كلاسيكو بلا طعم ولا رائحة

تشكل ‬بعض ‬المباريات ‬الكروية ‬مقياسا ‬حقيقيا ‬للمستوى ‬الذي ‬تكون ‬قد ‬وصلته ‬اللعبة، ‬خصوصا ‬وأن ‬تجربتنا ‬الاحترافية ‬قطعت ‬اليوم ‬سنتها ‬الرابعة، ‬ويجب ‬أن ‬تخضع ‬للتقييم. ‬ومن ‬هذه ‬المباريات، ‬تلك ‬التي ‬تجمع ‬عادة ‬الفرق ‬التي ‬نصفها ‬بالكبيرة ‬كما ‬هو ‬حال ‬مباراة ‬ديربي ‬البيضاء ‬بين ‬الرجاء ‬والوداد، ‬أو ‬تلك ‬التي ‬تجمع ‬فرق ‬الدار ‬البيضاء ‬بفريق ‬الجيش ‬الملكي ‬تحديدا، ‬والتي ‬اصطلحنا ‬على ‬وصفها ‬بمباريات ‬الكلاسيكو.‬
في ‬ديربي ‬البيضاء ‬نعيش ‬الحدث ‬الكروي ‬الذي ‬يملأ ‬دنيا ‬الكرة ‬ويشغل ‬ناسها ‬لما ‬يخلفه ‬من ‬ردود ‬أفعال ‬على ‬مستوى ‬النتيجة، ‬والمردود ‬العام ‬لعطاء ‬اللاعبين. ‬وعلى ‬مستوى ‬الحضور ‬الجماهري ‬الذي ‬يفوق ‬المعدل.‬
أما ‬في ‬الكلاسيكو ‬الذي ‬يجمع ‬الوداد ‬أو ‬الرجاء ‬بفريق ‬الجيش ‬الملكي، ‬فظل ‬يشكل ‬هو ‬الآخر ‬موعدا ‬اسثتنائيا ‬على ‬كافة ‬المستويات.‬
لكن ‬من ‬سوء ‬حظ ‬كرة ‬القدم ‬المغربية ‬هذا ‬الموسم ‬أنها ‬حرمت ‬من ‬أكثر ‬من ‬كلاسيكو ‬لعل ‬آخره ‬هو ‬الذي ‬جمع ‬فريقا ‬الوداد ‬الرياضي، ‬الذي ‬نزل ‬ضيفا ‬على ‬فريق ‬الجيش ‬الملكي.‬
لم ‬نعش ‬في ‬مباراة ‬الجيش ‬الملكي ‬والوداد ‬أجواء ‬الكلاسيكو، ‬فقط ‬لأن ‬المباراة ‬جرت ‬بدون ‬جمهور ‬وأمام ‬مدرجات ‬فارغة ‬تنفيذا ‬للحكم ‬الصادر ‬في ‬حق ‬فريق ‬الجيش ‬الملكي، ‬الذي ‬لعب ‬أربع ‬مباريات ‬بدون ‬جمهور.‬
ومرة ‬أخرى ‬نجد ‬أنفسنا ‬مضطرين ‬لطرح ‬السؤال، ‬هل ‬عالجت ‬جامعة ‬الكرة ‬ظاهرة ‬الشغب ‬حينما ‬حرمت ‬فريق ‬الجيش ‬الملكي ‬من ‬جمهوره؟
لا ‬بد ‬أن ‬نتفق ‬أولا ‬أن ‬من ‬تسبب ‬في ‬شغب ‬ملعب ‬الفتح، ‬حينما ‬التقى ‬فريق ‬الجيش ‬بفريق ‬الدفاع ‬الجديدي، ‬لا ‬يمكن ‬أن ‬يكون ‬محبا ‬ولا ‬عاشقا ‬لفريق ‬الجيش ‬الملكي. ‬إنهم ‬جماعة ‬من ‬الخارجين ‬عن ‬القانون، ‬والذين ‬قالت ‬في ‬حقهم ‬العدالة ‬كلمتها. ‬أما ‬الجمهور ‬الحقيقي ‬لفريق ‬الجيش ‬الملكي، ‬والمتواجد ‬في ‬كل ‬مكان ‬بالنظر ‬إلى ‬أن ‬الجيش ‬هو ‬فريق ‬كل ‬المغاربة، ‬كما ‬قال ‬بذلك ‬الراحل ‬الحسن ‬الثاني ‬يوم ‬أسسه، ‬فهو ‬الضحية ‬في ‬كل ‬هذا.‬
ثم ‬ما ‬ذنب ‬جماهير ‬الفرق ‬التي ‬نازلت ‬فريق ‬الجيش ‬الملكي، ‬والتي ‬حرمت ‬هي ‬الأخرى ‬من ‬متابعة ‬فريقها ‬المفضل، ‬بسبب ‬جرم ‬لم ‬ترتكبه؟
كثيرا ‬ما ‬رددنا ‬أن ‬من ‬النقط ‬السوداء ‬لبطولتنا ‬الاحترافية، ‬هي ‬الغياب ‬المثير ‬للجمهور ‬الذي ‬لا ‬يحضر ‬بالأعداد ‬المنتظرة ‬رغم ‬أننا ‬نتحدث ‬عن ‬بطولة ‬احترافية ‬تتحرك ‬بالملايين. ‬لكننا ‬نكاد ‬ننسى ‬أن ‬من ‬بين ‬الأسباب، ‬وهي ‬كثيرة ‬ومتداخلة، ‬وجود ‬جامعة ‬تتخذ ‬قرارات ‬ضد ‬مصلحتها ‬ومصلحة ‬اللعبة. ‬ومن ‬ذلك ‬أن ‬تلعب ‬المباريات ‬أمام ‬مدرجات ‬فارغة.‬
لقد ‬حان ‬الوقت ‬لتفكر ‬جامعة ‬الكرة ‬في ‬صيغ ‬أخرى ‬لمحاربة ‬الشغب، ‬الذي ‬لن ‬يتوقف ‬غدا ‬أو ‬بعد ‬غد. ‬والحلول ‬متوفرة ‬هنا ‬وهناك ‬لعل ‬من ‬أقربها ‬هي ‬منع ‬المشاغبين ‬من ‬ولوج ‬الملاعب، ‬وإصدار ‬العقوبات ‬المالية ‬على ‬الفرق ‬التي ‬يتهم ‬جمهورها ‬بذلك، ‬على ‬الرغم ‬من ‬أن ‬ذلك ‬يعتبر ‬إجحافا ‬في ‬حقها.‬
لقد ‬عشنا ‬أجواء ‬اسثتنائية ‬في ‬ديربي ‬البيضاء، ‬خصوصا ‬على ‬مستوى ‬الحضور ‬الجماهيري، ‬على ‬الرغم ‬من ‬أن ‬الظروف ‬المناخية ‬لم ‬تكن ‬مساعدة. ‬لكننا ‬افتقدنا ‬هذه ‬الأجواء ‬في ‬كلاسيكو ‬الوداد ‬والجيش ‬الملكي، ‬الذي ‬كان ‬بلا ‬طعم ‬ولا ‬رائحة. ‬وبذلك ‬ضيعنا ‬محطة ‬وازنة ‬كان ‬يمكن ‬أن ‬نختبر ‬بها ‬المستوى ‬العام ‬الذي ‬وصلته ‬كرتنا، ‬خصوصا ‬وأننا ‬قطعنا ‬اليوم ‬الثلث ‬الأول ‬من ‬الموسم ‬الرابع ‬الاحترافي. ‬