الظاهر أن الحرب الكلامية بين حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية ستشهد تطورات مثيرة قبيل الانتخابات التشريعية. إذ بعد يوم واحد فقط من إعلان عبد الإله بنكيران عن بدء المشاورات حول القوانين الانتخابية، شن حزب الأصالة والمعاصرة هجوما عنيفا على بنكيران، متهما إياه بتسميم الأجواء وخلق مناخ سياسي يعطي «الانطباع على طريقة تعامل الحكومة مع ملف الاستحقاقات الجماعية المقبلة». وقال حكيم بنشماس، رئيس المجلس الوطني، في ندوة صحافية نظمها الحزب صباح أول أمس الخميس بمقر الحزب، إن «المغرب مقبل على دفع فاتورة فادحة وكبيرة بسبب التخبط والارتجال والارتباك الذي يسم العمل الحكومي فيما يرتبط بملف الانتخابات، مضيفا في هذا الصدد «سنجد أنفسنا مرغمين على الانخراط في أجندة جد مزدحمة خلال شهرين، وسنكون مطالبين أيضا بمناقشة القوانين الانتخابية وقانون المالية». وفيما يشبه الرد على الهجومات الأخيرة لحزب العدالة والتنمية على «البام»، هاجم بنشماس «البيجيدي» قائلا: «ثمة تشكيك مسبق في نزاهة الانتخابات، وهي طريقة يلجأ إليها الحزب كلما أحس بأن النتائج لن تكون في صالحه أو كما يتوقعها هو، وهذا أمر خطير جدا. فكيف نفهم أن انتخابات تشرف عليها الحكومة يتم التشكيك في مصداقيتها بشكل مسبق؟». ووصف بنشماس حملة التشكيك ب«عودة منطق غريب كنا نعتقد أننا حسمنا معه مع مجيء الدستور الجديد». وأضاف بنشماس أن هناك توجها لاختزال النقاش من طرف وزارة الداخلية في أمور جزئية عوض الاهتمام بالقضايا الكبرى التي تثيرها الاستحقاقات التشريعية المقبلة، مضيفا أن هاته الأجندة من شأنها أن تؤثر على جودة التشريع، الشيء الذي يشي أن ثمة نزعة تحكمية من لدن الحكومة في هذا الباب بالذات». إلى ذلك، دعا مصطفى بكوري، الأمين العام للحزب، إلى مراجعة اللوائح الانتخابية والتصويت بالبطاقة الوطنية.