وضعت المصالح الأمنية بمدينة شيشاوة حدا لمغامرات محام «مزور»، انتحل اسم أحد المحامين البيضاويين، الذي انتقل إلى دار البقاء منذ سنوات، وشرع في التنقل صوب المحاكم وأقسام الشرطة للدفاع عن مواطنين، مقابل الحصول على أموال. المعلومات التي حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة من المدينة تفيد بأن المحامي «المزور»، حضر إلى المحكمة بمدينة شيشاوة (القاضي المقيم)، يوم الأربعاء الماضي، للمرافعة في ملف أحد المواطنين، موهما القاضي وممثل النيابة العامة وكاتب الضبط وجل الحاضرين بأنه محام حضر من العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، قاطعا مئات الكيلومترات من أجل الترافع عن أحد موكليه، لكن الأخطاء، التي وقع فيها ستوقعه في قبضة رجال الأمن. وأوضحت مصادر تحدثت إليها «المساء» أن الشخص المنتحل لصفة المحامي، الذي يحمل اسم أحد أصحاب البذل السوداء، الذي وافته المنية منذ سنوات بمدينة الدارالبيضاء، لم يدل بأي وثيقة تثبت صفته، الأمر الذي شكّل بالنسبة للمسؤولين القضائيين بالإقليم سابقة وأمرا مثيرا للريبة، لكن تماديه في الأخطاء، والسلوكات الغريبة، عجلت بإدخاله إلى القفص، والبحث له عن محام يدافع عنه، حيث بدا عليه الارتباك، وبدأ في طلب استيضاح بعض الوقائع المرتبطة بالملف، الذي «يدافع» فيه عن موكله، إضافة إلى استعماله أرقام فصول من مواد القانون في غير محلها، في محاولة لتخليص موكله من الاعتقال. أدخل هذا «الارتباك» الشك في نفوس الحاضرين، ليطالبوه بكشف بطاقته الوطنية والمهنية من أجل التأكد من هويته، وهو ما جعله يتصبب عرقا. حينها بدأ الشك يتحول إلى يقين، واتضح أن الذي يقدم نفسه على أنه محام، ما هو إلى منتحل لصفة مهنة ينظمها القانون، حيث أجرى أحد المسؤولين القضائيين اتصالات من أجل معرفة حقيقة هوية الموجود أمامهم. الاتصال بأحد المحامين المعروفين بمدينة الدارالبيضاء من قبل أحد المسؤولين القضائيين، أثبت أن هوية الموجود أمامهم مزورة، وأن الاسم الذي استعاره هو لأحد المحامين، الذي وافته المنية منذ سنوات مضت. أمر المسؤول القضائي المصالح الأمنية بشيشاوة باعتقال المحامي «المزور»، والتوجه به صوب مقر الشرطة القضائية للتحقيق معه، وانتزاع المعلومات الحقيقية منه، وهو ما تأتى لهم، بعد أن واجهوه بمعلومات تفيد بأن اتصالا أجري، حينما كان بصدد «مرافعته» أمام الهيئة القضائية، مع أحد المحامين بهيئة الدارالبيضاء، أكد لهم أن المحامي الذي ينتحل صفته، توفي منذ سنوات مضت، فما كان من المحامي «المزور» إلا أن أقر بانتحاله صفة مهنة المحاماة من أجل الحصول على المال. انطلق فصل التحقيقات مع الموقوف من أجل معرفة أسباب انتحاله هذه الصفة، ومن الذي ساعده في ذلك، إضافة إلى معرفة ما إذا كان قد سبق أن ترافع في قضايا أخرى أمام المحكمة بهوية مزورة، وهو ما تأكد لهم ليتم استدعاء ضحاياه، والاستماع إليهم في محاضر رسمية، قبل أن يتم تقديمه أمام المحكمة الابتدائية بإمنتانوت لتقول العدالة كلمتها.