تقوم بعثة تجارية إسبانية تضم عددا من أرباب المقاولات بزيارة للمغرب من 15 إلى 19 أكتوبر القادم بهدف استكشاف فرص الاستثمار المتعددة التي تتيحها المملكة. وعلم لدى المنظمين، أول أمس الاثنين، أن هذه البعثة التي تنظمها الوكالة الأندلسية للنهوض الخارجي، التابعة للحكومة الجهوية للأندلس، ستتوجه إلى كل من الرباطوالدارالبيضاء للاطلاع على فرص الأعمال وعقد اتصالات مع رجال الأعمال المغاربة. ويضم برنامج البعثة لقاءات مع المستوردين والمزودين والواصفين المغاربة، فضلا عن زيارات لعدد من المقاولات المتخصصة في مجال التجهيز والسكنى. وأوضح المنظمون في بلاغ لهم أن المغرب يشكل وجهة «هامة للاستثمارات العقارية والسياحية التي تتيح فرصا هائلة في قطاع التعمير»، مسلطين الضوء على المبادلات التجارية بين إقليم الأندلس والمغرب. وذكر المصدر ذاته أن المغرب يعد الوجهة الأولى للصادرات الأندلسية، حيث بلغت قيمة هذه الأخيرة خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية 526 مليون أورو، أي ما يعادل 20.8 في المائة من إجمالي الصادرات الإسبانية. تجدر الإشارة إلى أن الوكالة الأندلسية للنهوض الخارجي تعمل على تعزيز تدويل الشركات الأندلسية وجلب الاستثمار الخارجي نحو الأندلس. وتتوفر هذه الوكالة على شبكة واسعة من المكاتب موزعة على 21 دولة، من بينها المغرب الذي يحتضن فرعا لها بالعاصمة الاقتصادية منذ سنة 2004. ويبدو أن المغرب تحول إلى الملاذ الأقرب للمستثمرين الإسبان، الذين ما فتئوا يقومون بدراسات حوله من أجل استكشاف فرص الاستثمار في بلد يعتبرونه الأقدر على مساعدتهم للخروج من الأزمة المالية الحالية. وحسب المعهد الإسباني للتجارة الخارجية (إيسيكس)، فإن «المغرب يعتبر بدون أدنى شك السوق الأكثر استقرارا في شمال إفريقيا». ويضيف المعهد أن هذا البلد «يمر بأطول فترة من الاستقرار الماكرو اقتصادي يظل نسبيا بمنأى عن الأزمة الاقتصادية العالمية مما يمكنه من تنفيذ مخطط طموح للإصلاحات القطاعية وتشييد البنيات التحتية». وأشار المعهد الإسباني، الذي نظم بتعاون مع شركاء مغاربة وإسبان الدورة السابعة لمنتدى الاستثمارات والتعاون في مجال الأعمال بين المغرب وإسبانيا يومي 19 و20 يونيو الماضي بمدينة الدارالبيضاء إلى اتفاقيات التبادل الحر الموقعة من قبل المغرب والتي تمكن المستثمرين من ولوج أسواق محتملة تضم حوالي مليارا من المستهلكين. وفي هذا الصدد، أبرز المعهد الاسباني للتجارة الخارجية العديد من الامتيازات التي يوفرها المغرب وخصوصا الإطار القانوني الذي تم وضعه لفائدة المستثمرين الأجانب والقرب الجغرافي وتكاليف الإنتاج، مشيرا إلى أن هذه المزايا جعلت من المملكة «أحد البلدان الأكثر جاذبية بالنسبة للشركات الإسبانية».