أصدرت الكاتبة الفرنسية ميلفينا ميستر رواية جديدة بعنوان "Bons baisers de Tanger" (قبلات من طنجة)، تعود فيها شخصيتها المحققة الخاصة غابرييل كابلان إلى المغرب في خمسينيات القرن الماضي، في حبكة بوليسية تدور بين الدارالبيضاءوطنجة. ميستر، التي اشتهرت بسلسلة من الروايات البوليسية تدور أحداثها في مدن مغربية، عرفت بأعمال مثل "Crépuscule à Casablanca" و"Sang d'encre à Marrakech". - إعلان - ويقوم أسلوب الكاتبة على المزج بين التشويق والوصف التاريخي، وبناء شخصيات نسائية قوية تتحرك في فضاءات يغلب عليها الطابع الذكوري. تبدأ القصة في الدارالبيضاء عام 1952، حيث تعيش كابلان حياة هادئة وتعمل في مكتبها الخاص. على شاطئ عين الذئاب، يقترب منها رجل مجهول ويعرض عليها مهمة غامضة، قبل أن يتبين لاحقا أنه عميل لجهاز المخابرات الفرنسي. هذا اللقاء يدفعها إلى مغامرة غير متوقعة تنقلها شمالا إلى طنجة. في المدينة الدولية، تجد البطلة نفسها وسط أجواء تختلط فيها اللغات والثقافات، وتتصادم المصالح في المقاهي والأسواق ومرافئ السفن. تصف الرواية بدقة الشوارع المزدحمة، والحانات التي تعج بوجوه من تجار وبحارة وجواسيس ودبلوماسيين، في صورة تعكس فرادة طنجة خلال تلك الحقبة. وتتصاعد الأحداث مع انتقال كابلان بين أحياء طنجة القديمة وواجهتها البحرية، حيث تتشابك الخيوط بين المصالح الشخصية والمهمات السرية. البطلة، التي تحاول الحفاظ على استقلاليتها وذكائها الحاد، تدخل في تحالفات مضطربة وتواجه مخاطر تتطلب منها الحذر والقدرة على المناورة. وتعيد الرواية رسم صورة طنجة كفضاء مفتوح على الشرق والغرب، ومسرح لصفقات سياسية وأمنية تجري بعيدا عن الأنظار. أجواء الحرب الباردة تطبع مسار الأحداث، حيث يمكن لأي لقاء أن يخفي خلفه تبادلا للمعلومات أو ترتيبا لمؤامرة. وبين تنقل البطلة في أزقة المدينة وموانئها، يظل القارئ مشدودا إلى خيط السرد الذي يوازن بين الإثارة البوليسية والبعد التاريخي. "Bons baisers de Tanger" تعزز مكانة ميستر ككاتبة تجعل من المغرب عنصرا أساسيا في صياغة حبكاتها، وتمنحه حضورا يتجاوز كونه مجرد خلفية للأحداث.