تعاني مجموعة من الأزقة بمشروع الهراويين الجديد من عدة مشاكل بنيوية بما فيها ضعف البنية التحتية إذ تنتشر الحفر في كل مكان، لأن الكثير من الأزقة لم تستفد من عمليات التعبيد. فبعد قرار نقل سكان "كاريان سنطرال" بالحي المحمدي، الذي عمر لأكثر من ثمانين سنة إلى سكن اللائق، تم اختيار الهراويين مكانا لاستقبال المرحلين، إلا أنه مازالت هناك مجموعة من النقائص تعتري هذا المشروع الجديد على الرغم من الوعود التي قدمها عدد من المسؤولين بأنها ستكون نموذجية من جميع النواحي، خاصة الجانب المتعلق بالبنى التحتية، مما جعل الكثير من المرحلين يتوسمون خيرا في هذا المشروع. وقالت خديجة، وهي واحدة من المستفيدين، "الصدمة كانت قوية" فبمجرد انتقالهم للعيش في الهراويين، فوجئوا بأن المشاكل تلاحقهم أينما رحلوا وارتحلوا وأن المعاناة دائما تكون من نصيبهم، فلا مجال للمقارنة بين الوعود التي قدمت لهم وبين الواقع الذي يعيشونه اليوم. العديد من الاختلالات حولت حياتهم إلى جحيم، الحمير في كل مكان والكلاب الضالة تجوب الشوارع، والعربات المجرورة تحتكر الأزقة، والأتربة والغبار تتناثر في المنطقة والسبب عدم إتمام إصلاح الأزقة، إضافة إلى مجاري مياه الصرف الصحي التي توجد في وضعية "مهترئة"، بل إن مياهها العكرة والملوثة تنبعث منها روائح كريهة تزعج السكان، وكذلك مشكل النفايات التي تنتشر في كل مكان، بسبب غياب حاويات الأزبال بوسط الأزقة وبعدها عن المنازل. الأزبال المنتشرة تساهم بشكل كبير في انتشار الحشرات خاصة "شنيولة" التي أصبح الكل يعاني منها. كما عبر عدد من السكان المتضررين عن استيائهم من مشكل الإنارة العمومية والانقطاعات المتكررة للكهرباء. تقول إحدى القاطنات بالحي إن "الحلم تحول ببساطة إلى كابوس مزعج نحن نريد مشروعا متكاملا وليس بهذا الشكل".