هل حقق المغرب فعلا أمنه الغذائي؟ سؤال يطرحه الخبير الأمريكي دافيد أرشيبالد، الذي توقع أن تعرف المملكة صعوبات في السنوات القليلة المقبلة في توفير حاجياتها الغذائية للمغاربة، بناء على تحليل المعطيات التي تفيد أن المغرب يستورد غالبية المواد الغذائية الأساسية من قبيل الحبوب التي يتوقع أن تشهد أسعارها ارتفاعا متزايد في المستقبل. ليضيف «أن المغرب يتمكن بالكاد من توفير حاجيات 13 مليون مغربي من هذه المواد الأساسية ما يعني أقل من نصف السكان». ويشدد الخبير الأمريكي على أن ما يدعم هذه الفرضية هي كون واردات المغرب من المواد الغذائية الأساسية تزايدت منذ سنة 2005 بواقع 15 في المائة سنويا، فضلا عن تسجيل عجز بين الواردات والصادرات الغذائية منذ 2007، زيادة على عدم قدرة قطاع الصناعات الغذائية على تقوية أدائه، مع تسجيل أن المغرب يستورد عددا من المواد الغذائية غير الأساسية. وأبرز الخبير الأمريكي في دراسته، أن المغرب مطالب بتحسين إنتاجيته والرفع من نسبتها، لمواجهة التزايد الكبير في حاجيات المواطنين للمواد الغذائية الأساسية، حتى يتمكن من دعم المنتوجات المحلية، ويتخلص بالتالي من التبعية الغذائية لدول أخرى. وتأتي تحذيرات الخبير الأمريكي في وقت تطرح علامات استفهام حول حقيقة تمكن المغرب من تحقيق أمنه الغذائي، إذ تشير الأرقام إلى أن المغرب مازال يستورد ما يقارب 70 في المائة من حاجياته من السكر، و95 في المائة من حاجياته من زيوت المائدة، و50 في المائة من القمح. وأيضا بعد أسابيع قليلة على إعلان منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)- أن المغرب تمكن من تحقيق واحد من الأهداف الثمانية المسطرة ضمن برنامج الألفية للتنمية عامين قبل موعدها المحدد في سنة 2015، ويتعلق الأمر بضمان الأمن الغذائي عبر القضاء على الجوع والفقر. وكان جوزي غرازيانو دا سيلفا- المدير العام للمنظمة أعلن خلال أشغال المناظرة السابعة للفلاحة «إن المنظمة ستمنح المغرب، شهر يونيو المقبل جائزة نظير هذا الإنجاز، مضيفا أن مخطط المغرب الأخضر، الذي أطلقه المغرب منذ 2008، هو من الاستراتيجيات التي مكنت من تحقيق النجاح في تقليص نسبة الفقر بالبلاد، فضلا عن أن البلدان التي استطاعت مواكبة الفلاحة العائلية من خلال الحماية الاجتماعية ربحت رهان الحرب ضد الجوع وتمكنت من تحقيق أهداف الألفية عن طريق التقليص من الفقر بنسبة تفوق 50 في المائة.