل الأحوال، حتى مع انتخاب رفيقها هولاند، عن المطالبة بتقديم المساعدات لأطفال الصومال أو للسيدات من أصول مهاجرة في أحياء فرنسا الفقيرة». غير انها أكدت أنها غير مستعدة للتنازل عن دور الأم العاملة التي تكدّ من أجل تربية وتنشئة أبنائها. فهي مطلقة ولها أبناء. وقالت: «أنا في حاجة إلى كسب عيشي لتربية أطفالي الثلاثة، فأنا لست مختلفة عن باقي الفرنسيين.. وليس لفرانسوا ولا للدولة التكفل بمصاريف أطفالي». السيدة الأولى أو الآنسة الأولى دافعت تريفيلر بقوة عن اختيار الفرنسيين لها سيدة أولى بانتخابهم هولاند رئيسا للبلاد وأكدت أن «فراسنوا رجل متواضع، وعلى المستوى الشخصي ليست لديه أي مشكلة للتعبير عن عواطفه»، وأضافت أن «ما يظهر عنه هو الواقع، ليست هناك شخصية أخرى مختبئة لهولاند، سيكون رئيس دولة جدير بالاحترام والصدق، والفرنسيون لن يندمون أبدا على اختياره ولا أنا». ومعلوم أن هولاند، بدوره، مطلق وله أربعة أبناء من سيغولين روايال، القيادية الاشتراكية الفرنسية، التي خاضت غمار الانتخابات الرئاسية في 2007 وانهزمت أمام الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. وكان لافتا غياب أبناء هولاند عن حفل تنصيب والدهم رئيسا جديدا للبلاد. ولم يتأكد ما إذا كان قرار هولاند إسناد لقب «السيدة الأولى» إلى رفيقته السبب المباشر في غيابهم. وأثارت تريفلر جدلا في الأيام الماضية، بعد أن أقدمت إذاعة «إر تي إل»، الباريسية، على اتخاذ قرار بطرد الصحافي بيير سالفياك من العمل فيها، لأنه نشر تغريدة على حسابه في «تويتر» تتضمن إساءة إلى عموم النساء العاملات في مهنة الصحافة، وبالأخص فاليري تريفيلر، شريكة حياة الرئيس المنتخب حديثا فرنسوا هولاند. ولم ينجح الصحافي في تسوية الأمور رغم تقدمه باعتذار علني لفراسنوا هولاند. ستقوم تريرفيلر بدور «السيدة الأولى» في فرنسا طيلة خمس سنوات المقبلة. وكانت قد لعبت دورا كبيرا في تعزيز موقعه في الحملة الممهدة للانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة عبر المقابلات الصحافية وشبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى حضورها الملفت في التجمعات الانتخابية. وتنحدر فاليري تريرفيلر، التي تبلغ من العمر 47 سنة، من عائلة متواضعة. وهي شخصية معروفة في عالم السياسة والمشاهير والفن، لأنها كانت صحافية متميزة في مجلة «باري ماتش»، قبل أن تقترن صورتها بالرئيس الجديد لفرنسا. وولدت تريرفيلر من أم تعمل في محطة تزلج في مدينة إنجيي الفرنسية. وقد توفي والدها حين كانت في العشرين من عمرها. ورغم أنها كانت وجها مألوفا في عالم المشاهير، فإن شهرتها بلغت أوجها بعد اقتران صورتها بالرئيس الفرنسي الجديد. وسطع نجمها قبل نحو سنة بعد شروع هولاند في الإعداد لخوض غمار الانتخابات الرئاسية. أدوار انتخابية إذا كانت تريفيلر تؤكد أنه لم يكن لها أي دور ولا تأثير في الحملة الانتخابية لرفيقها، حيث قالت إن «هولاند كان يصغي إليها لكنه لا يعمل إلا ما يراه صائبا»، فإنها أكدت في تصريحات صحافية أنها «كانت حريصة دائما، طيلة الحملة الانتخابية، رغم كثرة الانشغالات، على البقاء قرب هولاند إلى درجة أنها قالت في تصريحات صحافية إنها كانت تترصد وقتا من أجل التجول معه في الغابة بعيدا عن الانشغالات وضغط المواعيد التي فرضتها الحملة. وحرصت تريفيلر، في بداية حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، على تركيز عملها في الكواليس من خلال تقديم المشورة بالنسبة إلى الاتصالات أو الدفاع عن صورة هولاند في وسائل الإعلام.. لكنْ سرعان ما أصبح دورها أكثر وضوحا واتخذت لها موقعا في المقاعد الأمامية فى الاجتماعات والتجمعات الانتخابية لهولاند. وكان واضحا أن تريفيلر كانت تعمل على تويظف خرجاتها الإعلامية من أجل تدعيم موقع هولاند في السباق إلى قصر الإليزي. وفي هذا السياق، نُقل عنها قولها: «لا يحب فرانسوا هولاند إغلاق الأبواب في البيت ولا حتى أبواب الخزانة»، وأضافت: «فهمت من ذلك أنه لا يغلق الباب في وجه أحد وأنه لا يملك شيئا يخفيه». كما أنها لم تتردد في مهاجمة ساركوزي حين ألمح إليها في تصريحاته الانتخابية. وخاطبت الرئيس الفرنسي السابق في غمرة الحملة الانتخابية قائلة: «لا أفهم تصرفه، من العيب أن يهاجم شخص امرأة»، ووصفت تصريحاته بالسلوك «غير الجدير بالاحترام من رئيس جمهورية». وقالت الصحف الفرنسية أيضا إن تيرفيلر لعبت دورا كبيرا في الشكل الجديد الذي يظهر به حاليا. ففي الأشهر الماضية، تمكّنَ من إنقاص وزنه بحوالي 10 كيلوغرامات في وقت وجيز. وترجّح وسائل الإعلام الفرنسية أن يكون الرئيس الجديد أقدم على تنفيذ برنامج لإنقاص الوزن بإيعاز من تريفيلر. عراقيل بروتوكولية يتوقع متتبعو الشأن السياسي الفرنسي أن يخلق عدم ارتباط هولاند بتريفيلر بعقد زواج رسمي مشاكل للرئيس الجديد، خصوصا في زياراته الخارجية. فلن تسمح القواعد البروتوكولية لدول كثيرة، تربط بعضَها علاقات كثيرة بفرنسا، لهولاند باصطحاب تيرفلر في زياراته إليها. وما يزال الفرنسيون يتذكرون كيف أقدمت المملكة العربية السعودية على رفض مرافقة كارلا بروني لنيكولا ساركوزي في زيارة رسمية له إلى الرياض قبل أن يقرر ساركوزي الزواج رسميا من بروني. ولا تحدد القوانين الفرنسية، على غرار المعمول به في العديد من الدول، مهام السيدة الأولى، حيث تترك لهن حرية اختيار القضايا التي سيولينها اهتماما خاصا. وكانت برناديت شيراك، زوجة الرئيس السابق جاك شيراك، قد اشتهرت بإطلاقها حملات لجمع النقود الصفراء لفائدة المحتاجين، في الوقت الذي كانت أعمال كارلا بروني تتركز على القضايا الاجتماعية، وفي مقدمتها محاربة السرطان. واليوم تطرح تساؤلات عن طبيعة القضايا التي ستوليها السيدة الأولى الجديدة اهتماما كبيرا.