شهدت المنطقة الحدودية بين المغرب وسبتة، يوم الجمعة الماضي، مشاهد مؤثرة لأمهات يودعن أبناءهن بعد أن قامت القوات المغربية بترحيلهم نحو مدن وبلدات جنوب البلاد، عقب محاولتهم العبور سباحة إلى الضفة الأخرى من معبر تراخال حسب ما نشرته صحيفة "الفارو" الاسبانية. ووفقاً لشهادات ميدانية، فقد تم توقيف العشرات ممن حاولوا الوصول إلى سبتة ليلاً، إضافة إلى آخرين سلّمتهم السلطات الإسبانية إلى الجانب المغربي، قبل أن يتم وضعهم في حافلات ونقلهم بعيداً عن شمال المملكة، في إجراء يعتبره البعض بمثابة "عقوبة" لجرأتهم على دخول البحر. المشهد تكرر كما حدث صيف 2024، حين اعتمدت السلطات المغربية سياسة إبعاد كل من يحاول العبور نحو سبتة، حتى بالنسبة للشباب القاطنين في مدن حدودية مثل الفنيدق (كاستييخوس)، ما دفع بأمهات كثيرات لتلقي اتصالات من أبنائهن بعد أيام، يخبرونهن فيها أنهم أُرسلوا إلى مناطق بعيدة في الجنوب. ليلة الجمعة كانت من أصعب الليالي، إذ حاول أكثر من مائة شخص السباحة نحو سبتة، بينهم فتاة، بينما زادت الضبابية الكثيفة من تعقيد عمليات الإنقاذ. وتمكّن بعضهم من الوصول إلى الشواطئ الإسبانية، فيما تم اعتراض آخرين في البحر وتسليمهم للسلطات المغربية التي قامت بترحيلهم. هذه التحركات تأتي في سياق موجة جديدة من المحاولات الفردية والجماعية لعبور الحدود البحرية نحو سبتة، في ظل استمرار الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع الشباب إلى خوض غمار هذه المخاطرة، رغم ما تحمله من مخاطر جسيمة.