كشفت مجريات التحقيق في محاولة تهريب سبعة أطنان من مخدر الشيرا نحو بريطانيا عبر ميناء أكادير عن مجموعة من الحقائق الجديدة، ويتعلق الأمر بكون الأسماك المحشوة بمخدر الشيرا كان يتم تصديرها باسم شركة إسبانية وهمية أسسها المتهم الرئيس في القضية بمدينة العيون، كما أن عملية حشو سمك الحبار بالمخدرات كانت تتم داخل معمل بمدينة العيون متخصص في تجميد سمك السردين الموجه للتصدير، وبواسطة عمال غرباء عن المعمل يتم استقدامهم لهذا الغرض كما يتم استبعاد العمال الدائمين في الأوقات التي يتم فيها إعداد الكمية المحشوة بمخدر الشيرا الموجهة للتصدير. هذا، وورد في حيثيات التحقيق مع المتهمين في هذه القضية أن الشركة التي تولت عملية تعشير الحاوية التي كانت محملة بالمخدرات قامت باستغلال القن السري للمعشر الأصلي الحاصل على الترخيص وقامت بناء على ذلك بتقديم تصريحات جمركية لفائدة الشركة المصدرة. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تهريب هذه الكمية التي تم ضبطها مؤخرا بل سبقتها عمليات مماثلة لم يتم ضبطها، والتي تمت عن طريق حشو سمك الحبار في ظروف وملابسات مماثلة. هذا وقد تم اعتقال سبعة أشخاص على ذمة التحقيق في هذه القضية، بمن فيهم مالك الشركة المصدرة المتهم الرئيس، حيث تم اعتقال مستخدم بالشركة المصدرة، والذي يعمل كمراقب للعمال وأكد أن أحد مساعدي مالك الشركة يحضر عمالا غير أصليين إلى الشركة للإشراف على تجميد سمك الحبار الذي وجدت بداخله كمية الشيرا التي كانت موجهة للتهريب، كما تم اعتقال حارس الشركة، والذي نفى علمه بدخول أي كمية من مخدر الشيرا إلى الشركة، مبرزا أنه كان يغادر مقر عمله في بعض الأوقات بأوامر من أحد معاوني المتهم الرئيس. واعتقل على خلفية هذه القضية شخص كان يقوم بمهمة التوسط من أجل اقتناء الأسماك الموجهة للتصدير بما فيها سمك الحبار، إضافة إلى محاسب بإحدى شركات التعشير، والذي أكد أنه هو من أعد ملف تعشير الحاوية التي كانت محشوة بالمخدرات، مضيفا أنه لم يحضر عملية شحن الحاوية موضوع البحث وقام بمرافقة الجمركي الذي وضع الختم عليها، كما تم اعتقال مسيرة شركة النقل المالكة للشاحنة التي نقلت الحاوية كما تم اعتقال السائق. ويواجه المتهمون في هذه القضية تهمة تكوين شبكة لحيازة المخدرات ونقلها والاتجار فيها على الصعيد الدولي ومحاولة تصدير بضاعة محظورة بدون تصريح ولا ترخيص، وكذا مسك مواد معدة للتغذية البشرية خطيرة على الصحة وانتحال صفة.