محمد بنقرو يعاني سكان تجزئتي "الزيتونة وصوريا" بمكناس معاناة حقيقية لا تطاق، بسبب ضعف وسائل النقل العمومية وقلتها، مما يتسبب في العديد من المشاكل للمواطنين الذين يرغبون في الالتحاق بهذه الأحياء أو بعملهم خارجها وكذا للتلاميذ الذين يدرسون بالثانوي والإعدادي، حيث يجدون صعوبة من أجل الذهاب إلى فصولهم الدراسية في غياب المؤسسات التعليمية بهذه الأحياء. ويضطر السكان والتلاميذ على حد سواء إلى الانتظار مدة طويلة قد تتعدى الساعة قبل وصول سيارة أجرة أو حافلة، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا خصوصا على التلاميذ والطلبة، الذين يجدون كل يوم صعوبة كبيرة في الوصول إلى وجهتهم في المواعيد المحددة نتيجة النقص الحاد في عدد الحافلات المخصصة لهذه الأحياء. هذا دون الحديث عن الحالة الميكانيكية لتلك الحافلات حيث تتعرض بشكل شبه يومي إلى أعطاب ميكانيكية لتتوقف وسط الطريق مما يزيد من معاناة هؤلاء التلاميذ والمواطنين . وأمام هذا الوضع الذي وصف بالشاذ من طرف بعض الآباء، يضطر العديد من التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بالثانويات التأهيلية إلى قطع ما لا يقل عن عشرة كيلومترات مشيا على الأقدام بشكل يومي، من أجل الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية البعيدة، وقد ندد بعض الآباء بهذا الوضع الذي تسببت فيه قلة حافلات النقل العمومي وسيارات الأجرة وخلفت أزمة كبيرة لدى مجموعة من الأسر، التي ترغب في التنقل من وإلى التجزئتين المذكورتين اللتين، يضيف بعض الآباء، توجدان وسط المجال الحضري، في أحد أهم الطرقات التي تعتبر استراتيجية "طريق كلم 6"، التي يوجد بها عدد من الثكنات العسكرية في اتجاه ملتقى الطرق المؤدية إلى مدينتي فاس والرباط وكذا الطريق السيار. وقد عرفت تجزئتا الزيتونة وصوريا إلى جانب حي الزهوة توسعا عمرانيا كبيرا، ونموا ديموغرافيا ملحوظا، في الوقت الذي ظلت البنيات التحتية والمرافق العمومية بها ضعيفة جدا، حيث لا مكاتب للبريد ولا ماء وكهرباء ولا مؤسسات تعليمية، باستثناء مدرسة ابتدائية وحيدة، الى جانب وجود مستوصف صغير، يستفيد من خدماته كل ذلك العدد من سكان هاته الأحياء الثلاثة. وطالب بعض السكان المسؤولين بالتدخل العاجل من أجل معالجة هذا المشكل وأخذ معاناة أبنائهم مع التنقل بعين الاعتبار.